وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: تكنولوجيا المعلومات قطاع واعد للاستثمار

نشر بتاريخ: 05/04/2011 ( آخر تحديث: 05/04/2011 الساعة: 17:21 )
رام الله- معا- أشار رئيس مجلس الوزراء د. سلام فياض، إلى أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات، خاصة دوره في إيجاد عدد كبير من فرص العمل، وارتقاء النشاط الاقتصادي، مشيرا أن هذا القطاع واعد، وحقق معدلات نمو عدا عن كونه مصدر تشغيل.

وقال فياض خلال حفل في رام الله اليوم الثلاثاء، لإطلاق صندوق رأس المال المخاطر "صدارة"، التشغيل وفرص العمل هما الهدف الأسمى لأية سياسة اقتصادية رشيدة.

واعتبر فياض إطلاق الصندوق حدثا تاريخيا سيما وأنه الأول من نوعه، ما يشكل مؤشرا على تنامي ثقة المستثمرين بإمكانية الاستثمار في فلسطين، بغية الوصول بفلسطين إلى موقع يحظى باهتمام المستثمرين بشكل مكثف.

ولفت فياض إلى ضرورة إنهاء نظام التحكم والسيطرة الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي كي يكون هناك نمو مستدام، موضحا عن ثقته بإمكانية تحقيق قطاع تكنولوجيا المعلومات، مزيدا من النمو خلال الفترة القادمة، عدا عن إيجاد فرص تشغيل إضافية.

وبين أن الحد من البطالة يعتبر أمرا أساسيا ضمن أجندة عمل السلطة الوطنية، لافتا إلى الحاجة إلى توفير عدد كبير من فرص العمل سنويا من أجل تقليص نسب البطالة.

وتطرق فياض إلى التطور الاقتصادي الذي شهدته الأراضي الفلسطينية، منوها إلى حيوية دور المانحين في فتح آفاق إضافية للاقتصاد، مشيرا إلى ما حققته الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية على صعيد بناء مؤسسات الدولة، وتهيئة بيئة أفضل لقطاع الأعمال والنشاط الاقتصادي.

ونوه إلى أنه لا زال هناك الكثير مما ينبغي فعله من أجل تحسين الواقع الاقتصادي، مبينا أن السلطة لن تتوانى عن القيام بدورها على هذا الصعيد.

وأثنى على مشاركة مستثمرين من دول مختلفة في الحفل، لا سيما من أميركا، وأوروبا، وإسرائيل، داعيا إلى تنفيذ المزيد من هذه المبادرات، وأكد أن الحكومة ماضية قدما في خطتها لبناء مؤسسات الدولة وإنهاء الاحتلال، مشيرا إلى ثقته بحتمية زوال الاحتلال.

من جهته، أثنى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. مشهور أبو دقة، على عملية إطلاق الصندوق، لا سيما وأنه يتصل بقطاع مهم، وتحدث عن التطورات التي شهدها هذا القطاع، من حيث المساهمة الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل.

وذكر أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نمى بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، ونوه إلى أن هذا القطاع بات يحظى باهتمام دولي متزايد، مؤكدا في الوقت ذاته، جاهزية الوزارة لتقديم أي دعم لصندوق "صدارة".

على صعيد آخر، ذكر مدير صندوق صدارة لرأس المال المخاطر سائد الناشف، أن الصندوق يستهدف قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني برأسمال يبلغ 7ر28 مليون دولار.

وقال خلال مؤتمر صحافي على هامش حفل إطلاق الصندوق، أن الأخير تأسس بعد سنتين من جهود بذلت لجمع رأسمال مخاطر في أجواء اقتصادية صعبة.

وأضاف: نجحنا في تأمين رأس المال من عدد من أكبر الشركات والمؤسسات في العالم، إضافة إلى مجموعة من الأفراد المستثمرين، ومن بين المستثمرين بالصندوق شركتي غوغل، وسيسكو، والبنك الأوروبي للاستثمار، وصندوق سوروس للتنمية الاقتصادية، ومؤسسة سكول، ومؤسسة جين كيس وغيرهم.

وأوضح أن الصندوق يعي حجم المخاطر القائمة في الأراضي الفلسطينية، مبيناً أن الاستثمار في فلسطين مشجع رغم كافة الظروف.

وقال: إن الصندوق سيستثمر في الشركات الفلسطينية التي تعمل في مجال البرمجيات، والتي تتخصص في تكنولوجيا ومحتوى الانترنت، والشبكات الاجتماعية والإعلام، إضافة إلى الشركات التي تعمل في مجال خدمات التوظيف الخارجي للمبرمجين.

وأضاف: سيعمل الصندوق على الاستثمار في الشركات حديثة التأسيس، إلى جانب الاستثمار في الشركات المتمكنة وذات التوجه للأسواق العالمية والتي تملك فرص نمو كبيرة.

من ناحيته، ذكر مدير صندوق صدارة لرأس المال المخاطر يادين كوفمان، أن الصندوق سيعمل على توظيف خبرة مدراء الصندوق، وشبكة علاقاتهم في العالم، لإضفاء بعد نوعي على الشركات التي يستثمر فيها الصندوق.

