وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا * بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 15/04/2011 ( آخر تحديث: 15/04/2011 الساعة: 15:19 )
دورينا يدخل مرحلة الحسم، وقد بات وضع الفرق التي تتصارع للبقاء لتفادي الهبوط –إن كان هناك هبوط –محصورا بين خمسة فرق فريقان كرميان، وهلال أريحا ، وعسكر، وبدرجة أقل المكبر صاحب لقب الدوري والمطالب لا فقط بتبيت تواجده بل باستعادة كبريائه .

مدربون صنعوا الفارق
من بين مدربي دورينا مدربون صنعوا الفارق وقدموا أوراق اعتمادهم كسفراء للتكتيك والتكنيك الفني، والقدرة الواعية على ترك بصماتهم على فرقهم
أول هؤلاء هشام الزعبي مدرب الأمعري الذي نجح في صهر توليفة اللاعبين المتواجدين لديه في مجموعة متجانسة،وتبنى خيار اكتشاف بعض المواهب ومنحها فرصة الإبداع والتميز، فظهور الكوري واستعادة أحمد عبدالله لمستواه،وبروز أبو غرقود واستعادته حاسته التهديفية والفارق الواضح بين مردوده عبر موسمين يؤكد أن التعامل الواعي من المدرب مع المقومات التي يحوزها اللاعب-أي لاعب-يفضي إلى مزيد من الإبداع،كما لاحظنا القدرة الكبيرة التي يمتلكها الزعبي لتغيير خطة اللعب وفقا لمقتضيات المباراة وظروفها مع تعويد اللاعبين على ذلك، ولذا نقول الزعبي يستحق أن يكون ضمن الطواقم التي تقود منتخباتنا الوطنية .

سعيد أبو الطاهر مدرب الظاهرية ويحسب له القدرة الكبيرة على القراءة الفنية للمباريات والبراعة في التبديلات توقيتا وشخوصا،كما أنه مدرب قاد فريقين في موسم واحد ونجح،أبو الطاهر حريص دوما على رفد اللاعبين بالتوجيهات التي تعدل في سير الاداء ،وهو من الظواهر التدريبية المميزة في دورينا .

ثالث المدربين الذين نتوقف معه الشاب الواعد فراس أبو رضوان مدرب الترجي والذي قلنا منذ البداية نجاحه سيكون نجاحا لكل المواهب الشابة،فنحن أحوج ما نكون لضخ دماء جديدة في الأجهزة الإدارية والفنية والتحكيمية،وقد بدا واضحا أن أبا رضوان ترك بصمته على الواد ، فالفريق يمتلك عناصر ومقومات،وما عمد إإليه أبو رضوان إيجاد التوليفة وإعادة الفريق إلى اللعب الأرضي القصير،والتنويع في مفاتيح اللعب علاوة على التنبه إلى ضرورة امتلاك منطقة المناورة .
كل التوفيق لمدربين وستكون هناك وقفات مع عدد آخر منهم مستقبلا .

بعد التوقف
بعد توقف الدوري ثم انطلاقته قبل ثلاثة أسابع سجلنا الملاحظات الآتية :
-تراجع المنسوب التهديفي في الجولات الأربع الماضية،ولولا الظاهرية الذي حفظ ماء الوجه في جولتين بتسجيله 9 أهداف لكان المعدل من أقل المعدلات .

-ضياع الهلال،فالفريق لا زال تائها يبحث عن ذاته،ولعل الزيادة في الشيء كالنقص فيه،نقول هذا ونحن ندرك أن الوفرة الطاغية من النجوم في الفريق وضعته تحت ضغط نفسي مضاعف،وتزامن هذا مع عدم توفيق البديل الذي حل مكان فادي لافي.

-عودة الأمعري بقوة بل بضراوة إن جاز التعبير،فالفريق استثمر فترة توقف الدوري ولم ينقطع عن التدريبات ،وأفاد من ذلك لصالح رفع منسوب جاهزية البدلاء الذين كانوا فعلا على قدر المسئولية .

