|
خلال ندوة- الدعوة الى توثيق وتأريخ تجربة المعتقلين الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 11/04/2011 ( آخر تحديث: 11/04/2011 الساعة: 18:12 )
رام الله -معا- عقدت وزارة شؤون الاسرى والمحررين بالتعاون مع الحملة الشعبية ندوة حول كتاب المناضل مروان البرغوثي "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" بالتزامن مع الذكرى التاسعة لاعتقاله.
وتحدث في البداية وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع، مشدداً على أهمية الدور النضالي والتنظيمي الذي اضطلع به البرغوثي. وأكد قراقع، ان قارئ الكتاب بمقدوره التعلم منه في مواقف كثيرة، لأنه كما كان البرغوثي رمزاً ومعلماً في الخارج، فإن رمزيته أخذت ابعاداً عميقة وهو في الاعتقال، لذلك ففي كتابه الدروس والعبر الكثيرة التي ينبغي التعلم منها. واشار قراقع الى ان كتاب البرغوثي يعتبر سجلاً وبرنامجاً ووثيقة ليست للبرغوثي فحسب، انما لجميع الاحرار والمناضلين على اختلاف مشاربهم، كون المناضل البرغوثي سجل في كتابه تجربة وثقت لحالة انتصار المعتقل على السجن والسجّان، والكف على المخرز، ليقلب بذلك السحر على الساحر، بصموده لأكثر من مئة يوم في التحقيق، ومواجة عتاهية وجبروت السجّان بالصمت، وعدم الادلاء بأية معلومات، وبذلك افشل مخططات الاحتلال التي اعتقدت انه بإعتقالها للبرغوثي، اعتقلت الانتفاضة واعتقلت النضال والكفاح والثورة الفلسطينية. ومن جانبه دعا الدكتور الشاعر المتوكل طه الى المبادرة لتوثيق كل تفاصيل تجربة المعتقلين، مشيراً الى ان هناك مراحل مهمة في تجربتنا الفلسطينية لم توثق ولم يؤرخ لها، داعياً الى عدم ترك تراثنا ومواقفنا وتجاربنا تضيع دون تأريخ. وعن البرغوثي وكتابه، استطرد د.طه: "في نظري ان البرغوثي ومن معه ليسوا معتقلين، فهم يكتبوا ويبدعوا ويرسمون الحياة والغد بأديهم، فالمعتقل الحقيقي في نظري هو من تدخل قضبان الزنزانة الى اعماقه". موضحاً ان مروان البرغوثي كان لديه قرار الصمود والانتصار، قبل ان يعتقل. أما الكاتب الدكتور حسن عبد الله، فقد اكد ان هذا الكتاب جدير بالقراءة والتمعن والتأمل واستخلاص العبر، لأن البرغوثي قامة نضالية طويلة، ولأن الكتاب يعرفنا على تجربة صمود استثنائية، اضافة الى انه يحفل بالمواقف الانسانية الشفافة. وأوضح د. عبد الله "ان البرغوثي عبر عن تجربته بسلاسة وتلقائية، وكأن ما مر به وجسده يشبه العادي، وهذا لا يفعله سوى من انصهروا انصهاراً كاملاً في قضية شعبهم واصبحوا يتعاملون مع البطولة وكأنها مجرد سلوك يومي يمارسونه ويقومون به. ورأى عبد الله ان البرغوثي ما انفك ومنذ يوم اعتقاله الاول يضيف مداميك جديدة لبنيانه العظيم، فيما استمر في المقابل يضمد بكبرياء جراح المعاناة كلما اشتد النزيف، لذلك فإن ما قدمه في كتابه هو كنز وطني وانساني ومعرفي، يمكننا من خلاله ان نتعلم الصمود والقدرة على الربط والانشداد للوحدوي وتوظيف التفاصيل الصغيرة جداً في خدمة القضية. وفي نهاية الندوة التي حضرها ممثلو فصائل وممثلو مؤسسات ثقافية واعلامية، قدمت مداخلات اشادت بالاصدار وتجربة البرغوثي، داعية الى تعميمه على اوسع نطاق ليقرأه الفلسطينيون حتى في الارياف البعيدة، وان لا يقتصر تداوله على المدن مثل رام الله. |