وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الغابة الأمنية".. حجب لرؤية المقاومة أم استعداد للمواجهة؟

نشر بتاريخ: 27/04/2011 ( آخر تحديث: 27/04/2011 الساعة: 15:22 )
غزة- خاص "معا"- "القبة الفولاذية"، "معطف الريح"، "الحزام الأمني" وأخيرا "الغابة الأمنية"، منظومات عسكرية نصبتها إسرائيل لصد صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية على البلدات وآليات الجيش المتمركزة على الحدود مع قطاع غزة.

مشروع إسرائيل الجديد "الغابة الأمنية" الذي بدأت بتنفيذه وهو عبارة عن زرع أشجار على حدود قطاع غزة بهدف حجب الرؤية أمام عناصر المقاومة الفلسطينية التي باتت تستخدم صواريخ مضادة للدبابات والتي ستستغرق (الخطة) أعواماً عدة حتى تنمو الأشجار بشكل كاف لتصبح فعّالة في حجب الرؤية والتي تبلغ تكلفتها نحو مليوني دولار.

السؤال الذي يطرح نفسه هل "الغابة الأمنية" ستنجح في صد صواريخ المقاومة أم ستفشل؟.

"معا" تحدثت مع ناطقين باسم أجنحة عسكرية فلسطينية ومختصون في الشأن الإسرائيلي الذين أكدوا أن كل المنظومات التي تضعها إسرائيل لن تمنع المقاومة من الوصول لأهدافها وستفشل كما فشلت كل المنظومات السابقة، وان "الغابة الأمنية" على الحدود الشرقية تبرهن على مدى حالة الإرباك والخوف الشديدين التي يعيشها جنوده.

بينما رأى محلل ومختص بالشؤون الإسرائيلية أن "الغابة الأمنية" تأتي تحضيرا لمواجهة عسكرية قادمة لا محالة مع الفلسطينيين.

وقال الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل تحاول التجهيز بكل الإمكانيات والقدرات العسكرية والميدانية لمجابهة قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة، وان الجيش الإسرائيلي على قناعة أن المواجهة مع الفلسطينيين قادمة لا محالة، مؤكدا أن إسرائيل تريد أن تستعد بكل قوة للمواجهة القادمة.

واضاف أبو عامر أن الإسرائيليين على قناعة أن الفلسطينيين في حالة تطوير لقدراتهم العسكرية، مشيرا أنهم يرون أن المنظومات الدفاعية وغيرها كلها وسائل ومحاولة لصد القذائف الفلسطينية.

ورأى المختص بالشؤون الإسرائيلية أن كل هذه التجهيزات هي تحضيرات إسرائيلية لمواجهة عسكرية قادمة لا محالة مع الفلسطينيين، موضحا أن الغابة الأمنية وغيرها قد لا يكون لها تبعات ونتائج ميدانية لحظية على مدار الساعة خاصة أنها بحاجة الى سنوات لتكون جاهزة وتؤدي الوظيفة الأمنية المناطة بها لمحاولة تشويش على رؤية المقاومة.

وتابع أبو عامر حديثه: "أيضا تعطي إشارة واضحة إن الإسرائيليين يحاولوا أن يهدوا من روع مواطنيهم ويقدموا بعض الحلول المعنوية والضمنية لهم في ظل حالة العجز الإسرائيلي الرسمي أمام الفلسطينيين وخاصة أن هناك بعض الأهداف الإستراتيجية جنوب وشرق القطاع تشكل أهداف مفضلة لقوى المقاومة في حال أي مواجهة بين الطرفين".

وأردف: "لا شك أن حمى المواجهة بين الطرفين يجعل الإسرائيليين في حالة إنتاج كل ما هو جديد في عالم الصناعات العسكرية والتقنية والأمنية لمجابهة الفلسطينيين، كما هم الفلسطينيين بالذات في هذه المرحلة"، مشيرا إلى حالة السجال الميداني على مدار الساعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومحاولة كل منهم أن ينتج وسائل عسكرية مضادة في المقابل لمحاولة تسجيل نقاط إضافية في ساحة الميدان.

وتوقع أبو عامر إذا ما قدر للمواجهة العسكرية بين الطرفين أن تأخذ أبعادا عسكرية ميدانية كبيرة طويلة المدى وسنكون على مشرفة رؤية انتاجات عسكرية خاصة أن الإسرائيليين يتابعون كل الصناعات العسكرية والأمريكية وغيرها ويحاولوا أن ينقلوها أو يحاكونها بالواقع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

وذكر موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز" الالكتروني إن اسرائيل شرعت في الخطوات عقب تأكدها من امتلاك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لصواريخ (كورنيت) المضادة للدبابات واستخدامها في ضرب أهداف أخرى، كما حدث قبل أسابيع عندما ضرب صاروخ مضاد للدبابات حافلة ركاب مدارس عبرية بالقرب من حدود غزة ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى اسرائيليين.

