وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض:سنواصل النهوض بالمؤسسات المقدسية وتمكينها من القيام بمسؤولياتها

نشر بتاريخ: 27/04/2011 ( آخر تحديث: 27/04/2011 الساعة: 15:16 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء سلام فياض أن إقرار المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة في تقييم أداء السلطة الوطنية، كالأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، إزاء تنفيذ برنامج "فلسطين، إنهاء الاحتلال وإقامة الدول"'، يؤكد اكتمال الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين، ويُشكل أداة نضالية إضافية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في تصديه لممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه.

واعتبر رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي، هذا الإقرار إضافة نوعية هامة للجهد الوطني المبذول على كافة المستويات، الرسمية والأهلية، للوصول بالمشروع الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساسا في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وقال، "إن هذا الإقرار الدولي الذي أعلن عنه في اجتماع بروكسل قبل أسبوعين، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته المباشرة لإنهاء الاحتلال، وبهذا المعنى، فإنه يعني أيضا أننا بتنا أقرب ما نكون للحظة الخلاص من نير الاحتلال، ولتجسيد دولتنا وترسيخها واقعا على الأرض، فحقيقة دولة فلسطين وجاهزيتنا الوطنية لإقامتها، لم يعد بإمكان أحد أن يتجاهلها بعد اليوم".

وأضاف رئيس الوزراء" نعم، إن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التفاف شعبنا وانخراطه في تنفيذ خطة السلطة الوطنية، وهو يستدعي منا جميعا مواصلة الجهود لتطويره وتعميقه، الأمر الذي يتطلب منا أيضا العمل معا لحث الخطى وسد الثغرات، للبناء على ما تم تحقيقه من إنجازات في قطاعات متعددة، وما يستدعيه ذلك من استنهاض كامل الطاقات، وتعزيز الالتفاف الشعبي حول برنامج السلطة الوطنية، وتوسيع الانخراط في تنفيذه".

وقال: "إن الأولوية العليا أمامنا في هذا المجال تكمن في العمل الخلاق للتغلب على العقبات التي وضعها الاحتلال، للحيلولة دون تمكيننا من تحقيق هذا الهدف، وخاصة في مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين، وغني عن القول إن القدس بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، للنهوض بواقع المدينة وقدرة أهلها على الصمود في ظل استمرار إسرائيل في فرض سياسة الأمر الواقع، وتصعيد وتيرة الاستيطان بهدف تغيير معالم المدينة ونزعها من محيطها الفلسطيني".

وشدد فياض على أن السلطة الوطنية تسعى وبكل جهد في هذه المرحلة لتعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة من القدس، وقال "إذا كانت أولويات عملنا في مدينة القدس قد تركزت خلال العامين الماضيين على التصدي لسياسة الاحتلال وممارساته، وتعزيز صمود المدينة وأهلها، فنحن نسعى في هذه المرحلة، بل كلنا تصميم على تعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة في القدس، التي لن تكون إلا عاصمة أبدية لدولتنا المستقلة".

وأكد أن السلطة الوطنية تدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها المقدسيون، وقال "أتوجه إلى كل أبناء شعبنا في القدس، في البلدة القديمة .. وفي باب العمود... وسوق العطارين واللحامين... وخان الزيت.. وفي الشيخ جراح وسلوان، في جبل المكبر وصور باهر وبيت حنينا وواد الجوز، والعيسوية، وبيت صفافا، وشعفاط... وفي كل قرية ومخيم وضاحية في أكناف المدينة الصامدة بأزقتها وأهلها.. وأؤكد لهم أننا ندرك حجم المعاناة التي تتعرضون لها".

وأضاف "سلطتكم الوطنية معكم، وتقف إلى جانبكم. وستواصل العمل للنهوض بدور المؤسسات المقدسية، وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف المجالات وخاصة في قطاعات التعليم والصحة والحماية القانونية، وغيرها من المجالات، وتشجيعها على بلورة المزيد من المشاريع والمبادرات، لتوسيع مجالات عملنا في المدينة، والنهوض بواقعها ودور مؤسساتها، وبما يساهم في التصدي الفاعل لمحاولات مصادرة عروبتها، وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وتابع فياض "نعم، إننا مصممون على التدخل بشكل أكبر وأكثر فاعلية، ومن خلال المؤسسات المقدسية، وعبر علاقتها المباشرة مع المؤسسات الرسمية، لتحسين الخدمات المقدمة لأهلنا في القدس الشرقية".

ودعا رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي كافة وزارات ومؤسسات السلطة الوطنية خاصة الخدماتية منها، للتعاون والتنسيق التام مع المؤسسات المقدسية للتصدي لهذه المهمة الوطنية العليا، وفي كافة المجالات وعلى رأسها قطاع التعليم الذي يواجه في هذه الأيام المزيد من الإجراءات الإسرائيلية بهدف تقويض البعد الوطني في المناهج التعليمية لتكريس عزل القدس عن مشروعنا الوطني.

وشدد رئيس الوزراء على أن حماية مدينة القدس، وتعزيز صمود أهلها يتطلبان منا جميعا الارتقاء بمسؤولياتنا الوطنية لتوحيد جهودنا، ومواصلة العمل مع كل قوى الخير والعدل والسلام لترسيخ الحقائق الإيجابية على الأرض، حتى تنال القدس حريتها، وتستعيد مكانتها، ليس فقط عاصمة لدولة فلسطين، بل ورمزا للسلام والتعايش بين أديان وحضارات الشعوب المختلفة، وبين البشر جميعا، كما كانت دوما.

وهنأ رئيس الوزراء كافة المسيحيين وكل أبناء شعبنا لمناسبة عيد الفصح المجيد، وقال: "كلي أمل بأن نحتفل العام القادم -إن شاء الله- في كنيسة القيامة".

وأكد فياض الصمود الأسطوري لأبناء شعبنا ومقاومته الشعبية السلمية، اللذين باتا يجدان صداهما في كل مكان، ويعكسان نفسهيما على تطور الموقف الدولي المساند لحقوق شعبنا، وقال "اؤكد لأهلنا في القدس، ولكل أبناء شعبنا في كلِ مدينة وقرية ومخيم وخربة ومضرب بدو، أن صمودهم الأسطوري ومقاومتهم الشعبية السلمية باتا يجدان صداهما في كل مكان، ويعكسان نفسهما على تطور الموقف الدولي المساند لحقوق شعبنا'، وأضاف 'فشهادة المجتمع الدولي بحقيقة دولة فلسطين يضعه أمام استحقاق التدخل المباشر لإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

كما توجه رئيس الوزراء خلال حديثه بكلمة خاصة لأسرى القدس... وقال '"قول لهم أنتم، كما القدس، دائما في قلبنا لن يهدأ لنا بال حتى يُطلق سراحكم جميعا. ولن نقبل استمرار التمييز بحقكم، أو عزل ملفكم عن ملف الأسرى.. كما لن نقبل أن يتم عزل القدس ومستقبلها عن مستقبل دولة فلسطين المستقلة، فهي العاصمة الأبدية لدولتنا. وأنتم في القلب حتى تنالوا مع كافة الأسيرات والأسرى حريتكم".

وختم فياض حديثه بالقول "إنني على ثقة بأن شعبنا، وهو يتسلح بالأمل وإرادة البناء سيحقق أهدافه التي ضحى من أجلها وعانى الكثير على درب تحقيقها".