وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصة الايطالية اليكسندرا: ولماذا رفضت دبدوب ترجمة السؤال؟

نشر بتاريخ: 18/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 20:40 )
بيت لحم- معا- يرويها: محمد اللحام- من بداية زيارة نجم المنتخب الفرنسي ونادي برشلونة الاسباني سابقا ليليان تورام التي كانت في الأسبوع الماضي لفلسطين ، لوحظ وجود فتاة حسناء دائمة القرب منه . وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر مؤسسة البيرة قبيل افتتاح إستادها الرياضي وخلال كلمة الدكتور حسين الأعرج التي كان يلقيها من على المنصة وقوفا بينما يجلس على طاولة المسرح اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وكان بجانبه النجم تورام مع ابتسامة عريضة ظهرت بوضوح بحكم أسنانه البيض وبشرته السمراء وتبع الابتسامة إشارة من يده التي مررها على رقبته بطريقة (سكين الذبح) في حركة ممازحة لأحد من الحضور، ومن باب منسوب الفضول المعروف لدينا، تابعت بعيني نظراته وإذ بها صوب فتاة حسناء بعينها لان المكان المخصص للصحفيين والحضور كان فيه أكثر من حسناء شقراء ، إلا أن واحدة بعينها كانت تبادله الحركات الممازحة بابتسامة وضحكة ، لا اعرف هل استوقفت هذه الحركة الحس الأمني للواء أبو رامي أم أن الحس الرياضي كان هو الطاغي على الموقف؟

|126456|

من هي ولماذا لا نعرف
أثناء المباراة كانت تجلس بالقرب من تورام وفي المقعد الخلفي مباشرة وهناك تهامس وأحاديث مستمرة بينهما ....وفي المساء وخلال العشاء الذي أقامه اللواء الرجوب في فندق (الموفنبيك ) بمدينة رام الله كانت حاضرة ومتابعة وبعد العشاء ومغادرة أبو رامي نظرت في المكان وإذ بها الثابت والمتحرك من حول تورام فقلت لزميلي وجدي الجعفري من تكون هذه الحسناء ؟ فقال لي لا اعرف ! فقلت وما المشكلة أن نعرف! فالمشكلة أن لا نعرف وهيا بنا لنعرف...

تواجدت في المكان منى دبدوب صبية نشطة عاملة في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كانت دائمة الحيوية في الترجمة وسبق وأن ساعدتني أثناء إعدادي لتقرير للعربية حول زيارة تورام فطلبت منها أن تساعدني في الحديث مع صاحبة البشرة المحيرة بين البياض والبرونزية وان ترى أن كان بالإمكان إجراء لقاء معها بعدما تأكدنا أنها صحفية ايطالية .

|126454|

ابتسامة وضحكة لا تحتاج للترجمة
بعد أن وافقت جلسنا في الاستقبال للسؤال والحديث في حين انشغل الزميل وجدي في اخذ الصور من كل مكان لدرجة لفتت نظر الايطالية التي راحت في ضحكة طويلة فهمتها رغم عدم فهمي للغة الايطالية أو الفرنسية مع ضعف ملحوظ لدي حتى في الانكليزية ورحت اضحك تبعني وجدي في وصلة ضاحكة تشير إلى انه فهم أنها فهمت.

وبعد أن تماسكنا جميعا كان الحديث الجدي الذي عرفنا من خلاله أن اسمها (اليكسندرا بيانكي) وهي تحمل الجنسية الايطالية ولها منزل في روما ولكنها تسكن الآن في باريس وهي تعمل في الإعلام الرياضي المكتوب والمرئي وتنشط لصالح صحيفة ايطالية متخصصة بكرة القدم وتعمل أيضا في فرنسا بصحيفة "الاتيليه " وصحيفة " أونز مونديال".

|126453|

اونز ومارادونا وميسي ورونالدو وزيدان
وعرجنا بالحديث عن انتشار وشهرة هذه الصحف ؟ لتبين اليكسندرا أن كلتا الصحيفتين معروفة ومشهورة ولكن صحيفة الأونز مشهورة أكثر لأنها مجلة قديمة جدا وتصدر كل شهر وهي معروفة أكثر من خلال الجائزة التي دأبت الصحيفة الفرنسية أن تتوج بها أفضل اللاعبين والمتألقين في العام ومن ابرز من توج بجائزة الصحيفة كان نجم اليوفي السابق وريال مدريد والمنتخب الفرنسي زين الدين زيدان عام 2002 وفي عام 1987 فاز مارا دونا أيضا بجائزة الصحيفة وكذلك البرازيلي ريفالدو عام 1999 . وحين واصل ميسي حصد الجوائز من الجهات الرسمية والمؤسسات الإعلامية الضخمة في أوروبا، نال في 16 تشرين الثاني جائزة (أونز مونديال) التي تقدمها مجلة أونز الفرنسية لأفضل لاعب في أوروبا.

ولكن كيف تعلمت اليكسندرا الصحافة الرياضي ؟ الإجابة فيها نوع من الغرابة ولكنها قد تكون حكيمة وهي عكس ما لدينا نحن الذين يتخرج الطالب من الجامعة ويذهب للتدريب وبعدها يذهب للعمل.

