|
اختتام اعمال مؤتمر الحكيم الفكري يدعوة لاستكمال بناء الحزب الثوري
نشر بتاريخ: 24/04/2011 ( آخر تحديث: 24/04/2011 الساعة: 19:52 )
غزة- معا- خلصت أعمال مؤتمر الحكيم الثقافي الفكري الأول إلى ضرورة استكمال حلم مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش في بناء الحزب الثوري، الذي يضطلع بمهمة تعبئة وتثوير وقيادة الجماهير الشعبية من أجل انجاز وتحقيق أهدافها في العودة والحرية والاستقلال.
ودعا المؤتمر في البيان الختامي الذي ألقاه عضو اللجنة المركزية وسام الفقعاوي على ضرورة استعادة البعد القومي للقضية الفلسطينية من خلال تفعيل وتطوير العلاقة الجدلية المتوازنة ما بين الوطني الفلسطيني والقومي العربي، التي عاش ومات الحكيم وهي تشكل هاجس أساسي له. وطالب المؤتمر بإعادة طرح موضوع أزمة حركة التحرر القومي العربي، على طاولة البحث، وتناولها بطريقة علمية موضوعية، من قبل القوى والأحزاب القومية العربية، إضافة للمفكرين والمثقفين القوميين، بما يعيد بناء هذه الحركة القومية ذات الأفق الاشتراكي. وشدد المؤتمر على ضرورة بذل المزيد من الجهد على الصعيد الفلسطيني من أجل إنهاء الانقسام السياسي والانقسام الحاصل في السلطة وعليها، واستعادة الوحدة الوطنية، وبناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة أننا ما زلنا نعيش مرحلة تحرر وطني وديمقراطي. وهذا يتطلب إجراء مراجعة شاملة لتجربة العمل الوطني الفلسطيني وصوغ استراتيجية وطنية متوافق عليها يكون في صلبها التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، وإعادة الاعتبار لكل أشكال مقاومة الاحتلال، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية بإعادة بناء مؤسساتها ( سياسياً.. وتنظيمياً.. وديمقراطياً) عبر مشاركة كافة القوى السياسية، ومغادرة نهج التفاوض وفق الأسس القائمة عليها ومرجعياتها. ودعا المؤنمر لتكريس الممارسة الديمقراطية داخلياً (في القوى والأحزاب الفلسطينية والجبهة الشعبية منها)، وعلى الصعيد الفلسطيني والعربي عموماً، بما يساهم في نشر أجواء الحوار واحترام الآراء وحق الاختلاف، ويقصي عقلية الهيمنة والاستئثار والتفرد ويجدد دماء أحزابنا وقوانا وشبابها. وتناولت أوراق العمل التي قدمها كل من عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، النائب جميل المجدلاوي، وعضو المكتب السياسي للجبهة د. مريم أبو دقة، والدكتور ناجي شراب بالنيابة عن المفكر اليساري والقومي أحمد بهاء شعبان، وكذلك رئيس شبكة المنظمات الأهلية محسن أبو رمضان بالنيابة عن عبد الغفار شكر، والأكاديمي د. ناصر أبو العطا عن المفكر اليساري والعربي البارز سلامة كيلة، وعضو اللجنة المركزية الفرعية، وعضو اللجنة الثقافية لفرع غزة ناصر شبات عن المفكر اليساري القومي، البروفيسور د. جلبير الأشقر. وتناولت الورقة الأولى للمجدلاوي الوحدة الوطنية والنظام السياسي الفلسطيني في فكر الحكيم، فيما تحدثت أبو دقة عن الحكيم والديمقراطية، أما شعبان فتحدث عن ما اسماه جورج المصري، لافتاً إلى رؤية الحكيم الوطنية والقومية لدور مصر الرئيس بالصراع العربي "الصهيوني". وأكد المجدلاوي أنه يصعب الفصل أو التمييز بين رؤية الحكيم لمختلف جوانب القضية الفلسطينية ورؤية ومواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أسسها وقادها على امتداد ثلث قرن من