وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخامس في اطار مشاريعها: هولي لاند ترست تعيد بناء منزل في الولجة

نشر بتاريخ: 13/04/2011 ( آخر تحديث: 13/04/2011 الساعة: 16:40 )
بيت لحم -معا- اطلقت مؤسسة هولي لاند ترست التي تشكل مقاومة الاحتلال باستخدام المقاومة الشعبية "اللاعنفية" احدى اهم برامجها مشروعا لاعادة بناء منزل في الولجة هدمته سلطات الاحتلال عام 2004 بحجة عدم الترخيص ضمن مخططات الاحتلال لتهجير اراضي القرية التي يعتبر موقعها موقع استراتيجي ومهم حيث يفصل مستوطنات الاحتلال جيلو وهار جيلو عن مجمع مستوطنات غوش عتصيون مما جعلها عرضة للاستهداف الاسرائيلي في كثير من المجالات خصوصا استهداف منازل القرية .

واطلقت مؤسسة هولي لاند مشروع اعادة البناء لمنزل المواطن عطا الله ابو رزق، بحضور خمسة وعشرين متضامنا اجنبيا من مؤسسة ايموس ترست البريطانية التي مولت المشروع بكلفة تصل الى نحو 25 الف دولار امريكي فيما قدمت مؤسسة هولي لاند ترست باقي الاحتياجات اللازمة لبناء المنزل بالتعاون مع شركات ومصانع ومؤسسات محلية فلسطينية، بحضور سامي عوض مدير عام مؤسسة هولي لاند ترست ومنسق مشاريع اعادة بناء البيوت المهدمة مروان فرارجة ومنذر عميرة مدير عام الشؤون العامة بمحافظة بيت لحم ومحمد الجعفري مدير دائرة الشؤون العامة بمحافظة بيت لحم واصحاب المنزل وعدد من اهالي القرية وكافة موظفي مؤسسة هولي لاند ترست.

تهديد اسرائيلي باعادة الهدم

وفور وصول المتضامنين واطلاق العمل في موقع المنزل المهدوم وصلت قوات من جيش الاحتلال وما يسمى الادارة المدنية في جيش الاحتلال حيث قاموا بابلاغ الحضور بانهم سيعيدون هدم المنزل في حالة بناءه مجددا، وان هناك عددا من المنازل المهددة بالهدم في محيط المنزل فيما رد عليه اصحاب المنزل والمتضامنون بانهم سيواصلون العمل رغم التهديد وحتى في حال نفذت سلطات الاحتلال تهديداتها بهدم ما يتم بناءه بحسب مروان فرارجة منسق مشاريع اعادة بناء المنازل المهددة في مؤسسة هولي لاند ترست .

هذا وقام جنود الاحتلال بمراقبة المتضامنين والمتطوعين المحليين لفترة من الوقت قبل انسحابهم وتهديدهم بالعودة الى الموقع لاعادة هدمه فيما واصل المتضامنون العمل ولم يهتموا لممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتهديداته .

واضاف فرارجة ان اهم ما يميز مشروع اعادة هذا المنزل هو انه يتم بمساعدة مؤسسة واحد وهي مؤسسة ايموس ترست البريطانية التي قامت بجمع التمويل اللازم لبناء المنزل واعداد وفد من المتضامنين البريطانيين والحضور الى فلسطين من اجل اعادة العمل بايديهم بعد تواصلها مع مؤسسة هولي لاند ترست خلال السنوات الماضية .

كما قدم فرارجة للمتضامنين شرحا عن ممارسات الاحتلال وتهديداتهم اليوم بهدم المنزل مما دفعهم لانتقاد الاحتلال الاسرائيلي والتشديد على انهم سيواصلون العمل وان هذه التهديدات زادت من ايمانهم بضرورة العمل من اجل فلسطين ضد ممارسات الاحتلال وسياسة التطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني .

واوضح فرارجة ان هذا المشروع هو المشروع الخامس من نوعه الذي تنفذه مؤسسة هولي لاند ترست، مشيرا الى انه يمثل جزء من المشاريع والبرامج التي تساهم في تعزيز صمود المواطنين وحماية اراضيهم .

اما سامي عوض مدير عام مؤسسة هولي لاند فقد اشار في كلمة له الى ان تنفيذ هذا العمل يعتبر من احد اهم برامج المؤسسة وانه يمثل شكلا من اشكال المقاومة والنضال للاحتلال الاسرائيلي بشكل شعبي ولا عنفي من خلال تعزيز صمود المواطن الفلسطيني في ارضه ووطنه .

واضاف عوض ان هذه المقاومة تعطي المواطن فرصة للصمود في ارضه وتثبيته فيها ومد يد العون له وهو يتحدى الاحتلال الاسرائيلي وسياساته القمعية مشددا على ان اعادة بناء المنازل المهدة يعطي الشعب الفلسطيني قدرات على مقاومة الاحتلال .

