وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدرسة عسكر الثانية للذكور تعقد ندوة حول العنف في وسائل الإعلام

نشر بتاريخ: 20/04/2011 ( آخر تحديث: 20/04/2011 الساعة: 19:43 )
نابلس -معا- عقد في مدرسة عسكر الثانية للذكور محاضرة بعنوان "العنف في وسائل الإعلام وتأثيره على الأطفال"، التي حضرها أولياء أمور الطلاب وقدمها الباحث الإعلامي صدقي موسى، وذلك ضمن فعاليات برنامج "اللاعنف" الذي تنفذه المدرسة.

وتناول موسى في حديثه أهمية وسائل الإعلام وتأثير مضمونها على الأطفال سواء بالسلب أو الإيجاب، وأشار إلى أن لوسائل الإعلام دور كبير في نشر العنف وتعزيزه في المجتمع في ظل زيادة رسائل العنف وانتشار وسائل الإعلام وقلة توجيهها الايجابي وضعف الرقابة من الأهل والمربين، وعدم وجود نظام وبرنامج لاستعمال هذه الوسائل.

وأوضح أن خطورة الرسائل الإعلامية على الأطفال أكثر من غيرهم من فئات المجتمع، لقلة خبرتهم وتجربتهم في الحياة، وسرعة تأثرهم وتقليدهم للآخرين.

وقال أن الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا الجانب أكدت وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والعنف والتعرض لمضامين ورسائل العنف في وسائل الإعلام، وتحدث عن أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف وفق نظريات وضعها باحثون:

التطهير (التصريف): بمعنى تطهير المشاعر والعواطف عبر التجربة غير المباشرة، فمشاهدة أفلام العنف على التلفاز مثلا تسمح للمشاهد بتصريف احباطاته من خلال المعايشة الخيالية بدلا من الممارسة الواقعية، مما يجعل مشاهدة العنف تعمل صمام أمان يصرف الاحباطات والشعور بالعداء.
إثارة الحوافز العدوانية: ترفع مشاهدة العنف عبر وسائل الاعلام من حدة الاثارة النفسية والعاطفية عند الطفل، مما يؤدي الى احتمال حدوث سلوك عدواني.

التعلم من خلال الملاحظة: يتعلم الطفل السلوك العدواني من خلال مشاهدة وسائل الاعلام، وتنميط سلوكياته حسب سلوكيات الشخصيات التي تعرضها هذه الوسائل، وتعمل استمرارية مشاهد العنف على تقسية العواطف والمشاعر مما يمنعه من الشعور بالألم والمعاناة، ويصبح العنف بنظره اسلوب حياة.

التعزيز: فالعنف في وسائل الاعلام يعزز انماط السلوك العدواني الموجودة اصلا عند الطفل، ويؤكد له صحة الاستنتاجات والافتراضات التي توصل اليها سابقا عن طبيعة الحياة والعنف.

كما تناول نماذج للعنف في الأفلام والمسلسلات ونشرات الأخبار والمصارعة الحرة والرسوم المتحركة والدعايات والإعلانات والعاب الكومبيوتر، وأشار الى تأثيرها على الأطفال والبديل لها.

وعن الحلول الفضلى لهذه المشكلة قال موسى يتم ذلك من خلال التوعية والتوجيه، على صعيد الأهالي والمربين ومؤسسات المجتمع المختلفة، والمجتمع المحيط والإعلاميين وأصحاب وسائل الإعلام، بهدف إيجاد رادع داخلي في الإنسان، وخلق وعي لديه.

إضافة إلى تدريب الأطفال على ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف، وعلى حل النزاعات بالطرق السلمية، وإدخال هذه المفاهيم إلى المناهج التربوية في المدارس، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بشكل كبير بالتوعية وتنمية القيم اللاعنفية، بعدما أثبتت التجارب أن أسلوب المنع والحرمان من مشاهدة رسائل العنف صعبة في ظل توفر مصادر أخرى بديلة.

ونوه الى ضرورة تضافر جهود المؤسسات المختلفة، وإيجاد الصيغ القانونية المناسبة لحماية الأطفال من العنف الواقع عليهم، حتى يمكن أن نحد من العنف.

واكد على ضرورة الحد من العنف داخل الأسرة نفسها، وتعزيز التفكير الناقد لدى الأطفال، ليتمكن من التمييز ما بين الرسائل الايجابية والسلبية.

ودعا موسى وسائل الإعلام الى تحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع، وتنقية رسائلها الإعلامية من العنف، وتعزيز قيم الحوار والتسامح.

بدوره أكد الاستاذ بكر حنون مدير المدرسة على أهمية مثل هذه اللقاءات في نشر ثقافة اللاعنف، والحد من ظاهرة العنف لدى الأطفال، منوها للدور الكبير والمسؤولية التي تقع على كاهل الاهل في توجيه اطفالهم.

واضاف حنون، ان المدرسة تواصل برنامجها في الحد من العنف والذي بداته قبل ثلاث سنوات، وتضمن ندوات ومحاضرات ونشاطات لامنهجية، بالاضافة الى تحفيز الطلاب وتكريم المميزين منهم.

وجرى خلال المحاضرة نقاش واستفسارات من قبل أولياء الأمور، الذين طالبوا وسائل الاعلام بمراعاة أخلاقيات المهنة في رسائلها الإعلامية وتهذيبها من العنف قدر الامكان وتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع.