وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استطلاع فافو: استياء من وضع حقوق الانسان واستمرار الانقسام

نشر بتاريخ: 17/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 00:27 )
استطلاع فافو: استياء من وضع حقوق الانسان واستمرار الانقسام
بيت لحم- معا- اظهر استطلاع للراي اجرته مؤسسة "فافو" النرويجية للابحاث خلال شهر شباط الماضي ان الفلسطينيين مستاءون من وضع حقوق الأنسان وعدم الوصول للمصالحة الفلسطينية، وانهم راضون الى حدا ما عن وضع الخدمات العامة.

كما اظهر الاستطلاع ان ما 32% من المشاركين في استطلاع عام 2011 يعتقدوا أن فتح هي الأكثر قدرة على قيادة الشعب الفلسطيني، بينما 14% يعتقدوا أن حماس هي الخيار الأفضل لذلك، كذلك 17% من المشاركين أفادوا أن الحركتين مؤهلتين لذلك بنفس النسبة، و37% أفادوا أن كلا من حماس وفتح غير قادرتين على قيادة الشعب الفلسطيني.

واظهر الاستطلاع ان الفلسطينيين يدعمون قادتهم الى حدا ما، ولكنهم غير راضين عن نمط الحياة التي يعيشونها، فهم قلقون فيما يتعلق بحقوق الأنسان ومستوى الفساد في الدولة الفلسطينية، وكذلك فقد عبروا عن رضا منخفض تجاه المحاكم والمؤسسات العامة الأخرى، على الرغم من رضاهم النسبي تجاه الخدمات التي يتلقونها، وفيما لو أجريت الانتخابات اليوم، فان حركة فتح سوف تحرز تأييدا أكثر من حركة حماس، كما أن 14% لم يقرروا بعد لمن سوف يدلوا بأصواتهم.

وحسب الاستطلاع فان المصالحة بين حماس وفتح تعتبر القضية الأكثر بروزا التي يتعين معالجتها من قبل السلطات، يليها تحسين الوضع الاقتصادي وخلق فرص العمل.

الثقة في القادة السياسيين والمؤسسات:

يفيد التقرير أن القادة الفلسطينيين قد حازوا على شعبية معتدلة و مستقرة خلال مجمل الفترة. فمنذ عام 2007، فان الفلسطينيين في الضفة الغربية قد عبروا عن ثقة متزايدة في رئيس الوزراء في الضفة الغربية سلام فياض، وبثقة أقل في حكومة رئيس الوزراء اسماعيل هنية في قطاع غزة، في حين أن النظرة الى الحكومتين في قطاع غزة كانت مستقرة. هذا العام ما يقارب من 41% من المستطلعة آرائهم في الضفة الغربية عبروا عن ثقتهم بحكومة فياض، بينما 19% عبروا عن ثقتهم بحكومة هنية، وأما في قطاع غزة 30% عبروا عن ثقتهم بحكومة فياض و35% عبروا عن ثقتهم بحكومة هنية.

نسبة 55% من الفلسطينيين المستطلعة آراؤهم قد أفادوا أنهم يثقون كثيرا بالشرطة المدنية، بينما 14% لا يثقون بها أبدا، وبقيت ثقة الفلسطينيين بالمحاكم الفلسطينية كما هي تقريبا 52%.وكان الفرق مابين الضفة الغربية وقطاع غزة محدودا جدا.

الثقة بالمجلس التشريعي الفلسطينية قد بقيت متواضعة، (31 % عبروا عن بعض الثقة و كثيرا من الثقة بالمجلس التشريعي) منذ انتخابات 2006، حيث كانت الثقة في البرلمانيين أكبر في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية. على الرغم أن استطلاع الرأي في 2011 قد اظهر عدم وجود اختلافات ما بين الضفة وغزة، حيث أن ثلاثة من بين عشرة مستجيبين عبروا عن عدم ثقتهم على الاطلاق بالمجلس التشريعي.

في حين، عبر 49% من المستطلعة ارآؤهم في دراستنا لهذا العام عن ثقتهم ( مابين الثقة الكبيرة والثقة الى حدا ما) تجاه الخدمات العامة المدنية ( الضفة الغربية 51% وقطاع غزة 43%).

