|
مخابرات اسرائيل استجوبت 8000 فلسطيني وامسكت منفذ عملية ايتمار بالصدفة
نشر بتاريخ: 17/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 10:52 )
القدس - ترجمة "معا" - بعد 40 يوما على تنفيذ عملية قتل 5 مستوطنين يهود في مستوطنة ايتمار المقامة على اراضي نابلس، كشف المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشاي وهو رجل مقرّب من قيادة الامن الاسرائيلي، كشف النقاب عن بعض تفاصيل التحقيقات التي ادّت الى كشف المنفذ.
وقال بن يشاي ان اجهزة امن السلطة لم تتعاون في التحقيق في حل لغز العملية، وانها لم تكن تعرف اية معلومات عن المنفذين، وان التنظيمات الفلسطينية لم تكن تعلم شيئا عن العملية الا ان احد نشطاء الجبهة الشعبية عرف عن العملية بعد تنفيذها وقام بتهريب السلاح الذي تم اخذه من منزل عائلة المستوطنين ونقله الى احد نشطاء الجبهة الشعبية في رام الله، وهو ما عرقل التحقيق لدى جهاز الشاباك الاستخباري الاسرائيلي. وفي التفاصيل: ان شابين من بلدة عورتا لا يتجاوز عمرهما 18 عاما، قررا ان يموتا شهيدين مقدسين عن طريق تنفيذ عملية على خلفية قومية، ودون علم التنظيمات الفلسطينية اقتربا من المستوطنة وحاولا اقتحام جدارها الحديدي بواسطة مقص للحديد الا انهما فشلا في ذلك، وتراجعا عن الفكرة وقررا القفز من فوق الجدار وهذا ما تم فعلا. |126211| الامن الاسرائيلي لم يكن يملك اية معلومات استخبارية حول العملية، وحتى عملاءه في المنطقة والقرى لم يملكوا اية معلومات تساعد على الامساك برأس الخيط للبدء بالتحقيق في الاتجاه الصحيح، وان تعاونا كبيرا وغير مسبوق بين الجيش الاسرائيلي وجهاز المخابرات الشاباك وجهاز الشرطة وقوات المستعربين وقوة دوفدوفان الكوماندوز المتخفي عملوا طوال شهر دون جدوى، ونفذوا عملية استجواب لاكثر من 8 الاف فلاح فلسطيني في قرية عورتا والقرى المجاورة دون النجاح في التوصل الى نتيجة، بل ان احد المنفذين جرى اعتقاله في الدفعة الاولى من الاعتقالات وجرى اطلاق سراحه لانه لم يكن لدى الامن الاسرائيلي اية معلومات. الا ان احد قصاصي الاثر في جيش الاحتلال ركّز عمله على "نقطة " محاولة قص الجدار وبحث فيها حتى عثر في منتصف الطريق على اداة القص التي كان المنفذان يريدان استخدامها فعثر عليها وحصل على بصمات او اشارات تدل على المنفذين وهو الخيط الوحيد الذي كانت تملكه قوات الامن الاسرائيلية ( رمي احد ادوات العملية في مسرح الاحداث يعتبر خيطا يمسك به المحققون بكل قوة كدليل يوصلهم الى المنفذ). وبعكس بافي العمليات التي تحدث في الضفة الغربية فان جهاز الشاباك الاسرائيلي لم يكن يملك اية شبهات او معلومات حول المنفذين، بل ان عملاء الشاباك لم يكونوا يملكون اية معلومات او اعتقادات حول الامر، كما ان اجهزة الامن الفلسطينية لم تقدّم اي تعاون في التحقيق، واعتقلت اجهزة امن اسرائيل هوجائيا نحو 8 الاف فلسطيني خلال شهر، واستجوبتهم واحتفظت بعدة مئات لاغراض التحقيق وطلب مساعدة المتعاونين دون جدوى حيث كان الشابان قد وصلا القرية وضل قصاصو الاثر في كتيبة "اوش " عن ملاحقتهما لان الاثر قد تشتت هناك وضاع. |126363| وهنا طلبت اسرائيل من وحدات المستعربين اليهود ووحدات الكوماندوز المسمّى دوفدوفان البدء بشن اعتقالات عشوائية هوجاء لاستجواب من يقع تحت ايديهم وبشكل ضاغط على البلدة طوال الايام الماضية، ما اوقع احد المنفذين مرة اخرى تحت الاستجواب وصولا الى انهياره واعترافه... ولكن مشاكل حقيقية كانت تعرقل انهاء التحقيق مثل : اين سلاح الجريمة واين السلاح الذي جرى سرقته من منزل المستوطن؟. وبحسب ما يرويه رون بن يشاي: ان احد نشطاء الجبهة الشعبية ( وهو عم احد المنفذين ) في تلك المنطقة لم يكن يعرف شيئا عن العملية ولكنه وافق على تخبئة وتهريب السلاح الذي حصل عليه المنفذان، وبالفعل اخذ السلاح وهربه الى رام الله وان المحققين الاسرائيليين تأخروا في اعلان نتائج التحقيق الى حين اقتحام رام الله واخذ السلاح واستعادته. والا فان الرواية الاسرائيلية كانت ستكون في مهب الريح لان اهل القرية يقولون ان المعتقلين المتهمين اولاد صغار وان الشاباك ضغط عليهما للاعتراف بالعملية. ويعترف المحلل العسكري الاسرائيلي ان الشاباك الاسرائيلي والجيش والشرطة وقصاصو الاثر والمستعربين لم يتمكنوا طوال 40 يوما من العثور على ادلة حسية عن العملية رغم فحص الدم لقرابة 8 الاف شخص واستجوابهم بشكل هستيري. وان الصدفة قادت لاعتراف المنفذ وحل اللغز. كما اعترف ان الجيش والشرطة اتخذتا اجراءات عقابية صارمة ضد جنود وضباط اسرائيليين تقاعسوا في عملهم وتسببوا في نجاح تنفيذ العملية على شكلها الذي جرى. |