-عودة الروح للعميد وجماهيره،بفوزين وخسارتين لكن مع وجود أداء قوي،وعودة العميد شهدت عودة جماهيره لاستاده المفضل،وعودة شبير لمستواه .

- غياب المكبر وعزوف جماهيره وتراجع نتائجه ومستواه،واهتزاز مستوى حارسه وغياب الهداف الصريح ولعل مشكلة المكبر هذا العام غياب الهداف القادر على ترجمة الفرص،وعتب على جماهيره المطالبة بالتواجد وقت الضيق.

- عدم توفيق بعض اللاعبين المنتقلين لأندية جديدة مثل حسام زيادة الذي لو بقي في العميد لواصل تألقه لأن اللعب في فريق يلعب فيه الفريق للاعب يختلف عن اللعب لفريق يلعب فيه كل لاعب لذاته،ومن هنا فإن قرار أي لاعب بالانتقال من فريق لآخر يجب أن يخضع لاعتبارات فنية من اللاعب وليس لاعتبارات مادية محضة ، فأنت قد تحقق الفارق في المردود المادي ولكن على حساب المردود الفني.

-الحكام وأخطاء الحكام وندرك أنها غير مقصودة،ولذا نطالب الحكام بإبداء المزيد من التيقظ والحذر في ظل وجود أجواء ضبابية تعيق سير الفرق مما زاد من منسوب العواصف الانتقادية وزخات الاتهامات ، آملين أن تكون رحلة دورينا نحو مرحلة النهاية خالية من أية مصاعب.

لهما نبارك
للبيرة الذي افتتح رسميا ملعبه،ولإنجازاته في استكمال تشييد مقرّه بجانب الملعب،فقد باتت مؤسسة شباب البيرة تتضمن مرافق متكاملة وعصرية وحديثه،ولم تحل الظروف الصعبة التي عانى منها الفريق خلال الموسم السابق من مواصلة الإدارة عملها الدءوب والمتواصل،فمبارك للبيرة .وفعلا دور الإدارات يتجاوز مجرد الاهتمام بالفرق .
وللعميد نادي شباب الخليل الذي حاز على جائزة التميز للعراقة ولكثافة الجمهور ولطيب الحضور سابقا في المسابقات الرياضية حينما كان العميد على موعد مع الألقاب،ولرئيسه معاوية القواسمي الذي صنع له حضورا لافتا في مضمار القيادات الرياضية الواعدة والتي برهنت أن التخصصية في العمل لا تلغي الشمولية في الإنجاز، وحصول العميد على التكريم يجب أن يكون حافزا لاستعادة الفريق لمكانه الطبيعي ، فالتاريخ الزاهي مهما بلغت درجة بريقه لا يضيء واقعا معتما مهما قلّت درجة سواده، والانطلاق من هذا الفهم كفيل بعودة العميد للمسار الطبيعي،فللعميد نبارك متمنين له مواصلة الحضور إذ أن الجمهور لا زال وفيا والإدارة لا زالت تعمل ليل نهار ، وتتبقى عودة الألقاب.

رهيب ..يا خطيب
خليفة الخطيب مدرب بلاطة يعمل تطوعا في وقت قل فيه تواجد روح التفاني في ظل معمان الاعتراف،والخطيب علاوة على ذلك امتلك رغبة طاغية في تحقيق الإنجاز وبرهن أن الإرادة هي التي تصنع الفارق ، فالجدعان من رباعي القمة ومن رباعي فرسان نصف نهائي الكأس وبأقل تعزيز ممكن ، وحتى لدى تشخيصه لفريقه للموسم القادم يوضح الخطيب:لا نحتاج لأكثر من لاعبين اثنين في مركزين معينيين،مع أن الرجل قد يتذرع بضرورة التعزيز الكثير لتحقيق النتائج المرجوة .
ظاهرة مثل هذا ، ونهج مثل هذا ، يستحق على أقل تقدير الإشادة.