وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منتدى شارك: 26% يثقون بفتح و6% بحماس

نشر بتاريخ: 13/04/2011 ( آخر تحديث: 13/04/2011 الساعة: 21:37 )
رام الله -معا - أطلق منتدى شارك الشبابي، اليوم الأربعاء، تقرير الشباب المرحلي للعام 2011، الذي حمل عنوان: رياح التغيير هل ستدك جدران القهر، عبر حفل نظمه المنتدى في مقره بمدينة رام الله، بمشاركة الدكتور صبري صيدم مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسيم أبو فاشة الباحث الرئيسي والناشط في الشؤون الشبابية، وجميل رباح مدير عام الشرق الأدنى للاستشارات والدراسات، ونجوان بيرقدار مسؤولة برنامج مناصرة قضايا الشباب في منتدى شارك الشبابي.

وأعلن بدر زماعرة، المدير التنفيذي لمنتدى شارك عن إطلاق التقرير، وأكد أن تقرير واقع الشباب للعام 2011 يجري العمل على إعداده ليشكل إطاراً شاملاً لقضايا وتحديات الشباب في فلسطين.

وأوضح زماعرة أن التقرير أظهر رفض أي استغلال للشباب، والزج بهم في المناكفات الحزبية، والعمل على الاستثمار في طاقتهم لتحقيق أهداف شعبهم، لا أجندات ضيقة وآنية لأي طرف كان، ربط نضال الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بنضال أقرانهم من شباب الداخل الفلسطيني وشباب الشتات، باتجاه العمل ضد الاحتلال وعنصرية إسرائيل، والعمل على تحصين الجبهة الداخلية بإنهاء الانقسام، والاتفاق بين جميع القوى السياسية والمجتمعية على أشكال المقاومة واستراتيجياتها.
|124956|

وأكد أن نتائج استطلاع الرأي العام الذي تضمنه التقرير ونفذه منتدى شارك وشركة الشرق الأدنى للاستشارات، أظهرت أن 62% من الشباب لا يثقون بأي من الفصائل السياسية، فيما بلغت نسبة الثقة بحركة فتح 26%، وبحركة حماس 6%، وبباقي الفصائل مجتمعة 6%.

وأشار إلى النتائج بينت أن الإنترنت يشكل مصدراً للمعلومات لدى 44% من الشباب، وفي الدرجة الثانية تأتي القنوات الفضائية كمصدر رئيسي لمعلومات الشباب وبنسبة 31%، كم بينت أن 74% من الشباب يتابعون الأخبار من خلال الإنترنت إما بشكل دائم 33%، أو أحياناً 41%، واعتبر أن هذه النسبة أعلى لدى الشباب الذكور.

وقال زماعرة إن 60% يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، حيث يستخدمها بشكل دائم 39% من الشباب، وأحياناً 21%، والنسبة أعلى لدى الذكور، وفي الضفة الغربية، وبين الذين يثقون بحركة فتح.

وأفاد 58% من الشباب الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي وجود تغير في نوعية استخدامهم لهذه الشبكات خلال الشهرين الأخيرين، كما عبر 87% عن اعتقادهم بقدرة هذه الشبكات على لعب دور فعال في إحداث التغيير.

وقال زماعرة حول فعالية هذه الشبكات في مواجهة الانقسام والوضع الداخلي، ان 80% من الشباب يعتقدون بفاعلية هذه الشبكات (50% نعم، و30% إلى حد ما)، أما من جهة مواجهة الاحتلال فتنخفض النسبة قليلا لتصل إلى 75% (43% نعم، و32% إلى حد ما).

وأضاف: يرى 45% من الشباب أن الثورات الشعبية العربية سيكون لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية، وتبلغ هذه النسبة بين الذين يثقون بحركة حماس 84%، وبين الفصائل الأخرى 56%، ولدى الذين يثقون بفتح 40%، وبين الذين لا يثقون بأي فصيل 42%.

واوضح التقرير أن 48% يدعمون خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل، فيما يؤيد 28% من الشباب الجمع بين المقاومة الشعبية والمسلحة (وفق القانون الدولي)، يلي ذلك الجمع بين المفاوضات والمقاومة الشعبية لدى 21% من الشباب.

وقال زماعرة حول إستراتيجية المفاوضات كسبيل وحيد لمواجهة الاحتلال، أن هذا الملف حظي بدعم 20% من الشباب، في حين يرى 18% أن الإستراتيجية الأنسب هي المقاومة الشعبية (بما فيها المقاطعة)، فيما عبر 67% عن ثقتهم بالمؤسسات الشبابية والمجتمع المدني كجهات أكثر قدرة على التعبير عن حقوق الشباب ومصالحهم، في حين لم تحظ المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالشباب بتأييد أكثر من 16% في الضفة الغربية، و5% في قطاع غزة.