وقال: سيدير الصندوق سائد الناشف رجل الأعمال المتخصص في البرمجيات والتكنولوجيا والذي عاد مؤخرا إلى فلسطين بعد عقدين قضاهما في أميركا، إضافة إلى يادين كوفمان، خبير الاستثمار المعروف في أميركا وإسرائيل، وسيتم توظيف شريك عام ثالث في الصندوق ليعمل في رام الله خلال الأشهر المقبلة.

وتابع: بناء على العدد الكبير من مهندسي البرمجيات والمبادرين في فلسطين، وفرص التطور السريع التي تتسم بها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجالات التكنولوجيا، يؤمن مدراء الصندوق والمستثمرون بأن هناك فرصة لتحقيق عوائد استثمارية من خلال مساعدة أولئك المبادرين على الوصول إلى الأسواق العالمية.

وتابع: نؤمن بأن الصندوق سيساهم في نمو مستدام للاقتصاد الفلسطيني، وفي خلق فرص عمل نوعية، واستقطاب الأدمغة المهاجرة، وتعزيز نقل المعرفة، والترويج للإبداع والمبادرة.

وكان الناشف قال في مستهل حفل إطلاق "صدارة": نحن نؤمن بأن أمام قطاع التكنولوجيا في فلسطين افاقا كبيرة للتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل." وأضاف "هناك مجموعة من المبادرين ورياديي الاعمال المتميزين في مجال البرمجيات، ونحن نهدف والمستثمرين إلى توفير فرصة الوصول الى رأس المال المخاطر والاسواق الدولية التي يحتاجها اولئك المبادرون من أجل المنافسة في الاسواق العالمية.

وأكد أن صندوق الشرق الاوسط لرأس المال المخاطر يستثمر في شركات تعمل في قطاعات الانترنت، والاتصالات الخلوية والبرمجيات في شركات ناشئة في رام الله وعدة محافظات فلسطينية.

وأوضح الناشف أن صادرات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات الفلسطينية نمت بشكل مضطرد خلال العقد الماضي، رغم أنها لا تزال صغيرة الحجم، وبين أن العديد من شركات التكنولوجيا الكبيرة متعددة الجنسيات ومنها سيسكو، واتش بي، وانتل وغيرها، بدأت بالاستعانة بشركات البرمجيات الفلسطينية في أعمالها التطويرية للاستفادة من ارتفاع نسبة التعليم والمبادرات التكنولوجية، وكذلك من البنية التحتية والبشرية المتطورة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تضم خبرات آلاف من المهندسين الفلسطينيين، إضافة إلى 13 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي.

من جهته، أكد مسؤول تطوير الأعمال في شركة غوغل نيك هيلر وجود فرصة كبيرة لتطوير تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، ووجود فرص حقيقية أمام الرياديين والمبادرين لمشاريع جديدة في مجال قطاع تكنولوجيا المعلومات، خاصة أن الناس يتعطشون للمعرفة.

وأشار هيلر إلى النمو الكبير في استخدام تكنولوجيا المعلومات في العالم، ولكنه أكد أن نسبة النمو في هذا القطاع في الشرط الأوسط بلغت 100%، لا سيما في مجال استخدام الانترنت.

وشدد على ضرورة أن تعتمد المنطقة على الابداع والريادة من أجل الوصول إلى الرخاء، وأكد على ضرورة تشجيع المخاطرة في الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات، ووجود 62 مليون مستخدم للانترنت في منطقة الشرق الأوسط، و100 مليون عملية بحث باستخدام غوغل يومياً، و36 ألف مستخدم للفيس بوك يومياً، و100 مليون مستخدم موقع يوتيوب.

وانتقد هيلر ضآلة نسبة محتوى الانترنت باللغة العربية، رغم وجود 54% يستخدمون البحث باللغة العربية، الأمر الذي يتيح المجال أمام الرياديين للتركيز على تطوير محتوى الانترنت باللغة العربية.

بدوره، أكد فيليب دي فونتين، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي أن البنك كان المستثمر الأول الملتزم في صندوق صدارة، وهو يشارك في جلب المستثمرين لأول مرة في ظل ظروف صعبة.

وأشار إلى أن البنك ملتزم بدعم الصندوق من خلال مؤسسات اقتصادية عالمية، بالتعاون مع مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعتبر إشارة إلى الثقة والتفاؤل في الاقتصاد الفلسطيني.

وأكد أن النجاح في إطلاق الصندوق يبعث رسالة هامة إلى جميع أقطار البحر الأبيض المتوسط، وتوقع أن يقدم الصندوق مساهمة أساسية في تطوير قطاع التكنولوجيا المتفوقة محلياً، وكذلك القطاع المالي من خلال الجمع بين الخبرات الدولية في هذا المجال ورأس المال المخاطر مع المواهب غير المستغلة وطاقة شريحة المبادرين والرواد في الأراضي الفلسطينية.