وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفراولة في محافظة قلقيلية فرصة للاستثمار والنجاح

نشر بتاريخ: 12/04/2011 ( آخر تحديث: 12/04/2011 الساعة: 17:42 )
قلقيلية- تقرير معا- بالتعاون مع دائرة العلاقات العامة في محافظة قلقيلية وخلال السنوات العشر الماضية، أثبت المزارع الفلسطيني في محافظة قلقيلية قدرته على قهر الصعاب، بارادة عالية، وخبرة نفيسة، ساعده في ذلك وفرة الماء والتربة الخصبة ومناخ المحافظة الجيد، وقبل كل هذا وذاك سواعد سمراء استطاعت أن تصنع من المستحيل حكايته نجاح.

ومع بداية أيام فصل الربيع نضجت ثمار الفراولة في مزارع المحافظة، فوجد المزارع ثمار الغرس شهيةً كما اشتهت الأرض حبات عرقه وقت الغرس.

تجربة ناجحة

بيان هباش أحد مزارعي المحافظة يروي بداياته الأولى في هذا المجال، فهو ذو خبرة في هذا المجال إذ عمل مشرفاً على مزارع الفراولة والورود في إسرائيل، ويضيف بأن التخوف السائد لدى السواد الأعظم من المزارعين لديهم اعتقاد بأن الفراولة لا يمكن لها النجاح في التربة الطينية ( السوداء )، ويتابع لقد زرعت في العام 1998 300 مترا مربع، وللحق فقد كنتُ خائفاً من النتائج إلا أنه وفي فترة قطاف الثمار فوجئت بالنتائج، من حيث حجم الثمار ومذاقها.

ويذكر الهباش أنه انتقل لزراعة أربع دونمات مع بداية انتفاضة الأقصى، الا أن الاحتلال استطاع أن يدمر كل فرص نجاح، وتوقف عن زراعة الفراولة لكن لم تسقط الفكرة من رأسي اذ ظل هذا الحلم يسكنني ولم يغادر ..!!

ويقول الهباش وصلتني أخبار في العام 2009 عن مشروع الفراولة في مدينة قلقيلية، وما زاد ذهولي أكثر عندما علمت أن المشروع قادم من خلال مركز "بيرس للسلام" باعتبار أن هذا المشروع سيطبق في الضفة لأول مرة وبدعم وخبرات من مركز بيرس للسلام، وكأن الفراولة تزرع لأول مرة في مدينة قلقيلية.

ويتابع الهباش أن حلمي في زراعة الفراولة عاد من جديد لأتحدى هذا المشروع، حيث قمت بزراعة الفراولة في بلدة حبلة، وكان الإنتاج عالي الجودة ومربح من الناحية الاقتصادية، بعكس المشاريع الأخرى التي فشلت من التجربة الأولى، وخبرتي وجدي وعرقي جعلتني قادراً على زراعة الفراولة في جميع أنواع التربة بما فيها التربة الطينية السوداء.

ويتحدى الهباش بخبرته الخبرات الإسرائيلية فيقول، "لا أظن أن الإسرائيليين نفسهم لديهم الخبرة في زراعة الفراولة في التربة السمراء ..!!"، ويضيف بأن هذا المشروع لا يهدف الى مصلحة الفلسطينيين، بل لمكاسب سياسية واقتصادية لإسرائيل وحدها، وما شجعني على ذلك هو الموقف الرسمي للسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلةً بالمحافظ ووزارة الزراعة الذين رفضوا أي مساعدة من مركز بيرس للسلام كونه لن يقدم لنا الجديد.

تعاون مع وزارة الزراعة ..

يرى الهباش بأن المستقبل جيد لمثل هذا النوع من الزراعات كونها تدار بأيدٍ فلسطينية، كما أن محصول الفراولة يزرع بدون الاعتماد على المواد الكيماوية وبهذا فان محصول الفراولة خالٍ من السمية ..!!

والاستمرار التجربة الناجحة قام المزارع الهباش هذا العام بزراعة خمس دونمات من الفراولة بالتعاون مع وزارة الزراعة لإنجاح المشروع وتطويره، بأيدي وخبرات فلسطينية ينوه الهباش إلى أن الفلسطينيين يمتلكون الإرادة والخبرة لإنجاح مثل هذه المشاريع التي تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي، بحيث تصبح الزراعة من المرافق الاقتصادية الهامة والتي تساهم في زيادة دخل المزارع وتطور اقتصاد الوطن.