وأضاف: يؤيد 80% تشكيل حزب شبابي فلسطيني، وعبر 84% أن القوى السياسية تسعى لاستغلال الحركات الشبابية الصاعدة، واعتبر 40% أن الأولوية الرئيسية لهم إنهاء حالة الانقسام، وفي الدرجة الثانية عبر 31% أن أولويتهم الحالية هي تحسين الظروف المعيشية، ويعرف 48% الشباب، أنفسهم بالدرجة الأولى كفلسطيني/ة، يلي ذلك مسلم/ ة لدى 31% من الشباب.

ودعت نتائج التقرير الى استلهام الثورات الشعبية العربية لشحذ الهمم لإعادة زخم المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تهيئة الوسائل وتوحيد الجهود باتجاه حركة شعبية قادرة على الصمود في وجه الإجراءات الإسرائيلية القمعية.

وشددت على ضرورة التزام البرامج الحزبية والحكومية والمؤسسية برؤى الشباب وتطلعاتهم، استنادا لحوار عصري ديمقراطي يشارك فيه جميع الأطراف، وضرورة التزام المؤسسات الأهلية خاصة الشبابية، باستراتيجيات عمل طويلة الأمد تربط الهموم اليومية المعاشة للشباب بالحالة التنموية، والوطنية العامة.

ورفض التقرير كل مظاهر التدخل في برامج المؤسسات الفلسطينية الأهلية والحكومية، من قبل مجتمع المانحين، ما يستدعي أن تلتزم المؤسسات المانحة بالأجندة والأولويات الفلسطينية، بشقيها التنموي والوطني.

وحث التقرير قادة الأحزاب وصناع القرار الالتفات إلى المطالب الشبابية، ورؤيتهم لقضاياهم المجتمعية والوطنية، وتوفير الأطر القانونية والمؤسسية الكفيلة بمشاركة الشباب في صنع القرار داخل الأحزاب والمؤسسات التمثيلية والنقابية، والتجاوب السريع مع مطالب الشباب الخاصة بإنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية، وبناء الاستراتيجيات الخاصة بمقاومة الاحتلال وفقا لرؤى الشباب، خاصة أنهم يشكلون الجسم الاساسي لجميع الفصائل الفلسطينية، وحماية الحريات العامة، والحقوق الفردية والجماعية، وتوفير المناخات القانونية والإعلامية لذلك، وخاصة حرية التجمع، والتعبير والرأي، والعمل المؤسسي. ووقف كل أشكال الانتهاكات والتحريض والاعتقال ومصادرة الحريات والممتلكات.

وأكد على ضرورة عدم الفصل بين القضايا المجتمعية، وقضايا التحرر الوطني، بحيث يتم العمل على تعزيز الجبهة الداخلية بالوحدة وتعزيز صمود الشباب على أرضهم، وتوفير فرص العمل المناسبة، مشددا على تشجيع وترويج مفاهيم المقاومة الشعبية ووسائلها، وتشجيع الشباب على حملات المقاطعة وكسب التأييد، والالتزام بالانتخابات الديمقراطية الشفافة كأساس تداول السلطة في جميع الهيئات والأجسام المؤسسية والتمثيلية والحزبية، على مستوى السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في برامج الأحزاب والتعليم والتثقيف والمؤسسات والإعلام، بالتركيز على البعدين العربي والإسلامي للهوية الفلسطينية كجزء من الهوية الإنسانية جمعاء.

ويؤكد التقرير على جملة من الاستخلاصات العامة للثورات الشبابية أهمها: أن هذه الثورات أثبتت قدرة الجماهير الشعبية على إحداث التغيير، بعيدا عن نظرية المؤامرة، والقوة "الخيالية" للغرب، وانها تستند للطاقة الشعبية الكامنة، والتي طورت مع الوقت آليات للتعبير عن قهرها، بأساليب متنوعة، وجدت بالتقدم التقني وثورة المعلوماتية حيزا حرا لتبادل الخبرات والآراء والتنظيم الشعبي، مؤكدا على محورية وطلائعية دور الشباب في هذا الثورات، بالاضافة الى تقدم الجماهير على أحزاب المعارضة وحتى المؤسسات المجتمعية، ما يعني تجاوز الجماهير في حراكهم ومطالبهم وثورتهم كلا من نظام الحكم والمعارضة التقليدية له.

