|
خزاعة: عندما تُسحق الآمال والأحلام تحت جنازير الدبابات والجرافات!
نشر بتاريخ: 10/09/2006 ( آخر تحديث: 10/09/2006 الساعة: 14:22 )
خان يونس- معا- لم يكن يتوقع سكان المناطق الشرقية من محافظة خان يونس ( خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ) أن حياتهم سوف تتحول إلى جحيم لا يطاق بعد عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في ايلول/ سبتمبر الماضي، وان المناطق التي أدرجت ضمن المنطقة الريفية والزراعية، والتي ينشغل سكانها وأهلها بزراعة الأشجار والحمضيات، سوف ينصرفوا إلى لملمة أشلاء أبنائهم من بين الأشجار بدلاً من جمع الحبوب والثمار، وسوف ينشغلون بمسح الدموع عن اليتامى والأرامل والمنكوبين في أراضيهم وأبنائهم، في الوقت الذي كانو يرسمون أملاً ومستقبلاً واعدا لأبنائهم ولحياتهم ولكن, الآمال والأحلام تحطمت تحت جنازير الدبابات والجرافات العسكرية الضخمة التي توغلت على الأرض وسكانها في خزاعة شرق محافظة خان يونس.
أمال وطموح يتبدد: ويقول المواطن ابو انور قديح ( 55 عاما)، كانت تراودنا أفكار كبيرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وبدانا نستعد لموسم زراعي جيد، خاصة وأنه خلال فترة الانتفاضة كان الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات إطلاق نار متواصلة لأبعاد المواطنين عن الأراضي الزراعية، ولكن؛ سرعان ما تبددت أمالنا وأحلامنا وذهبت أدراج الرياح!! بعد أن عززت حكومة الاحتلال من عدوانها على المناطق الحدودية في خطوة تؤكد أنها ماضية في استباحة الدم الفلسطيني، ومحاصرتة وتدمير اقتصاده. فيما يؤكد المواطن رجائي ابو روك ( 30عاما) أن حياتهم في فترة الانتفاضة وقبل الانسحاب الإسرائيلي كانت أفضل بكثير من بعد عملية انسحاب الإحتلال، مشيراً إلى أن عمليات العدوان والقصف والقتل والتدمير تركزت في مناطقهم بشكل كبير لدرجة أن المواطن بات يخشى على حياته من الموت بين أطفاله نتيجة للعمليات العدوانية والقصف المتواصل لمنازل المواطنين. وأكد أبو روك- الذي يمتلك قطعة من الأرض الزراعية- أن ما كانوا يخططون الية من إعادة فلاحة وزراعة الأرض والاعتناء بها، كله ذهب كذر الرماد لان دبابات وجرافات إسرائيل سحقتها تحت جنازيرها. عدوان متواصل: المصادر الأمنية والحقوقية الفلسطينية أفادت أن قوات الإحتلال الإسرائيلي قامت بعشرات عمليات التوغل وتجريف وتدمير الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين في بلدة خزاعة، حيث أن تلك العمليات العسكرية أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 30 شهيدا، وإصابة ما يزيد عن 250 مواطنا، بالإضافة إلى تدمير مئات الدونمات الزراعية وتجريف الاف الأشجار المثمرة المزروعة بالزيتون والحمضيات والزراعات الأرضية. كما الحقت دماراً واسعاً بمنازل المواطنين حيث دمرت عشرات المنازل بالكامل علاوة على الأضرار الجسيمة التي لحقت بالعشرات من المنازل الأخرى، والتي كان اخر عمليات العدوان يوم السبت 9-9-2006. خسائر فادحة: من جهتها أعلنت بلدية خزاعة في تقرير لها أن الخسائر التي لحقت بالبلدة جراء الاعتداءات الإسرائيلية عليها خلال اليومين الماضيين تجاوزت 800 ألف دولار، إضافة إلى نزوح أكثر من 25 أسرة من منازلها، مشيرة الى أن اجمالي الأضرار المادية منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وبداية تعزيز العدوان على خزاعة يقدر بعشرات الملايين من الدولارات. وقال كمال النجار، رئيس البلدية:" إن قوات الإحتلال، عززت من تواجدها العسكري على حدود البلدة وقامت بجلب قوات عسكرية إضافية، مدعمة باليات وجرافات ضخمة، وصعدت عدوانها بشكل كبير في الآونة الأخيرة, حيث دمرت وجرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، التي تقدر بعشرات الدونمات, منوهاً إلى أن آخر ما قامت به جرافات الاحتلال تدمير بئر للمياه تعود للمواطن محمود أبو روك. وأكد أن عشرات الأسر تعاني من نقص المياه في المنطقة، نتيجة تدمير تلك القوات الخطوط الناقلة, وعدم تمكن البلدية من إعادة إصلاحها, بسبب التواجد المكثف لتلك القوات التي تطلق النار على كل شيء متحرك في المنطقة. مخطط لتهجير السكان: وأشار النجار، إلى أن عمليات الاجتياح والعدوان المتكرر على البلدة منذ عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، يدلل بشكل قاطع أن الجيش الإسرائيلي لديه مخطط معد سلفاً لتهجير المواطنين من منازلهم، بحجة توفير الأمن للمناطق الحدودية على غرار ما كان يحدث قبل الانسحاب من المستوطنات, مشيراً الى عشرات عمليات التوغل والعدوان، وعشرات الشهداء الذين سقطوا وخاصة من المزارعين وأصحاب الأراضي الزراعية، وتجريف مئات الدونمات بهدف التنغيص على المواطنين ودفعهم الى الهروب من المنطقة، داعياً كافة المواطنين إلى التشبث بأراضيهم وعدم الاستجابة للضغوطات الإسرائيلية التي تعتمد على القوة. وطالب النجار اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان وكافة الضمائر الحية إلى التدخل العاجل والضغط على حكومة الاحتلال، وإجبارها على وقف مخططاتها العدوانية. استغلال الصمت العربي لخلق واقع جديد: وقال محافظ خان يونس الدكتور إسامة الفرا:" إن حكومة الإحتلال ترتكب المجازر البشعة ضد المواطنين الفلسطينيين، في ظل صمت عربي ودولي رهيب لم يسبق له مثيل، مؤكداً أن إعادة اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية من بلدة خزاعة، يأتي ضمن حملة التصعيد التي تنفذها في القطاع لخلق واقع جديد على الأرض وفرض أجندتها بالقوة. وأوضح الفرا أن قوات الإحتلال تركز في الآونة الاخيرة منذ ما يزيد عن ثلاثة اشهر عملياتها العدوانية ضد سكان بلدة خزاعة بشكل كبير جداً، مما يدلل على النية المبيتة لدى جيش الإحتلال لطرد سكان البلدة المحاذية للشريط الحدودي بشكل جماعي. وأشار إلى أن ما تتعرض له المنطقة ( بلدة خزاعة ) التي تعتبر من المناطق الزراعية والريفية المهمة، يأتي ضمن حملة التصعيد التي تنفذها حكومة الاحتلال في الضفة والقطاع، مستغلة بذلك الصمت العربي والدولي, خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها في جنوب لبنان خلال الشهرين الماضيين. وناشد المجتمع الدولي والحكومات العربية الضغط على حكومة الاحتلال لرفع إغلاقها وحصارها وسياساتها القمعية عن الشعب الفلسطيني. |