فاليكسندرا تقول أنها قررت أن تتعلم الصحافة الرياضية لمحبتها للرياضة والإعلام وشعورها أنها ستجد نفسها في هذا المجال وفعلا ووفق القانون والنظام قامت بجميع دراستها في مجلة صحفية صغيرة تدعى "كوروياري ديبوسبورتي" وبعد أن أنهت دراستها في المجلة تقدمت للامتحان التابع للدولة حسب القانون وبعد ذلك أصبحت صحفية مشهورة.

|126452|

من هو الرجل الذي أعجبها
وعن زيارتها لفلسطين والدوافع لذلك وكيف كان القرار؟ نظرت إلي وأخذت نفس عميق و وكأنها تراجع شريط ذكريات لموقف تطلب منها التفكير العميق ،وابتسمت وقالت " لقد تلقيت دعوة من القنصلية الفرنسية للمشاركة في تغطية زيارة النجم المشهور تورام لفلسطين تشجعت وأحببت ذلك وسارعت للبحث أكثر عن الأحوال ليقفز لي في كل كبيرة وصغيرة حول الرياضة الفلسطينية اسم استوقفني ولم اعرف لماذا كل هذه الجلبة حوله إلى أن أتيت إلى هنا وعرفت أن هذا الرجل يستحق أكثر مما كنت اعتقد فجبريل الرجوب لا يترك لك مجال سوى أن تعجب بشخصيته ونشاطه وتحترمه وتحترم معه هذا الشعب الجميل صاحب البلد الجميلة ولا يمكن لأحد أن يزور فلسطين ولا يحبها ويحب أهلها فالناس هنا يملؤهم الدفء والود والكرم وأكثر شيء لفتني أن الشعب الفلسطيني شعب مضياف وطيب ويبتسم في وجه الجميع وعلى الصعيد الشخصي أكثر شيء أعجبني هو جمال مدينة بيت لحم خاصة كنيسة المهد ، وقد سعدت جدا بزيارة بيت لحم المدينة الصغيرة الملهمة والساكنة في قلب فلسطين.

|126451|

أما عن المستوى الرياضي في فلسطين وهل كان أكثر مما توقعتي أم أسوء؟
فقالت اليكسندرا " لا يوجد مقارنة بين مستوى كرة القدم في أوروبا والمستوى الموجود في فلسطين ولكن اجتياز فلسطين تصفيات كأس العالم التي ستعقد في شهر حزيران القادم سيكون نقطة مميزة في تاريخ الكرة الفلسطينية وبهذا ستكون فلسطين قد وصلت إلى المستوى العالمي وهذا ما أتمناه " .

قبل أن تأتي اليكسندرا لفلسطين ماذا كانت تعرف عن الرياضة والاحتلال ومعيقاته وإذا عرفت الآن ما عساها فاعله ؟ تقول وقبل المجيء إلى فلسطين لم أكن أتابع الأخبار الرياضية فيها خاصة الصعوبات التي تواجه الرياضة الفلسطينية بسبب الاحتلال ولكن بعد أن شرح لي الكابتن موسى بزار مدرب منتخب فلسطين وهو فرنسي من أصل جزائري المعيقات التي يواجهها اللاعبين خاصة في التنقل من مكان إلى آخر أصبحت الفكرة واضحة بالنسبة لي ومفهومة بشكل اكبر وإحساسي زاد بالقهر الذي يعيشه الرياضيون هنا ومعلوماتي أصبحت أكثر نضجا حيال ذلك ولهذا سأقوم بمتابعة هذه القضية ومن ثم سأنشرها في العالم .

تبعت ذلك بسؤال عن الصحافة في فلسطين أخرجها من حالة الحزن والتأمل العاطفي التي طغت على أحرف كلماتها أثناء الإجابة السابقة لتعود لها الابتسامة وترد .. لا لا مع كل أسف لم تسنح لي الفرصة للاطلاع على الصحافة الفلسطينية بما يكفي لبلورة تصور حولها ولكن إن قدر لي العودة مرة ثانية سأسعى لذلك .

السؤال الذي رفض من الترجمة
ومع مرور الوقت عادت لتقف وتعدل من هندامها وتمد يدها مودعة مع اعتذار لضيق الوقت وضرورة المغادرة مع تورام وباقي الوفد ، شكرتها متمنيا لها التوفيق والعودة مرة أخرى ومعها زملاء وصحفيين آخرين لما لزيارة هؤلاء من أهمية في مساعدتنا لإيصال الرسالة الرياضية الفلسطينية التي تحمل في طياتها بعد انساني وحضاري ووطني يحفظ للواء الرجوب حقوق الإصرار على استقدام الإعلام العالمي وفق رؤية ناضجة لفاعلية هذه الرسائل .

وعند الباب اقترب مني احد الزملاء وبصوت منخفض بالقرب من أذني قال لي (هل تعرف أن اليكسندرا كانت صديقة حميمة لنجم روما الايطالي توتي وانفصلت عنه قبل أعوام حين تزوج) ؟ فقلت لا اعرف وتحمست للسؤال عن الموضوع وعدت إليها مع الزميلة منى دبدوب للترجمة التي فوجئت من أنها قالت لي لا لا استطيع ترجمة السؤال وهذه خصوصية وفي ظل خجل الزميلة دبدوب التي أحرجت من الموضوع أمام حيرة اليكسندرا التي وقفت بيننا مبتسمة في انتظار السؤال الذي أعادني إليها دون آن تفهم على ماذا نختلف ونناقش..فقد كان واضحا على دبدوب عدم الرضى والرفض لفكرة ترجمة السؤال ..لألتف على السؤال من (هل كنت صديقة توتي؟) إلى (أي لاعب عالمي يعجبك؟) ودون تردد وبشكل سريع جدا قالت ... إن أفضل لاعب في العالم ودون منازع هو الايطالي توتي .