كما أكدت على قوة الكتلة الشعبية الموحدة في أهدافها، وإرادتها في مواجهة أدوات القمع لدى أنظمة الحكم، وعلى واقعية الشعارات والمطالب، وتعبيرها الحي عن بديل واقعي تاريخي لحالة الظلم والقمع وغياب العدالة والحريات.

وشدد التقرير على أهمية الثورة المعلوماتية والإنترنت والفضائيات في تناقل الأخبار وتبادل الآراء وتنظيم الجماهير، منوها الى التكامل بين الفضائين الافتراضي والواقعي، بحيث عبر الشباب عن التحامهم العضوي بالجماهير، عبر تحويل حملاتهم على الإنترنت إلى فعل على الأرض.

وفي تعقيبه على نتائج التقرير، قال الدكتور صبري صيدم أن التقرير أظهر أن الأحزاب السياسية ليست مصنع القرار لدى الشباب، وأن نسبة عالية منهم تؤيد تشكيل حزب أو تجمع شبابي جديد، فيما يبدو الشباب عازفين عن الانضمام للاحزاب، واعتبر أن ذلك هو انعكاس للثورات العربية، لأن الكل مل التقليد.

وأكد الدكتور صيدم أنه سعيد بانهماك العديد من السياسيين في موضوع تكنولوجيا المعلومات، وهو ما يؤكد اهتمامهم بهذا القطاع.

وأشار إلى أن التقرير أوضح استخدام شباب فلسطين للانترنت بأرقام غير مسبوقة، وكشف أن عدد مستخدمي "الفيس بوط: يبلغ قرابة 600 ألف مستخدم، من بينهم 200 ألف يستخدومنه لأغراض سياسية، وقال: لو أثر كل شخص من هؤلاء على خمسة أشخاص سيصلوا إلى مليون.

وأضاف: من يستخدم الفيس بوك هم غالبا فوق سن 18 عاماً، وهم يشكلون من الشعب الفلسطيني قرابة 33%، وهؤلاء هم لمؤثرين في الفيس بوك سياسياً، وإذا أسقط هذا الرقم على نسبة السكان على مصر يصل عددهم إلى 28 مليون نسمة، فلا يستهين أحد بالتكنولوجيا زوبقدرتها على إحداث التغيير.

وأبدى صيدم تحفظه على صغر حجم العينة في قطاع غزة بالمقارنة مع العينة في الضفة الغربية، كون التقرير يتناول البعد الحزبي، وتمنى لو تم وضع العينة مناصفة بين الضفة والقطاع.

بدوره، أكد جميل رباح أن الشباب في الدراسة هم مجموعة عمرية بين (18-30) عاماً، وهي شريحة كبيرة من نسبة الفلسطينيين، ولها تأثير على المجتمع، وهي أيضاً جزء من الفصائل، أي أنهم جزء من المنظومة السياسية الفلسطينية.

وأشار إلى أن نسبة استخدام الشباب الفلسطيني لتكنولوجيا المعلومات هي الأعلى في العالم العربي، وأكد أن الشباب لهم دور كبير فيما يتعلق بالتغيير عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات، التي باتت أداة ناجعة في التغيير.

وبين أن الثورات العربية طالبت بالتغيير الثوري، أما في فلسطين وبسبب الوضع السياسي والديمقراطية فإن التغيير لن يكون ثورياً، بل نه سيكون تدريجياً، والذي اعتبره أفضل في تحقيق الفعالية المطلوبة.

من جهته، اعتبر وسيم أبو فاشة أن الحديث عن إنهاء الانقسام له علاقة بمن يملك الشرعية، ولفت إلى أن القائد السياسي هو مفوض من الشعب لإدارة الشرعية.

واعتبر أبو فاشة أن أن التقرير يظهر أن الشباب يملك القدرة في التعبير عن نفسه وعن حقوقه بوعي، وأن الشباب كان يرى أن الفعل المطلوب يعتمد على المقاومة لكل عوامل القهر والإقصاء، ورأى أن الحياة بالنسبة للشباب هي مقاومة وليست مفاوضات.

واعتبرت نجوان بيرقدار أن الثورات العربية أثرت إيجاباً على الشباب الفلسطيني، وزادت إيمانهم وأملهم في التغيير، وزادت النشاط في الحيز السياسي.

وقالت إن مجموعات "الفيس بوك" توجه رسالة واضحة بأن الشباب الفلسطيني يسعون إلى تغيير الواقع، رغم أن نتاج التحركات لا يزال غير ملموس، إلا أنها شجعت الإرادة الشعبية، وستسهم في التغيير، ولكن بعد زمن لخصوصية الوضع الفلسطيني.