وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يؤكد على ضرورة التصدي بحزم لكل أشكال التطرف وتوظيف الدين

نشر بتاريخ: 20/04/2011 ( آخر تحديث: 21/04/2011 الساعة: 09:59 )
رام الله - معا - أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض على ضرورة التصدي بحزم لكل أشكال التطرف، ومحاولات توظيف الدين كغطاء أو مبرر للانغلاق والتعصب، أو للترويج لثقافة العنف، والقمع والاقصاء في المجتمع الفلسطيني.

وكان رئيس الوزراء يتحدث في افتتاح فعاليات مؤتمر بلعين السادس للمقاومة الشعبية، الذي حمل اسم المتضامن الايطالي الذي قتل في قطاع غزة "فيتوري اريغوني"، وأقيم في قرية بلعين، بحضور أعداد كبيرة من الوزراء وممثلي الاتحاد الأوروبي والقناصل العرب والأجانب ومتضامنين أجاني وإسرائيليين.

وأضاف فياض: إن قتل المتضامن الايطالي ضحية يد الغدر والتطرف الأعمى، والمنطلق من امتطاء رؤية استعلائية قائمة على احتكار المعرفة والحقيقة والفضيلة تحت غطاء الدين، وأؤكد على ادانتي الشديدة لجريمة قتل المناضل الاممي فيتوريو، وأقدم أعز التعازي لعائلته وواصدقائه ولحركة التضامن الدولية وشعب ايطاليا وحكومته، وهذه الجريمة البشعة تعتبر جريمة همجية ولا أخلاقية، وهي مرفوضة بكل المعايير".

وأبدى ثقته بأن الشعب الفلسطيني الذي عبر عن إدانته ورفضه لجريمة قتل المتضامن لن يسمح للقتلة بتشويه قيمه ومبادئه وأخلاقه، ولن يستسلم أبداً للفكر الانعزالي المقيت، بل رأى أن الشعب مصمم على مواصلة التقدم لبناء مستقبله على أساس قيم الانفتاح على كل شعوب العالم وثقافاته.

وأكد فياض أن المقاومة الشعبية السلمية شكلت تعبيراً واضحاً عن رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال وطغيانه، واستيطانه وجدرانه، وكل ممارساته ضد تطلعاته نحو الحرية والانعتاق، كما أنها عكست القدرة الكبيرة للشعب على الصمود، ووفرت الحاضنة لأوسع مشاركة شعبية في النضال ضد الاحتلال، كما أنها أعادت الاعتبار للنضال الوطني، وأسقطت كل محاولات إلصاقه بالإرهاب، بهدف المس بعدالة قضيته، وبحقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

وأضاف: في سياق برنامج عملنا فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة مثلت المقاومة السلمية، إلى جانب الجهد الوطني المبذول لإكمال الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين والانخراط الشعبي الواسع في تحقيقها، مسارين متلازمين عضويا يدعمان النضال السياسي، الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، لحشد الدعم لعدالة قضيتنا وحقوق شعبنا للخلاص من نير الاحتلال وطغيانه ونيل حريته واستقلاله وإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد أن السلطة الوطنية استكملت جاهزيتها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وهذا ما أكدته تقارير المؤسسات الدولية المختصة، بما فيها الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والتي أشادت جميعها بأداء السلطة، وبكفاءة عمل مؤسساتها، واكتمال جاهزيتها للإدارة الدولة ذات الكفاءة العالية على صعيد الحكم والإدارة وتقديم الخدمات للمواطنين.

وشدد رئيس الوزراء على أن هذا الإقرار الدولي يشكل شهادة ميلاد لحقيقة الدولة الفلسطينية، ويعتبر أداة إضافية لنضالنا المتواصل لتجسيد هذه الدولة وترسيخها، ورأى أن إقرار المجتمع الدولي باكتمال جاهزية السلطة الوطنية لإقامة الدولة، وإقراره بأن تعثر جهود التنمية المستدامة ناجم عن الاحتلال الإسرائيلي والعقبات التي يفرضها، يبرز حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل العقبة الأساسية أمام تجسيد الدولة على الأرض، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة تحمله لمسؤولياته المباشرة في الوفاء باستحقاق سبتمبر، وما يتطلبه ذلك من ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة تلزم إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كامل الأرض المحتلة.