بعد سنوات من هبوط عام في الثقة تجاه المؤسسات الأمنية للسلطة الفلسطينية، والتي تعمل حاليا فقط في الضفة الغربية، فقد بدأت هذه المؤسسات تستعيد بعض الثقة بحيث أصبحت في عام 2011 مشابهة لما كان الحال عليه قبل ستة سنوات:41% ( المستجيبين من الضفة الغربية 46% ومن قطاع غزة 29%) حيث يثقون بشكل كبير أو الى حدا ما بهذه المؤسسات. في السنوات 2006-2011، كان وضع المؤسسات الأمنية للحكومة في غزة أقل شعبية من حيث مستوى الثقة مقارنة بمؤسسات السلطة الأمنية في الضفة الغربية، هذا العام 31% عبروا عن ثقتهم الكبيرة أو الى حد ما فيها (المستجيبين من الضفة الغربية 22% و من قطاع غزة 41%).

تعتبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأنروا من أكثر المؤسسات التي حازت على ثقة الفلسطينيين، ففي هذا العام عبر 50% من المستطلعة آرآئهم في الضفة الغربية و 81% في قطاع غزة أنهم يثقون بشكل كبير جدا وبشكل كبير فيها.

قضايا حقوق الأنسان و الحكم:

يعتقد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة أن حرية التعبير مفتقدة وأنهم يخافون من التعبير وانتقاد سلطاتهم، كذلك فان الفلسطينيين يعتقدون أن الفساد منتشر، وأن أغلبية واضحة 76% يرون أن الديمقراطية ضعيفة وضعيفة جدا، وبشكل عام فان الأعتقاد بسلبية ذلك كان أكبر في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية.

بناءا على استطلاع الرأي الذي قمنا بتنفيذه هذا العام فقد عبر 21% عن اعتقادهم بتردي وضع حرية التعبير في الضفة الغربية وفي ظل حكومة السيد فياض، بينما افاد 46% أن حرية التعبير قد تقيدت في قطاع غزة منذ تسلم السيد هنية للسلطة. ويعتقد 31% من سكان الضفة الغربية أن بامكانهم ممارسة النقد اتجاه السلطة الفلسطينية دون خوف، بينما يعتقد 18% في قطاع غزة أن بامكانهم انتقاد السلطة ( الحكومة في غزة) دون خوف. وبشكل عام وعندما استوضحنا رأي الجمهور الفلسطيني تجاه الحريات العامة وحقوق الأنسان في الأراضي الفلسطينية فان سبعة من بين عشرة أفادوا أنها ضعيفة أو ضعيفة جدا.

لقد افاد واحد من بين كل اربعة مستجوبين أنه لا يعرف عن اشخاص قد قدموا الرشوة من أجل تسهيل معاملاتهم وقضاياهم، بينما عبر 20% عن اعتقادهم بأن الناس تستخدم الرشوة الى حدا كبير من أجل تسهيل مصالحها. لا توجد فروقات حادة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيال هذا الموضوع. حيث يعتقد 59% من الفلسطينيين في الضفة الغربية بأن الرشوة ازدادت خلال الثلاث سنوات الأخيرة بينما 37% في غزة يشاركونهم مثل هذا الأعتقاد.

الرضا عن الخدمات العامة:

بالرغم من المشاكل والصعوبات التي مرت بها فلسطين، الا انه ومنذ أن تم تأسيس السلطة الفلسطينية فقد حدثت الكثير من التطورات على الخدمات العامة المقدمة للجمهور الفلسطيني في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.

ويشير تقرير مؤسسة فافو بأن الفلسطينيين يتلقون كل أنواع الخدمات الأساسية، وهم بشكل عام راضين عن ذلك، ولكن يظهر ايضا بعض الفروقات من حيث الرضا مابين قطاع غزة والضفة الغربية.

أظهرت السنوات ما بين 2005 الى 2008 ميلا ايجابيا عاليا تجاه الخدمات العامة في الضفة الغربية بينما أظهر سكان قطاع غزة في نفس الفترة نموا متزايدا في عدم الرضا عن هذه الخدمات.

وظهرت الفروقات أقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة، خاصة أن الفلسطينين في الضفة الغربية عبروا عن هبوط طفيف في مستوى رضاهم تجاه الخدمات العامة (خدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية الأولية)، وكان ذلك ايضا بفعل تعبير الناس في قطاع غزة عن رضاهم حول قطاعات مثل (التعليم، والرعاية الصحية الأولية، والمواصلات).

تحديان أساسيان في غزة، خاصة في مجال خدمات الكهرباء (13% أفادوا بأنهم ما بين راضيين وراضين جدا عن هذه الخدمة، مقارنة بـ 79% في الضفة الغربية) وكذلك في مجال خدمات المياه ( 39% في قطاع غزة أفادوا بأنهم مابين راضين وراضين جدا عن هذه الخدمة، اما في الضفة الغربية فكانت النسبة 61%).

