|
تأهب أمني "للجمعة العظيمة" بسوريا
نشر بتاريخ: 22/04/2011 ( آخر تحديث: 22/04/2011 الساعة: 10:52 )
بيت لحم-معا- واصلت المواقع الاجتماعية على الإنترنت نشر دعوات إلى الخروج اليوم في مظاهرات احتجاج حاشدة في مختلف أنحاء سوريا بما أسموه "الجمعة العظيمة"، في تحد للسلطات التي حذرت من التظاهر وعززت انتشارها الأمني بمختلف مدن البلاد.
وقد تكون الاستجابة لهذه الدعوات اختبارا لقرارات رئاسية حاولت امتصاص الغضب المتصاعد، وأبرزها إلغاء حالة الطوارئ الذي اعتبره معارضون "عديم الجدوى". وجدد ناشطون على الشبكة العنكبوتية دعوتهم للسوريين بمختلف طوائفهم إلى التظاهر اليوم في ما أسموه يوم "الجمعة العظيمة"، غير عابئين بدعوة السلطات إلى الامتناع عن ذلك. ويبين شعار الدعوة للتظاهر لأول مرة بشكل واضح جرس الكنيسة بين قبتي مسجد، تأكيدا لنص الدعوة الذي يحض السوريين بمختلف طوائفهم على التظاهر مع نص مرافق للصورة "معا نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد". وأوضح منظمو الحركة الاحتجاجية على صفحتهم في فيسبوك أن "هذه الجمعة سميت بالجمعة العظيمة بناء على طلب الشباب ووفاء لأهلنا مسيحيي درعا وحمص والبيضة وكل سوريا البواسل الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة". واستباقا لهذه المظاهرات تواصلت احتجاجات بسيطة في مناطق سورية، بالتزامن مع انتشار مكثف للأمن في بعض المحافظات والمناطق في إطار ما يوصف بعملية تحد بين المحتجين والسلطات. وشهدت مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا أمس مظاهرة شارك فيها العشرات أمام جامعة الحسكة، مرددين شعارات تنادي بالحرية وتعبر عن التضامن مع المدن السورية الأخرى التي شهدت احتجاجات دامية، وفق ما نقلته رويترز عن شهود عيان. في غضون ذلك قال ناشط حقوقي لرويترز إن شاحنات تحمل جنودا وعربات عسكرية مجهزة بالمدافع الرشاشة شوهدت مساء أمس تتجه من دمشق نحو مدينة حمص وسط البلاد والتي بدأت تتحول إلى إحدى المعاقل الجديدة للاحتجاجات. ونظم السكان دوريات في أحياء المدينة بعد مقتل 21 شخصا برصاص قوات الأمن ومسلحين يعرفون باسم "الشبيحة" يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. كما قال شهود إن جنودا في مجموعات من خمسة يقومون بدوريات ليلية راجلة في شوارع حمص. وقال تعليق كتب على صفحة للاحتجاجات في موقع فيسبوك إن المحتجين عازمون على مواصلة التظاهر السلمي والسعي نحو الحرية، وإنهم مبتهجون لسقوط قانون الطوارئ "الذي لم يرفع ولكنه أسقط". وصادق الرئيس السوري بشار الأسد أمس على ثلاثة مراسيم بإنهاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي. وكان مجلس الوزراء السوري قد أقر الثلاثاء الماضي مشاريع المراسيم الثلاثة، وهي مطالب كانت واضحة في المظاهرات التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي للمطالبة بالحرية. من جانبه قال عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق والذي انشق عن النظام وفر إلى باريس عام 2005، في تصريحات صحفية نشرت أمس إن الحملة العنيفة التي يشنها الأسد على المتظاهرين الداعين للديمقراطية ستؤدي إلى إسقاطه في نهاية المطاف. أما ناشط الإنترنت السوري ملاذ عمران الذي أصبح أحد أبرز رموز الاحتجاجات، فاعتبر أن "رفع قانون الطوارئ لا يغير أي شيء لأن أجهزة الأمن لا تخضع لأي قانون.. اليوم الشعب السوري فاقد الثقة كليا بالنظام". وقال عمران وهو اسم الشهرة على الإنترنت لرامي نخلة -الذي غادر سوريا خفية قبل عدة أشهر إلى بيروت بعدما علم بصدور قرار باعتقاله- لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات لا تفيد أبدا"، معتبرا أن الحكومة "لا تقوم إلا بتنفيذ أوامر أجهزة المخابرات". من جهتها دعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات إلى عدم قمع مظاهرات اليوم والتي قد تكون بحسب هاتين المنظمتين "أكبر مظاهرات تشهدها البلاد حتى الآن". وبحسب منظمة العفو فإن 228 شخصا على الأقل قتلوا منذ منتصف مارس/آذار في سوريا، وإن يوم الجمعة "سيشكل اختبارا حقيقيا لصدقية الحكومة في ما يتعلق بتطبيق الإصلاحات". وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي موجة احتجاجات ومظاهرات تطالب بالحرية، انطلقت محدودة في دمشق ثم مدينة درعا الجنوبية وامتدت إلى مختلف المحافظات. |