الحاج زياد يونس رئيس جمعية قلقيلية للتسويق ينظر بأهمية إلى مثل هذا النوع من الزراعة، ويرى أن أراضي محافظة قلقيلية مهيأة لزراعة الفراولة، التي تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي، واقتصاد المزارعين، ويضيف نحن كجمعية سعينا ومنذ البداية إلى أن نكون جانب المزارعين، حيث قدمت الجمعية لإنجاح هذا النوع من الزراعة " نايلون "، وشبكات الري، كما قدمنا لهم الإرشاد اللازم رغم أن المزارعين لديهم خبرة لا يستهان بها، موضوع الإرشاد الذي قمنا فقط لإنتاج فراولة خالية من السمية لا تعتمد على الأدوية الزراعية والمبيدات.

وزارة الزراعة ومن خلال مدير مديرية قلقيلية المهندس أحمد عيد يعرض رؤية الوزارة في هذا المجال قائلاً منذ بداية تشكيل وزارة الزراعة كانت لدينا فكرة تغير النمط الزراعي التقليدي لدى المزارعين هي إحدى أولويات الوزارة، وقد قمنا في السابق بعمل مشاهدات ودعم أعداد من المزارعين لزراعة التوت، وفي كل مرة كان المزارعون يحققون نجاحاً كبيراً على مستوى الإنتاجية والنوعية ولكن كنا نواجه مشكلة كبيرة في عملية التسويق خاصة لم يكن لنا القدرة على ضبط الأسواق مثلما هي حالياً، ومن الحالات الناجحة سابقاً كان إحدى المزارعين في قلقيلية حيث كان يزرع حوالي خمسة دونمات وكانت نموذجية، ولكن وبسبب إغلاق قلقيلية في وقتها وعدم قدرة التنقل ما بين التجمعات السكنية لم يستطع المزارع تسويق المنتج وتسبب بخسارة كبيرة له.

ويتابع عيد أما خلال هذه الفترة فلنا في كل محافظة مشاهدات لدى المزارعين عن زراعة التوت وبإشراف وإرشاد مهندسينا، وهي ناجحة جداً وتعود بفائدة اقتصادية على المزارعين خاصة ونحن نقوم بمتابعة الأسواق وضبطها لكي يستطيع مزارعينا تسويق منتجاتهم بحرية وبأسعار جيدة وهناك إقبال من المزارعين من اجل زراعة هذا المحصول الذي يعد من المحاصيل الناجحة ويعود بالفائدة الاقتصادية على المزارعين، وينمي الاقتصاد المحلي.

السلطة الوطنية الفلسطينية كانت حاضرة في هذا الموضوع تابعته منذ البداية وقدمت الدعم والمساندة للمزارعين، محافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي يرى أن المزارع الفلسطيني يمتلك الخبرة والمعرفة الكافية للبدء بإنتاج زراعي متميز، ويمتلك الإرادة والعزيمة الدائمة للتطور بتقنيات الزراعة الحديثة وهو مؤهل أن يجعل القطاع الزراعي من أهم القطاعات في بناء الاقتصاد الفلسطيني لولا معوقات الاحتلال التي فرضت قيودا كثيرة لتقويض هذا القطاع بدءا من الجدار وتقييد حركة المزارعين عبر الحواجز وخنق عملية التسويق لسيطرتهم على المعابر، والاهم من ذلك هو رفض الاحتلال لتوسيع المخطط الهيكلي للقرى والمدن الأمر الذي أدى إلى للانتشار العمراني على حساب الأرض الزراعية.

ويرى الخندقجي أن تجربة الفراولة الرائدة في المحافظة من خلال المزارع الهباش تمثل تحدي حقيقي لأننا نمتلك القدرة لتحقيق ما نريد وأن على إسرائيل أن تدرك أن هذا الشعب خلاق ومبدع لا يقبل إلا أن يكون نداً يعطيها فتعطيه حفظ عن ظهر قلب ما علمتنا إياه حكمة الأجداد.

هذا هو واقع زراعة الفراولة في محافظة عانت من الجدار تارة، ومن الاستيطان تارة أخرى، وبين ذاك وذاك أرض طيبة وهبها الله نعمه، فجنى مزارعها بفضل جده واجتهاده قطافاً عوضه عن أيام التعب.