آداء القادة السياسيين والحكومات:

ظهر في السنوات الأخيرة تطوران مهمان، حيث هبوط في شعبية الرئيس عباس ( في استطلاع رأي 2011، 58% في الضفة الغربية، 47% في قطاع غزة أفادوا بأن الرئيس يؤدي عمله بشكل جيد و جيد جدا) و أما فيما يتعلق برئيس الوزراء فياض فقد ظهر ارتفاع في تقدير أدائه لوظيفته ( 61% في الضفة الغربية، 47% في قطاع غزة، عبروا أنه يؤدي وظيفته ما بين جيد وجيد جدا).

أما رئيس الوزراء هنية فكان رأي المستطلعه آراؤهم من حيث أدائه لوظيفتة ( 39% في الضفة الغربية أفادوا أنه يؤديها بشكل جيد وجيد جدا) وكانت النسبة التي حصل عليها في قطاع غزة أكبر مما هي بالنسبة للرئيس عباس، والسيد فياض ( 56% في قطاع غزة أعتقدوا أنه يؤدي وظيفته ما بين جيد وجيد جدا).

نسبة تقارب 50% من المستلطلعة آراؤهم تعتقد أن السيد فياض قد حسن من الوضع الأقتصادي في الضفة الغربية، وأفاد 56% أنه قد حسن من الوضع الأمني خلال الثلاث سنوات الأخيرة. اما بالنسبة هنية فقد أفاد 23% و 41% أنه قد حسن في هذين القطاعين في قطاع غزة (الاقتصادي و الأمني على التوالي).

في استطلاع الرأي الذي قمنا باجرائه في شباط من هذا العام 2011، فان غالبية محدودة قد أفادت بأن "خطة سلام فياض" قد انعكست على الظروف المعيشية لهم ايجابا ( في الضفة الغربية 48% وفي قطاع غزة 54%) و عن رأيهم في فرصة الوصول للدولة الفلسطينية (في الضفة الغربية 52%، وفي قطاع غزة 54%).

التفضيلات الحزبية والسياسية:

شريحة كبيرة من الفلسطينيين في الضفة الغربية (36%) مقابل (33%) في قطاع غزة سوف تمتنع عن التصويت في الانتخابات التشريعية في حال اجرائها اليوم (وقت تنفيذ هذا الاستطلاع)، علاوة على ذلك فان سكان الضفة الغربية هم أقل رغبة من سكان غزة لمعرفة (أو يرغبون في الكشف عن) أي حزب أو عن الجهة التي يرغبون في التصويت لها (18% مقابل 6% لم يقرروا). في المجمل 49% من الناخبين المحتمليين قالوا أنهم ربما سوف يمتنعون عن المشاركة في الانتخابات الوطنية أو أنهم لم يقرروا بعد كيفية الادلاء بأصواتهم.

تفضيلات الحزب السياسي بقيت مستقرة الى حد ما مع مرور الوقت، على الرغم من التقلبات التي حدثت، بشكل أساسي في الضفة الغربية. في أعقاب الحرب الاسرائيلية على غزة (ديسمبر2008 – يناير 2009) شعبية حماس قد ارتفعت، فيما انخفضت شعبية فتح.

بعد عام واحد استعادت فتح قوتها على حساب حماس، وبناءا على دراستنا في مؤسسة فافو فان حماس فقدت شعبيتها في كل من المنطقتين، و سجلت الدراسة ادنى مستوى من حيث التصويت لحماس في قطاع غزة في سنة 2011 ، حيث نسبة 17% من البالغيين أفادت بأنهم سوف يصوتوا لحماس "في حال أجريت الانتخابات اليوم".

وانخفضت حصة حماس من الناخبين من 11% في سنة 2010 الى 7% لجميع الفلسطينيين المشاركين في الضفة الغربية سنة 2011. ونتيجة أخرى مثيرة للدهشة حتى في قطاع غزة، حيث أن فتح جذبت عدد أكبر من الناخبين مقارنة بحركة حماس (31% و 18% من جميع الناخبين المحتملين على التوالي).

نسبة 32% من المشاركين في استطلاع عام 2011 يعتقدوا أن فتح هي الأكثر قدرة على قيادة الشعب الفلسطيني، بينما 14% يعتقدوا أن حماس هي الخيار الأفضل لذلك، كذلك 17% من المشاركين أفادوا أن الحركتين مؤهلتين لذلك بنفس النسبة، و 37% أفادوا أن كلا من حماس و فتح غير قادرتين على قيادة الشعب الفلسطيني.

