وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قلقيلية .... هل عدتم تذكرونها ؟

نشر بتاريخ: 17/04/2011 ( آخر تحديث: 17/04/2011 الساعة: 22:47 )
بقلم : الأستاذ معاذ نزال - عضو في إدارة نادي أهلي قلقيلية

أرض الخلود وموئل الأحرار ........ ماذا لديك اليوم من أخبار
أغدوت مرمى للعدو وناره .......... وبنوك حولك أمنع الأسوار
قلقيلية لا ترهبي نيرانهم .......... فالموت أفضل من حياة العار

هذه الأبيات الشعرية كان دائماً أبي أدامه الله يتغنى بها ونحن في الغربة فحفظناها عن ظهر قلب وكنا نرددها يوماً يوماً دون ملل أو كلل ....... وبقينا نحلم بأن نرى ترابها إلى أن تحقق وعدنا مع العائدين وغنينا نشيد الثورة مع من عاد..

جلست مرة مع عم لي ناهز عمره الثمانين عاماً وأخبرني عن معركة المركز ( المقاطعة ) وعن الحرب وكم كان أبناء قلقيلية كسائر أبناء الوطن رجالاً بمعنى الكلمة حاربوا عدوهم بالقليل لتبقى كرامتهم ويبقى عقالهم صامدا على رؤوسهم ككوفية الختيار وطال الحديث.... فأخذ يحدثني عن رجال قلقيلية الذي كان الصغير قبل الكبير من المسؤولين يحسبون ألف حساب لهم قبل أن يقدموا على خطوة قد تؤرق مضاجعهم.

وجلست بالأمس مع نفسي أستذكر كلام هذا الشيخ الكبير وذلك بعد أن قرأت مقالة للأستاذ مؤيد شريم الذي كان كلامه يقطع القلب " حسب إخواننا المصريين " وكيف غيبت وزارة الشباب والرياضة كلمة قلقيلية من انجازاتها التي تشبه الإعجاز على حد وصفها لأرى بعدها صور ملعب مدينتنا المسلوبة من أخي الأستاذ خالد عرباس وهو يضج بالباصات والسيارات والحجة أن السائقين يرفضون الوقوف خارج الحديقة خوفاً على باصاتهم والسؤال الآن : لماذا لم يكن هذا الخوف في العام الماضي ؟ هل سألنا بلديتنا كم جنت من الرحل المدرسية العام الماضي ؟ أم هو مشروع مقصود لتحطيم الرياضة في قلقيلية ؟ أم لأن رجال قلقيلية لم يعودوا موجودين؟

إن الكل يتذكر قصة النادي الأهلي وكيف سلب اتحادنا الموقر الذي طالما تغنينا به حقه بالصعود بحجة انه لا يستحق الاحتراف ليأتي بعدها مهرجان قلقيلية الخضراء الذي حول ملعبنا لبستان وقد ضرب اعتراضنا على مكان إقامته بعرض الحائط وحجة منظمي هذا المهرجان أن الملعب بحاجة إلى إعادة تأهيل فنعمل على ذلك بعد اختتام المهرجان .

وينتهي المهرجان وتبدأ عملية إغلاق الملعب بحجة إعادة تأهيله ليطل علينا مسؤولو البلدية لتسليمنا الملعب وإذ به مكسو بالخبيزة والسليع وهم يظنون انه عشب طبيعي " ديشه باللغة العبرانية " .

أتساءل الآن لكل من شارك بجريمة اغتصاب الرياضة في قلقيلية بعد أن همشت كليا و على جميع النواحي ولا أستثني أحدا ، هل غياب رجال قلقيلية الذين فضلوا الموت على حياة العار يبيح لكم ما تفعلوه ؟.. أم لأن قلقيلية مسالمة وبريئة وتعودت أن تدير خدها الأيسر دائما لمن يلطمها على خدها الأيمن ؟...أم لان قلقيلية أصبحت قطعة ارض غير مرغوب بها؟....أم ماذا ؟.....ابحث اليوم على إجابة على هذا السؤال من أي كان، و لا أظن أن أحدا سيجرؤ.

أفيقوا أيها المسؤولين و أعيدوا الأمور إلى نصابها قبل أن تتحول هذه البريئة إلى تلك القطة المتوحشة التي تكشر عن أنيابها و مخالبها لتنهش لحم من يمس أبنائها.