|
خبراء وباحثون يدعون إلى وضع إستراتيجية لتطوير ملف الإنجاز بغزة
نشر بتاريخ: 06/04/2011 ( آخر تحديث: 06/04/2011 الساعة: 12:09 )
غزة- معا- دعا خبراء وباحثون تربويون إلى وضع إستراتيجية لتطوير ملف الإنجاز على مدار السنوات الخمس القادمة بعد دراسات اختلفت في تقييم اتجاهات الوزارة في هذا الملف الذي يعتمد على تنمية مهرارات البحث العلمي لدى طلبة المدارس.
جاء ذلك في يوم دراسي نظمه قسم العلوم التربوية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بعنوان ملف الإنجاز بين الواقع والمأمول في مدارس محافظات غزة، وذلك بحضور كل من الدكتور يحيى السراج عميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي المساعد للشئون التعليمية، الدكتورة نجوى صالح رئيس اليوم العلمي، الدكتور هشام غراب رئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي، السيد يوسف مطر رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، إضافة إلى ممثلين عن وزارة التربية والتعليم وعن المؤسسات الأكاديمية وعدد من مدرسي القسم والعشرات من طلبته. وفي مطلع اليوم العلمي، قدم المنظمون عرضا مرئيا تحدث عن مفهوم ملف الإنجاز ودوره الكبير في تحسين القدرات التعليمية لدى طلبة المدارس، وإثراء معارفهم بالمهارات الأساسية اللازمة في عملية البحث العلمي المبكر وآلية جمع المعلومات العلمية لمواد الدراسة من مختلف المصادر البناءة، إضافة إلى مواقف وزارة التربية والتعليم العالي البناءة في دعم هذا الملف. وفي كلمة اللجنة التحضيرية رحب يوسف مطر رئيس اللجنة بالحضور ومثمنا مشاركتهم في فعاليات اليوم العلمي الذي يمثل لقاء تربويا وفكريا يسلط الضوء على قضايا جوهرية خاصة في العملية التعليمية عبر مناقشة ملف الإنجاز، معربا عن أمله في أن تتكلل أعمال هذا اليوم بالنجاح. من جانبها أوضحت الدكتورة نجوى صالح رئيس اليوم العلمي ورئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان الطفولة والتربية بسمة لا تغيب أن عمر هذا المهرجان يتزامن مع عمر نشأة الكلية الجامعية، ما يعكس حرص الكلية الكبير على الاهتمام بشريحة الأطفال في المجتمع الفلسطيني وتنظيمها لهذه الاحتفالية السنوية البهيجة التي تتجدد وتتطور في كل عام في يوم الطفل الفلسطيني، داعية الباحثين المشاركين في ذات الوقت إلى الخروج بتوصيات سديدة قابلة للتحقيق والتطبيق للرقي بالعملية التعليمية. من ناحيته أعرب الدكتور يحيى السراج عميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث العلمي المهم، مقدرا اهتمام وزارة التربية والتعليم بالحضور والمشاركة وجهودها في خدمة العملية التعليمية، مضيفا: أطفالنا هم أملنا ومستقبلنا في بناء الوطن وبقائه وتحريره، ويحتاجون منا كل رعاية ودعم واهتمام، داعيا إلى الاهتمام بالطلبة في مراحلهم التعليمية المختلفة عبر إكسابهم المهارات الحياتية المتنوعة والقضاء على أي قصور قد يحد من قدراتهم أويؤثر عليهم بشكل سلبي. وفي كلمة ضيف الحفل، ثمن الدكتور زياد ثابت وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم العالي للشئون التعليمية دور الكلية الجامعية في رعاية شريحة الأطفال