وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدرسة نابلس الكروية نموذج اصيل على قوة الانتماء

نشر بتاريخ: 15/04/2011 ( آخر تحديث: 15/04/2011 الساعة: 19:23 )
بقلم: ماجد ابوعرب

النتائج الجيدة التي حققها نادي حطين في مباراته الأخيرة ضد نادي أهلي القدس بلعبة كرة السلة ضمن دوري الدرجة الممتازة أعاد ذهني إلى الوراء سنوات وسنوات عندما كان في نابلس فرق مميزة في لعبة كرة السلة أمثال الاتحاد وعيبال وحطين وبلاطة ,حيث كان للعبة كرة السلة رونق خاص ,وإصرار نادي حطين على مواصلة قطار الانتصارات في لعبة كرة السلة رغم ما يعترض هذه اللعبة من صعوبات بسبب إهمال العديد من الأندية لهذه اللعبة وتركيز جل اهتمامها على لعبة كرة القدم ,فوز حطين هذا ذكرني بنادي حطين ذاك النادي الذي رصع اسمه بتاج العز والانتصارات وخاصة في لعبة كرة القدم حيث صال وجال هذا النادي وحصد العديد من البطولات الكروية ,وخرجت مدرسته الكروية عشرات المبدعين أمثال محمد الأسمر وعزام الحافي وأيمن الحنبلي والمرحوم محمد صبحا ومحمد البكار وغسان أصلان وحسام عوايص والحارس الفذ رباح الكببجي ,وغيرهم الكثير الكثير ,اللاعب القدير أيمن الحنبلي ومن شدة غيرته على سمعة أندية نابلس الكروية استطاع بجهده وتعاون بلدية نابلس أن يترجم حلمه إلى واقع عندما خطط لافتتاح أول مدرسة كروية في محافظة نابلس تكون بمثابة نقطة البداية لحصر الطاقات الرياضية المبدعة منذ طفولتها وقد اشترط الحنبلي أن يكون رواد هذه المدرسة الكروية من سن 6 إلى 13 حتى تعود نابلس إلى سابق عهدها مدرسة لتفريخ الرياضيين المبدعين.

وقد شهدت أنا شخصيا ميلاد أول تدريب في هذه المدرسة الكروية على إستاد بلدية نابلس ,حيث كان عصافير هذه المدرسة يغردون فوق العشب الصناعي ,ويركضون بنشوة يصعب وصفها ,هذا يعتز بفانيلا برشلونة وذاك يرتدي زي ريال مدريد ,وذاك في قمة سعادته وهو يراقب عيون والدته التي تسمرت على المدرجات من اجل مراقبة نجلها وهو يسبح في بحر كرة القدم ,عشرات المبدعين بل المئات ينتشرون في أزقة البلدة القديمة بمدينة نابلس وفي زقاق المخيمات والقرى ,آن الأوان ان تهتم مؤسساتنا الرياضية بهذا الجيش الجرار من المبدعين الذين يحتاجون لمن يجمهم في مدرسة كروية مثل تلك التي انطلقت في نابلس ,حتى نرفد أنديتنا وفرقنا الرياضية بدماء جديدة مبدعة ومؤهلة عاشت طفولتها على إيقاع ميسي ورونالدو وكاسياس ومراد عليان وعبد ابوحبيب وعاطف ابوبلال وغيرهم من نجوم فلسطين والوطن العربي ,لانريد مدرسة كروية هدفها جمع الرسوم والسلام نريد مدرسة قائمة على أسس عصرية هدفها اكتشاف المواهب ورعايتها ,وهذا يتطلب من كافة المؤسسات دعم هكذا أفكار حتى تحقق الغايات والأهداف التي وجدت من اجلها ,فهل مؤسساتنا على قدر المسؤولية أم أن رعاية المبدعين سوف تبقى يافطة معلقة هدفها استقطاب التبرعات والمنح من جيوب المانحين ,أم أن رعاية المبدعين ستأخذ منحى آخر هذه المرة وهو رعاية الناشئين حق رعاية بعيدا عن الإقليمية الضيقة ,والفئوية المقيتة ,نأمل أن نرى قريبا مدارس كروية حقيقية تعلم أطفالنا أصول اللعبة ,ومعنى الانتماء والكرامة والأخلاق الرياضية.