من جهته، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، في كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الولايات المتحدة الأميركية بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر بمصالح إسرائيل.

وأضاف: لقد أفجعت أميركا العالم كله، عندما كانت الدولة الوحيدة التي صوتت ضد مشروع قرار يدين الاستيطان في الأرض المحتلة، وعليها الآن أن تتوقف عن الكيل بمكيالين، والتوقف عن الانصياع لرغبات التطرف الإسرائيلي.

وأكد زكي أن السلطة الآن أمام استحقاقات شهر أيلول، وأضاف: إذا حل ذاك التاريخ واستمرت سياسة التطرف والاحتلال، وأغلقت الولايات المتحدة الطريق أمامنا لإقامة دولتنا المستقلة عبر الفيتو، فإن شعبنا سيتوحد إمّا في دولة تضم جميع أبنائه، وإما في الثورة".

وأشار إلى أن إقامة الدولة في أيلول تم التوافق عليه، من خلال اعتراف الرباعية الدولية بذلك قبل عامين، عندما أكدت أن المفاوضات يجب أن تنتهي بعد عامين وأن تقام الدولة، وحديث الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرورة أن تمثل دولة فلسطين في الأمم المتحدة في ذلك الموعد، وجاهزية السلطة الوطنية ومؤسساتها لإقامة الدولة.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يعشق السلام ويحب الحياة في الأرض التي خرج منها السيد المسيح الداعي إلى المحبة والسلام، وهو ما لم يتحقق بعد عشرين عاماً من حوار لا طائل منه مع الاحتلال.
|126610|

وأضاف: نحن الآن نسير بالاتجاه الصحيح خلف القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس ورئيس الوزراء اللذين أظهرا للعالم شجاعة الشعب الفلسطيني وحبه للحياة، في مقابل قيادات إسرائيلية متطرفة لا تعرف إلا البطش والتطرف، من أمثال نتنياهو وليبرمان.

وأكد زكي أن قرية بلعين أرست تقليداً في المقاومة الشعبية، وأثبت أن الشعب المناضل لا يلين لبطش الاحتلال المدجج بأقوى الترسانات العسكرية التي مكنته من احتلال الأرض.

وأكد أن تضحيات الشعب الفلسطيني والمتضامنون الأجانب، أثبتت أن هذه المقاومة ظاهرة تستحق الاحترام، وأن استشهاد المتضامنين أمثال راشيل كوري، وفيتوريو أريغوني هو تأكيد على عدالة مطالبنا وشرعية حقوقنا في إقامة الدولة.

وتابع: إن المنطقة من المحيط إلى الخليج تشهد تقدما كبيرا للمطالبة بالحرية والديمقراطية، وأنا أقول لمن يتحدثون عن دعم الديمقراطية والحريات، إن الشعب الفلسطيني هو من أكثر الشعوب التي ناضلت وقدمت من أجل هذه الحرية والديمقراطية.
|126609|

وأعربت ساندي كوري، والدة المتضامنة الأميركية راشيل كوري عن تضارب مشاعرها بين الحزن على اغتيال اريغوني والسعادة برؤية الأعداد الكبيرة من المتضامنين من جنسيات عديدة يعربوا عن تضامنهم مع قضية فلسطين.

ورأت أن تجربة المقاومة السلمية باتت تلهم العالم أجمع، مؤكدة وقوف العديد من قطاعات الشعب الفلسطيني مع القضية الفلسطينية، ويطالبون الادارة الامريكية بوقف دعم الاحتلال لأرض فلسطين.

واستغربت كوري من عدم تقديم إسرائيل اعتذار لأسرتها رغم مرور خمس سنوات على عملية اغتيال ابنتها في رفح تحت جرافة اسرائيلية بدم بارد.
|126607|
|126608|