كما اكد عوض على ان تكرار الهدم في حال نفذ الاحتلال تهديدياته يعطي الشعب الفلسطيني مزيدا من العزم للاستمرار في التمسك بالارض التي تمثل هذه العائلة نموذجا للتحدي والبقاء في الارض حيث يشكل البقاء فيها شكلا من اشكال مقاومة الاحتلال، مضيفا ان وجود هذه العائلة وبقاءها على الارض يعني اعطاء امكانيات لحمايتها من مخططات السرقة والتهويد .

كما شكر عوض مؤسسة ايموس ترست البريطانية التي تنفذ اعادة بناء المنزل تمويلا ومتطوعين، مشيرا الى سعادته وشكره لمجموعة من المصانع والشركات المحلية التي ساهمت ببعض مواد البناء للمنزل المعاد بناءه وبعض الافراد الذين تبرعوا ايضا كما شكر اهالي الوجلة على صبرهم وصمودهم ومنح هذه الجهات الفرصة لمد يد العون لهم في نضالهم ضد الاحتلال الاسرائيلي

تعقيبات للمتضامنين الاجانب

من جهته قال دنيس مكالدوني 69 عاما وهو احد المتضامنين البريطانيين ان قدومهم اليوم الى قرية الولجة في فلسطين يشكل رسالة على وجود العديد من المتضامنين في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية الذين يؤمنون بالحقوق الفلسطينية، معتبرا وجوده ومساهمته في اعادة ترميم هذا المنزل هو خطوة بسيطة لمساعدة الشعب الفلسطيني على مواجهة سياسات التطهير العرقي التي يتعرضون لها من اجل طردهم من اراضيهم ووطنهم .

واضاف مكالدوني انه يتوجب على الدول الاروبية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تقوم بدعم حقوق الانسان في كافة انحاء العالم القيام بواجبها في هذه الارض من خلال اتباع خطوات عقابية ضد دولة الاحتلال وممارساتها مشيرا الى انهم سيواصلون البناء رغم التهديد.

من جهتها قالت احدى المتضامنات وهي تواصل العمل واسمها سارة وتبلغ من العمر 30 عاما ان تهديدات الجيش الاسرائيلي باعادة هدم المنزل لن تخيفها بل تزيدها اصرار وايمانا بعدالة قضايا المواطنين الفلسطينيين الذين تهدم سلطات الاحتلال منازلهم مشيرة الى ان ما تقوم به اسرائيل يشير الى غياب العدالة الدولية في هذه الارض المقدسة .

اهالي المنزل والقرية يتحدثون

من جهتهم عبر اهالي قرية الولجة عن ترحيبهم بهذه الخطوة مشيرين الى انها تعكس اهتماما بما يواجهونه شاكرين مؤسسة هولي لاند ومؤسسة ايموس ترست البريطانية مؤكدين ان هذه الخطوات تشد من ازرهم وترفع من معنوياتهم لمواجهة سياسات الاحتلال .

وقال عرفات ابو مرزوق وهو شقيق عطالله صاحب المنزل ان سلطات الاحتلال هدمت المنزل ما اضطر العائلة للبقاء في ظروف حياة معيشية مشتتة نفسيا واجتماعيا منذ العام 2004 موضحا ان شقيقه وضع كل ما يملك في منزله لكن سلطات الاحتلال هدمته بكل دم بارد وشردته مشيرا الى ان هذه الخطوة في اعادة بناء المنزل ستمنحهم فرصة واملا جديدا بحياة افضل .

وشكر ابو مرزوق هولي لاند و ايموس ترست البريطانية وكافة المتضامنين والصحفيين الذين قدموا اليوم للتاكيد على عروبة هذه الاراضي والحق الفلسطيني فيها، مشددا على ان اعادة بناء المنزل تعني حماية الارض من التهويد، مشيرا الى انهم سيواصلون الصمود وتحدي الاحتلال الاسرائيلي
اما المقاول المحلي محمود رضوان الذي يقوم باعادة بناء المنزل فقد اشار الى انه يعمل في المشروع الذي يعتبره مهم وحيوي للقرية التي يستهدفها الاحتلال، مؤكدا ان تهديدات جيش الاحتلال لن تخيفه وتخيف اهالي القرية بل ستزيدهم تمسكا باراضيهم، مشددا على ان هناك الكثير من اهالي القرية ياتون للتطوع وان عمله يمثل شكلا من اشكال التطوع حيث لا يتقاضى اجرا كالذي يتقاضاه في حال بناءه منازل جديدة شاكرا كافة الجهات التي دعمت وتدعم فكرة اعادة بناء المنازل المهدمة .