|
هل هناك حرب على غزة ؟
نشر بتاريخ: 11/04/2011 ( آخر تحديث: 11/04/2011 الساعة: 13:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - تعتبر لجنة الخارجية والامن في الكتيست هي الجهة الاقوى الان في هرم القرارات الاسرائيلي ، بل ان اعضاءها وغالبيتهم من الليكوديين والمتطرفين الذين لم يسجلوا في تاريخهم قبول اي معاهدة سلام بين اسرائيل وجيرانها ، وهم من دعاة الحروب والهجوم دائما ، و بشكل أساسي ليس لها دور فعال في اخذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي, ومن يتخذ القرار هي الحكومة التي تعتبر الذراع التنفيذي لدولة إسرائيل. فلجنة الخارجية والأمن هي جزء من السلطة القضائية في البرلمان الإسرائيلي, ودورها مراقبة ومتابعة الحكومة. ولكن تأثيرات اللجنة اكبر مما تنص عليه الدساتير لا سيما تصريحاتهم لوسائل الاعلام العبرية التي تصيغ موقف الجبهة الداخلية الاسرائيلية .
وعادة لا تتدخل لجنة الخارجية والأمن في اتخاذ القرارات الحكومية , إلا انه في السنوات الأخيرة وفي عهد اليمين بالذات اتبع نهج جديد, وهو إعلام رئيس اللجنة بالقرارات التي ستتخذ سواء بقضايا عسكرية, أو باتخاذ قرارات تتعلق بتنفيذ عمليات عسكرية. كل ذلك يعني أن دور لجنة الخارجية و الأمني يأتي وبشكل أساسي يقع بعد أخذ القرار.وهو ما نلاحظه الان حيث ابلغ نتانياهو اللجنة انه لن يدخل في حرب على غزة فكانت ردود فعل اعضاء اللجنة قاسية ورافضة وداعية للهجوم على غزة ما اربك الساحة السياسية والعسكرية في تل ابيب . ومن اعترافات يهودا بن مئير وهو عضو لجنة الخارجية والامن سابقا ( ان أعضاء لجنة الخارجية و الأمن أكثر إطلاعاً وتدخلاً في أمور الجيش من وزراء الحكومة؛ فوزراء الحكومة مكلفين بمتابعة الوزارات التي يشرفون عليها, وهي شغلهم الشاغل, وليس لديهم وقت لتعمق في الشؤون العسكرية. أما أعضاء لجنة الخارجية و الأمن فهم يمضون ساعات عديدة في ما يتعلق بالمجال الأمني, وهم على إطلاع جيد بما يجري في الجيش, فلجنة الخارجية و الأمن تدرس بناء القوة و فهم ما الذي يجري في الجيش, وأيضاً ما يجري من تطورات في الجيش ) لا يطرح قادة امن اسرائيل اسرار حقيقة امام اعضاء اللجنة خشية التسريب ، لكن الأمور العسكرية و الأمنية يتم تداولها في اللجان الفرعية؛ حتى لا تتسرب المعلومات و الأسرار منها و يستطيع اعضاء اللجنة استغلال موقعهم في مخالفة الحكومة والضغط عليها بشكل مؤذ ومناف لتوجهاتها - كما يحدث الان - فاللجنة لها دورها الذي يتعلق بالمواضيع الإستخبارية, و الشأن الأمني الإستخباري. وفي اسرائيل اليوم وجهتي نظر، الاولى يتبناها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وهي تدعو الى عدم شن حرب كبيرة على قطاع غزة لعدم لفت انتباه العالم للاحتلال ، والاكتفاء بتوجيه ردود فعل وضربات جوية لخلايا المقاومة في غزة ، فيما وجهة النظر الاخرى يتبناها العديد من اعضاء لجنة الخارجية والامن مثل اسرائيل كاتس وعوزي لنداو ويؤيدهم وزراء مثل افيغدور ليبرمان وغيره وتدعو الى شن حرب على قطاع غزة لاجتثاث حماس من جذورها قبل ان تمتلك المزيد من الصواريخ ومضادات الطيران .. وفي الوقت الحاضر لا يزال نتيانياهو يقنع الكثير من الوزراء ان حماس تؤدي الغرض الامني المطلوب وتحفظ الهدوء على الحدود افضل من اجهزة امن السلطة وبشكل اكثر انضباطا ، لذلك يجب عدم الانجرار لحرب فاقعة مع غزة وعدم التورط ثانية فيها .... وبين هذا وذاك وقف وزير الجيش ايهود باراك يمسك العصا من الوسط ، فهو يهدد بحرب على غزة لكنه يسارع للتصويت لصالح فكرة نتانياهو ، وبالنظر الى عوامل اخرى مثل التغييرات في مصر ، وتظاهرات سوريا ، والموقف الامريكي ، وموقف السلطة الحازم تجاه اعلان دولة في سبتمبر ، يبقى الباب مفتوحا للاحتمالات على غزة ... وستتواصل الضربات الجوية على القطاع كلما ضربت المقاومة صواريخها . وهل هذا الموقف الاسرائيلي الحالي ثابت ولا يتغير ؟ الاجابة ، كلا ... واذا اردنا ان نعرف اكثر ، علينا ان نراقب تصريحات نتانياهو من جهة ووسائل الاعلام والصحف العبرية من جهة اخرى ، ونتانياهو والصحافة الاسرائيلية معا ، لم تعلنا الحرب على غزة بعد .....ويكتفيان بالضربات الجوية المتقطعة التي تقتل كثيرا وتلفت الانتباه بشكل اقل . |