واكدت الوية الناصر صلاح الدين الذارع العسكري للجان المقاومة في فلسطين إن المقاومة متواصلة ومستمرة رغم الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، مؤكدةً على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل الطرق والوسائل.

وقال أبو عطايا الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين لـ "معا" إن شروع الاحتلال في إقامة "الغابة الامنية" على الحدود الشرقية لقطاع غزة يبرهن على مدى حالة الإرباك والخوف الشديدين التي يعيشها جنوده بعد تمكن المقاومة من استهداف حافلة للاحتلال قرب دوار سعد شرق قطاع غزة قبل أسابيع.

وأكد أبو عطايا أن فصائل المقاومة لن يمنعها أي من إجراءات الاحتلال، موضحا أن ألوية الناصر لديها طرقها وتكتيكاتها الخاصة للوصول إلى أهداف ومواقع الاحتلال سواء كانت بعيد أو قريبة من حدود قطاع غزة، مستدركا بالقول: "تمكنا في كثير من العمليات من تحطيم ما يسمى بـ "نظريات الأمن العسكرية"، حيث كان لنا السبق في تحطيم نظرية تحصين المركافاه التي تهاوت على أيدي مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين وكذلك اختراق صفوف الاحتلال في عدد كثير من العمليات الاستشهادية التي نفذتها ألوية الناصر وعلى الاحتلال أن يفهم ذلك جيداً".

ووصف الناطق باسم الألوية الإجراءات الإسرائيلية بالضعيفة ولن تجلب الأمن لجنوده ومواطنيه.

أما "أبو خالد" الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يقول ان المحاولات الإسرائيلية لوقف صورايخ المقاومة أكدت فشلها الذريع وذلك من خلال استخدام الاحتلال الإسرائيلي كافة إمكانياته في التكنولوجيا العسكرية المتطورة والتي كان أخرها القبة الحديدية والتي اعترف العدو الإسرائيلي أنها فشلت بصد صورايخ المقاومة.

وأكد أبو خالد لـ"معا" ان ما يسمى بـ "الغابة الأمنية" على طول حدود قطاع غزة لن تمنع صورايخ المقاومة من الوصول إلى أهدافها، مؤكدا في الوقت نفسه أن الاحتلال الإسرائيلي وقف عاجزا في حماية مواقعه والبلدات المحاذية للقطاع من عمليات المقاومة، وان أي تكنولوجيا عسكرية إسرائيلية لن تكون عائقا أمام صورايخ المقاومة وعملياتها.

ولفت الناطق باسم الكتائب أن نجاح عمليات المقاومة هي من أجبرت الاحتلال الإسرائيلي بالتفكير في إنشاء الغابة الأمنية وغيرها من التكنولوجيا المتطورة.

في يناير 2010 أعلنت إسرائيل أنها أتمت بنجاح اختبار نظام مضاد للصواريخ من شأنه أن يوفر لها حماية فعالة من الصواريخ التي يملكها كل من حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

وأفادت وزارة الجيش الإسرائيلية أن هذا النظام الذي أطلقت عليه اسم "القبة الفولاذية" يراد منه اعتراض الصواريخ القصيرة المدى بشكل خاص والقذائف.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2008 ويناير/كانون الثاني 2009 شنت إسرائيل هجوما عسكريا كاسحا على قطاع غزة أسفر عن سقوط نحو 1400 شهيدا، قالت إنه يهدف إلى منع إطلاق الصواريخ.

اما في ديسمبر 2010 أعلنت إسرائيل عن نشر كتيبة دبابات في بداية عام 2011على حدود غزة مزودة بمنظومة "معطف الريح" للتصدي للصواريخ والقذائف التي يمكن أن تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية‏، ‏وتتألف المنظومة من رادار وأجهزة استشعار لكشف الصواريخ والقذائف المضادة للدروع وهوائيات دقيقة مركبة على جميع جوانب الدبابة‏,‏ ويعمل الرادار بزاوية‏360‏ درجة‏، وعند اقتراب الصاروخ أو المقذوف من الدبابة يلتقط الرادار الإشارة وينقلها إلى كمبيوتر داخلي يقوم بدوره بتحديد الزاوية والإحداثيات والوقت الأمثل لإطلاق شحنة ناسفة تدمر الصاروخ المعادي قبل أن يصل للدبابة‏.

‏وكانت الحكومة الاسرائيلية كانت قد صادقت على خطة تقضي بإقامة "حزام أمني" في شمال قطاع غزة، أي تحديد مساحة من الأراضي، على الأغلب تلك التي كانت مقامة عليها المستوطنات الإسرائيلية، التي جرى أخلاؤها، بالإضافة إلى مساحة واسعة محيطة بها يحظر فيها أي نشاط أو تحركات فلسطينية، حيث تعتزم إسرائيل استخدام أسلحتها جوا وبرا وبحرا، لمنع الفلسطينيين من التواجد في هذه المنطقة، بحجة عدم السماح بإطلاق صواريخ.