وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طولكرم تحيي يوم الأسير بمهرجان حاشد

نشر بتاريخ: 17/04/2011 ( آخر تحديث: 17/04/2011 الساعة: 17:00 )
طولكرم- معا- أحيا أهالي الأسرى في محافظة طولكرم، مناسبة يوم الأسير الفلسطيني، خلال مهرجان حاشد نظمته مؤسسة تلفزيون السلام بالتعاون مع إذاعة كل الناس، برعاية المحافظ العميد طلال دويكات، بعنوان (أسرانا لن ننساكم).

وحضر المهرجان الذي أقيم في قصر ليلتي بالمدينة، عيسى قراقع وزير الأسرى والمحررين إلى جانب المحافظ، وزياد أبو عين وكيل وزارة الأسرى، ووكيل وزارة الاتصالات سليمان الزهيري، واللواء عدنان الضميري المفوض السياسي العام، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلي فصائل العمل الوطني، وأعضاء من المجلس التشريعي، وعدد من مدراء وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية وأهالي الأسرى في المحافظة.

كما حضر المهرجان عدد من الأسرى المحررين على رأسهم (أول أسير فلسطيني محمد بكر حجازي)، الى جانب سعيد العتبة، وابو علي يطا، وأبو السكر.
ونقل دويكات تحيات الرئيس محمود عباس إلى ذوي الأسرى وأمهاتهم في يوم الأسير الفلسطيني، مؤكداً اهتمام الرئيس بقضية أبنائهم ووضعها على سلم المفاوضات بحيث لن يتحقق السلام العادل إلا بالإفراج عنهم جميعاً دون قيد أو شرط أو تمييز.

وحيا دويكات الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين وأرضها ومقدساتها، ووجه التحية للأسرى القابعين في سجون الاحتلال وهم يعيشون في خط المواجهة الأول، ويتعرضون لأبشع صور التعذيب، مؤكداً أن إرادتهم ستنتصر على المحتل الذي يحرمهم أبسط حقوقهم المشروعة في العلاج، وأنهم صامدون وواقفون وقفة عز ولن ينال الاحتلال منهم.

من جانبه، شكر الوزير قراقع القائمين على الحفل، الذي أصبح نهجاً سنوياً في طولكرم، واهتمام وسائل الإعلام المحلية بالأسرى والشهداء، والوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة، التي تستدعي وقوف الجميع إلى جانبهم ودعم صمودهم ومساندتهم في معركتهم النضالية، حتى الإفراج عنهم جميعاً.

ووجه قراقع التحية للأسرى، وطالب بالإفراج الفوري عنهم، خصوصا الأسير أكرم منصور ثالث أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، الذي يصارع المرض بعد 33 عاما من السجن، والذي دخل في غيبوبة منذ 36 ساعة، وكتب وصيته للشعب الفلسطيني مطالبا الاعتناء بشقيقاته من بعده، حيث لا يوجد لهن معيل.

وتطرق قراقع إلى ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وما بثته القناة الثانية الإسرائيلية أول من أمس حول اغتيال الأسير الشهيد محمد الأشقر من طولكرم في الثاني والعشرين من تموز العام الماضي على يد إدارة السجون، معتبره جريمة حقيقية على مرأى ومسمع العالم، وبشهادة واعتراف وسائل إعلامهم.

واستنكر قراقع سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارات السجون بحق الأسرى على مرأى ومسمع من جميع المؤسسات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان، دون أن تستطيع فعل شيء.

وطالب قراقع بزيادة الفعاليات التضامنية مع الأسرى وصولاً للدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد صايل خليل في كلمة فصائل العمل الوطني أن الأسرى هم رمز وحدة الشعب الفلسطيني ومدرسة النضال، مما يستدعي العمل نحو الإفراج عنهم ولن يتحقق الأمن والسلام دون حريتهم، داعياً السلطة الوطنية والفصائل والمؤسسات والجماهير الفلسطينية إلى تفعيل قضية الأسرى في جميع المحافل الدولية والمحلية وأن تكون على سلم الأولويات في المفاوضات، والوقوف موحدين خلف أسرانا، لأن من دفع ثمن حرية الوطن آن له أن ينعم بحريته في ظلال وطنه وشعبه.

وطالب الأسير المحرر محمد الصويص في كلمته، بجعل يوم الأسير من كل عام، يوم غضب فلسطيني نصرة لقضية الأسرى والوقوف وقفة جادة مع قضية الأسرى، باعتبار أن قضيتهم من أولويات الشعب الفلسطيني خاصة مع وجود أعداد كبيرة منهم مرضى بحاجة ماسة للعلاج، وأن خطر الموت أصبح يتهدد حياتهم دون أي اكتراث من العالم.

وألقت والدة الأسير أحمد عواد المحكوم (40) عاماً كلمة لجنة أهالي الأسرى، شددت من خلالها على ضرورة العمل والضغط نحو الإفراج عن الأسرى المرضى ومنهم ابنها الذي يعاني من مرض في القلب نتيجة الإهمال الطبي والأخطاء الطبية التي تمارسها إدارة السجون.

وألقى الإعلامي عثمان الهمشري كلمة تلفزيون السلام وإذاعة كل الناس، توجه من خلالها بالتحية إلى الشهداء والأسرى وذويهم في هذا اليوم، مؤكداً وقوف جماهير الشعب الفلسطيني إلى جانبهم، إضافة إلى وسائل الإعلام التي لم تتوان لحظة في فضح ممارسات الاحتلال ودعم صمود الأسرى الذين ناضلوا من أجل تحقيق السلام والحرية، مشيراً إلى أن معركة الحرية ستتواصل حتى الإفراج عن أخر سجين من سجون الاحتلال.

وألقى الأسير رامي فتيلة من مخيم نور شمس القابع في سجن النقب الصحراوي ويقضي حكماً (15 عاماً)، كلمة عبر الهاتف، أشار فيها إلى أن يوم الأسير يعني الكثير للأسرى ويدق مشاعر الألم في نفوسهم، وهم بأمس الحاجة إلى وقوف الجميع إلى جانبهم، وهم من دفعوا الغالي والنفيس للدفاع عن كرامة شعبهم، وليستعيدوا الحقوق الوطنية.

وجرى خلال الحفل عرض تقرير مصور عن الأسيرة دعاء الجيوسي من طولكرم التي تقضي حكماً بالسجن ثلاثة مؤيدات، وهي صاحبة أعلى حكم بين الأسيرات الفلسطينيات في طولكرم، وعلى وشك الدخول في عامها العاشر على التوالي، حيث تناول التقرير معاناة والدة الجيوسي بفقدان ابنتها الوحيدة دعاء، ودموعها التي لم تنقطع يوماً وهي تتذكر فلذة كبدها في كل ركن من أركان المنزل، حيث اعتبرت الحكم الإسرائيلي على ابنتها بأنه جائر، وجزء من سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصة الشباب في مقتبل العمر، الذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بحقهم العادل في الحرية والعيش بكرامة، فهي تقضي بأحكامها الجائرة على آمالهم وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق لبناء وطنهم فلسطين، مناشدة من خلال التقرير كافة الضمائر الحية، العمل للإفراج عن كافة الأسرى وخاصة الأسيرات، معربة عن أملها في احتضان ابنتها المدللة بين ذراعيها، لتستعيد بذلك ذكريات دعاء الصغيرة، التي تشتاق إلى حنان وحضن والدتها.

وتخلل المهرجان فقرات فنية هادفة، وتوزيع الهدايا والحلوى على اهالي الأسرى.