وتنظيمها لهذا العرس الطفولي الرائع في كل عام، معربا عن سعادته لحضور هذا اللقاء المميز الذي يناقش ملف الإنجاز الذي أقرته وزارة التربية والتعليم مطلع العام الدراسي الحالي والذي يجعل الطالب مشاركا في عملية التقويم وإبداء الرأي، وينمي لديه العديد من العادات الاجتماعية البناءة كالحوار والعمل التعاوني من خلال المقابلات والمناقشات في العمل خلال المجموعات. ومع انطلاق وقائع الجلسة الأولى لليوم العلمي، تحدثت السيدة هناء أبو دية المدرسة في الكلية الجامعية في ورقتها التي حملت عنوان اتجاهات أولياء أمور نحو ملف الإنجاز في المدارس الحكومية عن وجود تباين في مواقف أولياء الأمور من ملف الإنجاز، بحيث يعتبره البعض عبئا اقتصاديا على الأسرة في ظل الأوضاع الصعبة بفعل الحصار والإغلاق، فيما يراه آخرون وسيلة تتيح لهم التعرف على المستوى الدراسي لأبنائهم ومدى تفوقهم في التحصيل العلمي. وحول واقع ملف الإنجاز في مدارس وزارة التربية والتعليم بمحافظات غزة، أفاد الأستاذ الدكتور فؤاد العاجز من كلية التربية بالجامعية الإسلامية أن فكرة ملف الإنجاز للطالب وللمعلم ليست جديدة وتم تطبيقها في معظم دول العالم سواء المتقدمة أو النامية، إلا أن هذه الدول قبل أن تطبق هذه الفكرة أعدت لها خطط متكاملة من خلال الإعداد الجيد، وتهيئة الطالب وتجهيز المكتبات في المدارس، ونشر روح البحث العلمي بين الطلبة والمعلمين على حد سواء. السيد يوسف مطر المدرس في الكلية الجامعية أوضح في ورقته أن التوظيف الفعال لملف الإنجاز والبحث العلمي يزيد من ثقة الطالب بنفسه وبقدراته ويعزز لديه القدرة على التخطيط والتنظيم لكل نشاطاته، ويعزز لديه مهارات البحث العلمي التي تسعى كل المجتمعات لتطويرها ورعايتها لدى أبنائها وطلبتها، مضيفا أن تقدم الأمم والدول يقاس بمقدار ما تخصصه من موازنات وما تقدمه من دعم لمراكز البحث. وعن اتجاهات طلبة المدارس في محافظات غزة نحو ملف الإنجاز، أوضحت الدكتورة نجوى صالح رئيس قسم العلوم التربوية في الكلية أن الكثير من أولياء أمور الطلبة يرون أن الأبحاث التي يكلف بها الطلبة من مدرسيهم وتضاف إلى ملف انجاز الطالب غير مفيدة لأنها تحتاج الكثير من الوقت الذي يمكن أن يستثمره الطالب في الدراسة والمطالعة، حيث يتم إعداد الأبحاث عن طريق شبكة الانترنت أو المكتبات دون أن ينظر الطالب لمحتواها، ويزيد من الأعباء المالية على أولياء الأمور. وفي سياق آخر أكد الدكتور محمد كلخ المدرس في الكلية الجامعية أنه يمكن توظيف ملف الإنجاز الإلكتروني في العملية التعليمية كأحد المستجدات التكنولوجية، حيث يمثل أداة تقويمية موضوعية وفاعلة يمكن الاعتماد عليها في تقويم أداء المتعلم أو المعلم وفق معايير دولية ومحلية بدلا من الطرق الذاتية، وأن أهمية استخدامه ازدادت لما يحقق الكثير من الفوائد إما للمعلم أو المتعلم في التشجيع على التفكير التأملي وتعزيز النمو الأكاديمي أو المهني وتوثيق الأداء التعليمي. من ناحية أخرى أوضح الدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي في الكلية أنه يمكن إنجاح العمل بملف الإنجاز في المدارس عبر تشجيع الطالب على كتابة التفكير التأملي