وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البروفيسور محمد يونس يتحدث عن تجربة بنــك الفقـــــــراء - بنك جرامين في بنجلاديش- في التخفيف من حدة الفقر

نشر بتاريخ: 14/09/2006 ( آخر تحديث: 14/09/2006 الساعة: 16:08 )
بيت لحم - معا - في إطار التعاون القائم بين البنك الإسلامي للتنمية وبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع ، ألقى البروفيسور محمد يونس ، رئيس بنك جرامين، ومقره في بنجلاديش، محاضرة بعنوان: تجربة بنك جرامين في التخفيف من حدة الفقر، وذلك في مقر البنك الاسلامي للتنمةي في جدة.

تحدث الدكتور أحمد محمد علي ، رئيس البنك الإسلامي للتنمية مرحباً بالسادة الحضور ، وبالبروفيسور محمد يونس ، مؤسس بنك جرامين الذي قدم تجربة فريدة من نوعها باتت تُدرس في كافة أنحاء العالم ، ومشيراً إلى أن بنك جرامين قدم قروضا بأكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي لملايين الفقراء في أرجاء العالم بدون أي ضمانات بنكية ، وأضاف أن 96% من عملاء البنك هم من النساء ، وأن بنك جرامين أنشأ العديد من شركات الخدمات العامة وشركات الإنتاج في بنجلاديش لتحقيق هدف واحد ألا وهو القضاء على الفقر ، وأن هذا البنك قد نجح بالفعل في تكوين طبقة عريضة من سيدات الأعمال اللواتي بدأن من الصفر .

وتحدث بعد ذلك البروفيسور محمد يونس ، معبراً عن شكره للبنك الإسلامي للتنمية ولمؤسسة عبدا للطيف جميل ، على إتاحة هذه الفرصة لعرض تجربته . وأشار إلى أن تجربة بنك جرامين تتلخص في تحويل قدر صغير من الأموال إلى شئ عظيم ذو قيمة ونفع للمجتمع ، وأن المستفيدين من قروض بنك جرامين حتى الآن قد بلغوا أكثر من (7.5) مليون عميل ، وأنه من المتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من (13) مليون عميل . وأضاف أن بنك جرامين قد حقق هدفه الذي سعى جاهدا من أجل تحقيقه ألا وهو إفادة مائة مليون أسرة فقيرة من خدماته في شتى أنحاء العالم ، وأوضح أن الأمم المتحدة قد سبق وأصدرت قراراً بهذه المناسبة احتفاءً بتجربة بنك جرامين واعتبار عام 2005م عاماً عالميا لمحاربة الفقر على مستوى العالم.

وأشار البروفيسور يونس ، إلى قلة المستفيدين من خدمات بنك جرامين في الدول الإسلامية والدول العربية ، وأن البنك يطمح لمضاعفة عدد المستفيدين من خدماته في هذه الدول .مؤكدا أن جميع العملاء (وكلهم من الفقراء) يسددون الديون المستحقة عليهم للبنك دون تأخير . وأن قروض البنك السنوية تصل إلى نحو (800) مليون دولار أمريكي ، وأن بنك جرامين قد بادر هذا العام (2006م) بالذهاب للفقراء في أماكن تواجدهم في بنجلاديش في أكثر من (70) ألف قرية ، لتقديم خدماته لهؤلاء الفقراء ، وعدم الاكتفاء بانتظارهم حتى يأتوا إلى البنك .

وأضاف البروفيسور يونس ، أن بنك جرامين قد سعى لخدمة فئة المتسولين في بنجلاديش والاستفادة من خدماتهم كمندوبي تسويق ومبيعات بحكم تجوالهم الدائم ، وأن لدى بنك جرامين حالياً أكثر من (80) ألف متسول ، تم تأهيلهم إلى مقترضين في إطار هذا البرنامج . كما أكد اهتمام بنك جرامين بتشجيع الأطفال الفقراء للالتحاق بالمدارس واستكمال تعليمهم ، وأن البنك قد قدم حتى الآن أكثر من (28) ألف منحة دراسية ، وأن هناك أكثر من (12) ألف طالب وطالبة في مجالي الطب والهندسة يدرسون حاليا في نطاق هذا البرنامج ، وأن نحو ستة آلاف طالب وطالبة يحملون الآن شهادة الدكتوراه، قد تخرجوا بالفعل من هذا البرنامج .

وبالإضافة إلى اهتمامه بالتعليم ، أكد البروفيسور يونس اهتمام بنك جرامين كذلك بتحسين مستوى معيشة الفرد من حيث الصحة والغذاء ، وذلك عن طريق إنشاء مستشفيات ومشاريع إنتاجية غذائية في بنجلاديش بهدف القضاء على الأمراض وتحقيق الأمن الغذائي.

وختم البرفيسور يونس كلمته بالتأكيد على أن طموح بنك جرامين يتمثل في القضاء على الفقر والجهل والمرض وتوفير المعيشة الكريمة لبني الإنسان.

والبروفيسور محمد يونس ، أستاذ بارز في الاقتصاد ، حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير العالمية ، وهو من الشخصيات المعروفة عالميا في مجال تمويل المشاريع الصغيرة والإقراض المتناهي الصغر ومشاريع التنمية المستدامة . كما أن بنك جرامين ( الذي تأسس في عام 1976م ) يعتبر من المؤسسات الرائدة عالميا في مجال التخفيف من حدة الفقر ، وهو البنك الوحيد في العالم الذي يمتلكه الفقراء من إيداعاتهم الصغيرة ، ومقره مدينة دكا بجمهورية بنجلاديش.