وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جاليري المحطة يوثق معاناة تنقل الفلسطينيين في ورشة "رايح جاي"

نشر بتاريخ: 11/04/2011 ( آخر تحديث: 11/04/2011 الساعة: 18:46 )
رام الله -معا- أطلق جاليري المحطة وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون أمس، ورشة فنية بعنوان "رايح جاي"، بمشاركة عشرة فنانين من الضفة والداخل، والفنان المشرف على الورشة إميليو لوبيز من بلجيكا، للمرور على الخارطة العناصرية والمفاهيمية وجمعها، لمدن فلسطينية ستتم زيارتها خلال فترة الورشة التي تستمر على مدار أسبوعين وهي: رام الله وبيرزيت وبيت لحم ونابلس، لتوثيق معاناة الفلسطينيين بين المدن، من خلال استخدام الفنون البصرية، حيث سيقوم كل مشارك خلال هذه الجولات بجمع عناصر كل مدينة في قالبه الذي يراه و ما يستفز غريزته.

وتأتي هذه الورشة امتداداً لورشتين سابقتين، كانت الأولى مع افتتاح جاليري المحطة عام 2008 والتي جاءت بعنوان "لنصنع خبزاً"، والثانية في عام 2009 بعنوان "برة وجوة".

فمن حيفا والناصرة وعكا ونابلس ورام الله والخليل وبيت لحم جاؤوا، جمعهم الفن تحت مظلته، لينطلقوا بأفكارهم نحو فضاء الفن، ويكملوا رسم الخط الذي رسمه الجاليري مع انطلاقته الأولى قبل ثلاث سنوات، وعن هذا يقول منذر جوابرة المنسق العام للورشة أن سبب تسمية الورشة بـ "رايح جاي" لإلقاء مزيد من الضوء على طبيعة التنقل اليومي والمعاناة التي يتحملها الجزء الكبير من المواطنين الفلسطينيين، ما يشكل مأزقاً يومياً لهم، "التنقل له دور كبير في ثقافة وطبيعة المكان الذي نحتك به يومياً، ويعتبر موضوع السفر أو التنقل بين المدن ذا مغزى سياسي واجتماعي، حيث غير المفهوم الجغرافي والحقائق الطبيعية للمدن والشوارع الفلسطينية، ولعب دوراً في التعريف بالأماكن التي لم يكن من السهل الوصول إليها".

ويضيف جوابرة "من جهة أخرى، جاء عنوان الورشة بهذا الاسم ليتماشى مع مراحل تطور المحطة منذ انطلاقها "حيث كان النشاط في البداية محصوراً داخل جدران الجاليري، ثم انتقلنا إلى شوارع رام الله في ورشة برة وجوة، واليوم نحن نسافر خارج حدود المدينة لنربط بأعمال الفنانين المشاركين نابلس شمالاً ببيت لحم جنوباً مروراً ببير زيت ورام الله، أي أننا نسير على خط يزداد طولاً كل يوم."

ويشير جوابرة إلى أن هذا العمل المكون من رحلات ميدانية تنتج عنها أعمال فنية جاء ليجمع العناصر المكونة لخارطة كل مدينة تميزها عن غيرها من المدن الاخرى، ومناقشة هذه الاعمال مع نهاية كل يوم، ليتم في النهاية إقامة معرض يضم نتاج أسبوعين من الجهد والعمل، " إن من أهداف هذه الورشة هي دراسة عناصر ومفاهيم المدن وتفاصيلها اليومية، والخروج بأعمال فنية تجسد هوية الأمكنة، فالمكان بما يحمله من أناس وآصوات وتضاريس وعادات هو الفكرة."

وقال إيميليو لوبيز المشرف على الورشة، أن هذا النشاط امتداد طبيعي لما بدأ الجاليري منذ انطلاقه، "كنا في البداية ندعو الناس إلى داخل المحطة لحضور نشاط ما، ثم خرجنا إلى شوارع رام الله لعرض نشاطاتنا، واليوم نحن ننتقل خارج حدود المدينة لنلتقي المواطنين ونتفاعل معهم بشكل مباشر، لأن السفر والوصول إلى الناس في هذا النشاط سيكون أساس أعمالنا.