الزمان، لافتاً إلى الوثيقة الصادرة عن المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية الذي انعقد في شباط 1969 والمعروفة بالإستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة التي تشكل الأساس ونقطة الانطلاق التي حكمت مواقف وسياسات الجبهة بشكل عام بما في ذلك رؤيتها للوحدة الوطنية ولمنظمة التحرير الفلسطينية، ولقد كانت مواقف الجبهة تتعدد ارتباطا بالمستجدات وحركة الواقع، إلا أن الناظم والمحدد لكل ذلك هو الرؤية التي تضمنتها الإستراتيجية السياسية والتنظيمية. وتحدث المجدلاوي مطولاً عن رؤية الجبهة والحكيم المتداخلتان في الكثير من القضايا بدءاً من انطلاقة الجبهة التي أرادها القائد حبش موحدة، انتهاءً برفضه الدائم لأي اقتتال داخلي. بدورها، تحدث د. أبو دقة عن الحكيم الانسان، وديموقراطيته، وانحيازه الكامل للمرأة على قاعدة المساواة الانسانية والنضالية، مذكرة بأن الحكيم تعرض لنوبة قلبية للمرة الثانية أثناء تأبينه للمناضلة تغريد البطمة من شدة تأثره، وإحساسه المرهف والعالي بمناضلات شعبنا. وكذلك تحدث د. شراب في ورقة شعبان عن العلاقة المميزة التي ربطت الحكيم بمصر القومية، وادراكاً لدورها الرائد في القضية الفلسطينية، مشددا أن الحكيم كان سباقاً في فكره عن واقعه، لذا لم يستطع هذا الواقع استيعاب الكثير من فكره المتقدم حتى الآن. وفي الجلسة الثانية، تحدث الأستاذ محسن أبو رمضان في ورقة أ. عبد الغفار شكر عن اليسار ومستقبل الديمقراطية في الوطن العربي، شدد خلالها على أن الديمقراطية هى المخرج الأساسى للشعوب العربية مما تعانيه حاليا من مشاكل وأزمات، فلا يمكن بدون الديمقراطية الحديث عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أو التطلع إلى تحديث حقيقى للمجتمع، أو توفير العدالة الاجتماعية، أو تعميق المشاركة الشعبية، أو الحد من مخاطر الوجود الصهيونى والهيمنة الأمريكية، ورغم الجهود المضنية والتضحيات الكبيرة والمعاناة الشديدة فإن آمال العرب تحطمت أكثر من مرة على صخرة الاستبداد والحكم الفردى. واعتبر الأستاذ شكر أن المهمة الأساسية للقوى التقدمية فى المحيط هى فرض البعد الديمقراطى الغائب، وليس من أجل إحلال هذا البعد محل البعد الوطنى والشعبى، بل تقويتهما معا. لافتاً أن أطروحة التحرر الوطنى القديمة تجاهلت إلى حد كبير البعد الديمقراطي الضروري من أجل دفع التقدم الشعبى. من جهته، تحدث الدكتور ناصر أبو العطا، في ورقة الأستاذ سلامة كيلة التي جاءت بعنوان " القومية والماركسية في ذكرى رحيل الحكيم" ، عن أن الماركسية المنتصرة كانت دوماً تعنى بالمسألة القومية. حيث كانت تطرح حلاً لها. ولم تكن ترى مشروع الطبقة العاملة إلا في إطار الأمة. ولهذا تسمى مشروعها العالمي بـ: الأممي، وليس بالعالمي. فهي تنطلق من أن العالم هو عالم أمم، وليس عالم أفراد. وبالتالي كانت تؤسس مشروعها الطبقي كمشروع "قومي" (لكن ليس بالمعنى البرجوازي كما أشار ماركس/إنجلز في "البيان الشيوعي").. من جانبه، تحدث ناصر شبات، بالورقة الختامية للمؤتمر بالنيابة عن البروفسير أشقر التي جاءت بعنوان الموقف الأممي من الجبهة الشعبية، الذي أكد فيها أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش قد لعبت دوراً رائداً في رسم الملامح الأولى لنهج أممي للنضال التحرري الفلسطيني من داخل حركة الكفاح المسلّح الفلسطيني. |