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي:

فيما يتعلق بالعلاقة الفلسطينية الاسرائيلية، 56% من المشاركين في هذا الاستطلاع اتفقوا على أنه يجب على جميع الفصائل الفلسطينية ايقاف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، في مقابل 61% من المشاركين في استطلاع العام الماضي (2010) شاركوهم نفس الرأي، و لكن هذه النسبة في هذا الاستطلاع تعتبر أكبر من نسبة المشاركين في استطلاع عام 2009، حيث بلغت هذه النسبة (%53 ) من المشاركين في ذلك الوقت. نسبة الذين أفادوا أنه يجب على الفلسطينين التركيز أكثر على المقاومة المدنية السلمية انخفضت قليلا من 71% الى 66%. غالبية من 56% تعتقد أن المقاومة المدنية السلمية هي الوسيلة الأكثر فعالية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

فقط 2% مستعدون للتنازل عن حق العودة في حالة اعلان اسرائيل عن مسؤوليتها عن النكبة، و لايزيد عن 8% وافقوا على مبادلة الارض ( مقايضة الارض) في حدود عام 1967 من أجل الوصول الى حل فيما يتعلق بالمستوطنات، ولكن هناك نسبة كبيرة تقدر بـ 54% تؤيد حل الدولتين على حدود 1967 للصراع مع اسرائيل. حيث أن اثنين من كل ثلاثة من مؤيدي حركة فتح واثنين من كل خمسة من مؤيدي حركة حماس يقبلوا هذا الحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وفيما يتعلق باعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، فان كلا من سكان الضفة الغربية و قطاع غزة منقسمين الى قسمين كبيرين، حيث أن 50% تؤيد و 50% تعارض هذا الاقتراح (اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد).

الظروف المعيشية:

تقريبا أفادت نسبة 30% من الأسر بأنهم يعتبروا من الميسورين (الأغنياء) أو يعيشون برفاهية، و 50% من الأسر تعتبر نفسها ليست من الأغنياء ولا الفقراء، بينما 20% من الأسر تعتبر نفسها من الفقراء. اسرة واحدة من بين خمسة أسر أفادت أن مصدر دخلهم الرئيسي من المساعدات (من السلطة، الأنروا، المؤسسات الغير حكومية، أو من الأقارب)، كذلك 3% من الأسر أفادت أنهم لم يحصلوا على أي دخل مطلقا خلال فترة الدراسة هذه، بينما 7% قالوا أن الوضع الاقتصادي لأسرهم قد تحسن خلال الستة أشهر الماضية، و 53% من الأسر أفادت أن الوضع الاقتصادي لم يتغير، 40% من جميع الأسر في الضفة الغربية وقطاع غزة قالوا أن أوضاعهم قد ازدادت سوءا.

من جهة أخرى، هذه النتائج تساعدنا في تفسير لماذا عندما نسأل عن ترتيب المواضيع الأكثر ضرورة للأهتمام بها من طرف السلطات، فان تحسين الوضع الاقتصادي و ايجاد فرص عمل يكون على أعلى سلم الأولوية لهذه الأسر. هذان الموضوعان (تحسين الوضع الاقتصادي و ايجاد فرص عمل) يمثلوا 39% و 37% على التوالي.

اختار الفلسطينيون موضوع المصالحة بين حماس و فتح كأولوية اولى يجب حلها منذ استطلاع فافو عام 2007، وكذلك في الاستطلاعات التالية، أما في الاستطلاع الأخير لؤسسة فافو في شهر شباط عام 2011 فقد حاز موضوع المصالحة على نسبة 44%، بينما موضوع تحرير الأسرى الفلسطينين فكان بنسبة 29%، وموضوع مفاوضات السلام 18% ، وتحسين الوضع الأمني 12% من نسبة المستطلعة آرائهم.

لقد قامت مؤسسة فافو النرويجية للدراسات وألأبحاث بسبع استطلاعات للرأي منذ العام 2005 في الضفة الغربية وقطاع غزة .و لقد كانت عينة الدراسة في كل مرة تتراوح ما بين 1800 الى 4000 اسرة, حيث تمت المقابلات وجها لوجه.

كذلك اصدرت فافو حديثا تقريرين يلخصان نتائج هذه الدراسات: ألأول يتعلق بارآء الفلسطينيين تجاه الحكومة, والمؤسسات والقادة السياسيين, أما التقرير الثاني فيتعلق بارآء الجمهور الفلسطيني تجاه قطاع الخدمات العامة.

يمكن العودة للنتائج المفصلة لأستطلاع عام 2011 والأعوام السابقة على العنوان التالي:
http://www.fafo.no/ais/middeast/opt/index.htm.