من جانبها، عبرت المشاركة سلوى ابو الهيجاء من طمره الجليل عن سعادتها للمشاركة في هذه الورشة، مشيرة الى أن الفن الذي ستقوم به بحد ذاته سيجسد ما يختلج مشاعرها من أفكار حول السفر، سيما أن هذه الزيارة لرام الله وبيت لحم وبيرزيت هي الأولى لها، متوقعة أن المشاركة الجماعية في هذه التجربة ستؤثر بشكل مباشر على على تطوير أفكارها وطرق عملها واختيار المواضيع والمواد في الورشة.

بدوره، توقع رأفت أسعد المشارك في الورشة أن الجولات والتفاعل المباشر مع الناس ستلعب دور المحرض لاختيار الشكل المناسب للعمل البصري الذي سيقوم به كل مشارك، مؤكداً أن هذه الزيارات ستشكل مادة غنية للانتاج وستفتح آفاقاً أخرى للتعبير والأداء الفني، من خلال أشكال التعبير المختلفة لكل فنان حسب ما يمكنه من استغلال هذه الرحلات والمواد.

ولم يكن اختيار نابلس وبيت لحم وبيرزيت ورام الله صدفة، بل لأن كل منها تحمل تفاصيل وعادات تختلف عن الأخرى، بير زيت على سبيل المثال هي من القرى ذات الطابع القديم، قرية متصلة برام الله ما يمنحها بعض عاداتها، كما ان وجود جامعة بيرزيت يعطي القرية حيوية وحراكاً للمكان وسكانه، أما بيت لحم، المدينة الجنوبية للضفة، فإنها تساهم في التنويع الجغرافي لجولات الورشة، وامتداداً لشمال ووسط الضفة، وتمتاز بخصوصيتها الدينية والتاريخية، عدا عن الجانب المعماري الذي يساهم في وضوح هوية المدينة، إضافة إلى أن المدينة تعاني حصاراً محكماً في ظل وجود جدار الفصل العنصري، اما نابلس ذات التضاريس المختلفة، والتي تمتاز بعادات وتقاليد تمنح الفنانين أفكاراً لأعمالهم الفنية، وآن وجود كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح يساهم في وجود احتكاك إيجابي بين الفنانين والطلبة.

ويشهد جاليري المحطة عقد ورشتين إضافيتين تزامناً مع ورشة رايح جاي، تقوم الاولى على عمل جدارية لنشر مواثيق الاعلان العالمي لحقوق الانسان، بالتعاون مع بلدية رام الله وجامعة بير زيت، وكلية فلسطين التقنية، والأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة - رام الله، من خلال رسم خارطة رام الله على السيراميك وكتابة مواثيق الإعلان على الجدارية، يتم في النهاية وضع الجدارية على ساحة المسرح قرب البلدية، حيث تهدف المحطة من خلال هذا النشاط لتعزيز المواطنة من خلال الفن.

وقالت سالي أبو بكر منسقة المشروع في البلدية، ان رام الله هي اول مدينة في العالم العربي يطبق فيها عمل الجدارية، حيث تم تصميم جدارية في كل من فرنسا وبلجيكا والبرازيل، مشيرة إلى سبب اختيار جاليري المحطة لاحتضان المشروع، المتمثل في أنهم يفضلون العمل مع نخبة من الفنانين الشباب الذين يعملون مع بعضهم البعض، وهذه الميزة موجودة في الجاليري، كما ان نشاطاتها المتنوعة اضافت إلى مشروع الجدارية من خلال الاحتكاك المباشر مع الفنانين المشاركين والمتدربين في ورش اخرى، "إضافة إلى أن المحطة تعتبر مكاناً مناسباً للعمل الجماعي، وهو ما يناسب عمل الجدارية على الأرض."

العمل الثاني الذي يعمل الجاليري على تنفيذه، ورشة تطوير الحرف التراثية، وهي جزء من مشروع تشرف عليه كل من اليونسكو، ووزارتي الثقافة والسياحة، والتي تقدم فرصة للمشاركين لتطوير افكارهم حول موضوع الورشة وعرض تجاربهم امام المشاركين، والتعرف على الخبرات الأخرى.