وتوثيق انطباعاته حيال موضوعات وقضايا المادة الدراسية وكتابة جمل شارحة أو توضيحية عن العمل المختار وتاريخ انجازه وكيف تم انجازه، وتحفيزه على الإبداع والابتكار في تناول ملفه واستشعاره بملكيته ومسؤوليته تجاه تعلمه، وتفعيل دور أولياء الأمور في مساعدة ومتابعة أبنائهم بما يسهل تطوير وانجاز ملفاتهم. وفي ذات السياق قدم الدكتور خالد حماد نائب مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي مقترحا لإنجاح ملف الإنجاز ضم العديد من الخطوات الفعالة مثل توعية الطالب بنوع الملف المطلوب وبأهدافه وما يتضمن من محتويات، وتدريبه على بناءه وتطويره وفق تصور معين وإشراكه في اختيار محتوياته، وتحديد المدة الزمنية المطلوبة للبدء في تنفيذه حتى تسليمه، إضافة إلى متابعة المعلم الدورية لبناء ملف الطالب وتزويده بما يلزم من تغذية راجعة ونصائح وغيرها من الخطوات. ولكي لا يكون ملف الانجاز بلا انجاز أشار الدكتور عطا درويش من جامعة الأزهر إلى ضرورة توفر ثقافة ملف الانجاز في المدارس ابتداء بالمدير ومرورا ببقية المعلمين، وأنه في الوقت الذي يأخذ فيه المدرس الضوء الأخضر للبدء في عرض فكرة الملف على طلبته يجب أن يوضح بأنه سيعرض لهم شيئا جديدا ومميزا وأنه سيطلب منهم البدء باتخاذ بعض القرارات المهمة حول أعمالهم وأنهم سيشاركون في مسؤولية تقويم أعمالهم. أما الدكتور أسعد عطوان المدرس في كلية العلوم والتكنولوجيا بخانيونس فقد ذكر في ورقته أن ملف الإنجاز يشكل عبئا إضافيا على المعلم الذي يحتاج كل حصة لإنهاء المقرر الدراسي المطلوب منه وعبئا ماليا على أولياء الأمور، مقترحا أن يتم تخصيص وقت محدد لمتابعة ملف الإنجاز من قبل المعلمين، وألا يكون الملف ملزما لجميع الطلبة مع تقديم الدعم المادي والمعنوي للمدرس والطالب المتميز في هذا الجانب. وخرج الباحثون والمشاركون بمجموعة من التوصيات في مقدمتها وضع إستراتيجية لتطوير ملف الإنجاز على مدار السنوات الخمس القادمة، وضرورة إدخال مصطلح ملف الإنجاز إلى ثقافة المجتمع الفلسطيني بشكل عام، والعاملين في المجال التربوي بشكل خاص، وزيادة الدعم المادي والمعنوي لتوظيف ملف الإنجاز، ومساندة القائمين عليه في عملية التطبيق له، وتنفيذ التوعية الإعلامية الشاملة عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والتعرف على المردود التربوي لملف الإنجاز. ودعا المشاركون إلى تشكيل دائرة لملف الإنجاز في وزارة التربية والتعليم العالي، والتخفيف عن المعلم والطالب من المقرر الدراسي، مقابل زيادة الاهتمام بملف الإنجاز، وإعداد دورات تدريبية للمعلمين لإعادة تأهيلهم وتنمية مهاراتهم البحثية، إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بعلاج سلبيات ملفات الانجاز،و تزويد مكتبات المدارس بالكتب اللازمة والمناسبة للمناهج وللأبحاث المتعلقة بها، إضافة إلى مشاركة الطلاب في اختيار موضوعات البحث وتصحيحها وإرجاعها للطلاب بهدف التعرف على نقاط القوة والضعف لديهم. ومع اختتام فعاليات اليوم العلمي، تم تكريم المشاركين والباحثين وأعضاء اللجنة التحضيرية لليوم العلمي، وتوزيع شهادات التقدير عليهم والتقاط الصور التذكارية لهم. |