وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسئلة اسرائيلية امام اتفاق المصالح الفلسطينية؟

نشر بتاريخ: 27/04/2011 ( آخر تحديث: 28/04/2011 الساعة: 13:33 )
بيت لحم- معا- يحتوي اتفاق المصالحة الذي جرى توقيعه في القاهره على علامات استفهام اكثر منه علامات قراءة وفهم وتحليل هل قدم الطرف المصري وعدا بفتح معبر رفح؟ هل سيتم دمج حماس داخل الاجهزة الامنية الفلسطينية؟ هل سيتم اطلاق سراح غلعاد شاليط؟ لكن الشي الواضخ بان الاتفاق لا يقدم البشرى الجيدة لاسرائيل، بهذه التساؤلات والاختصارات قدم المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية"رني بن يشاي" الاتفاق الفلسطيني وتأثيراته على اسرائيل والاسئلة التي اعاد طرحها على القيادة الاسرائيلية من وجهة نظره.

واضاف بن يشاي: منذ ان سيطرت جماس على قطاع غزة في حزيران 2007 قامت مصر بالعديد من المحاولات لتحقيق المصالحة الفتحاوية الحمساوية والمصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن لكن هذه المحاولات لم تسجل نجاحا يذكر رغم اعلان طرفي الخلاف رغبتهما التامة بتحقيق المصالحة.

واشتكى ابو مازن خلال زيارته لتونس قبل اسبوعين من احباط حماس لجهود المصالحة رغم التعديلات التي ادخلها المصريون على الوثيقة التي سبق وان اقترحوها بما يحقق روحية مكاسب حماس.

لقد صدق ابو مازن حين قال بان ايران تبذل كل جهد ممكن لمنع المصالحة الفلسطينية لذلك اعتقد جميع الخبراء والمختصين في اسرائيل بما في ذلك خبراء مجتمع المخابرات والاستخبارات بان اتفاقا بين حماس وفتح لن يرى النور مطلقا ولن يجد طريقه للتوقيع وسادت هذه التوقعات حتى خلال الايام الاخيرة وحتى بعد خروج الجموع الفلسطينية الى شوارع غزة والضفة للمطالبة بالمصالحة.

ومن هنا كان حجم المفاجأة كبير جدا وحين اعلنت الاطراف الفلسطينية اليوم "الاربعاء" توصلها لاتفاق مصالحة تقف حكومة انتقالية ذات اهداف واضحة ومحددة في القلب منه وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية وجدت اسرائيل نفسها مجبرة على اعادت قراءتها وتقييمها للوضع بما في ذلك احتمالية ان يكون تنازلا مصريا كبيرا هو من فتح الطريق امام المصالحة وقد يكون هذا التنازل اعادة فتح معبر رفح امام الحركة الحرة للفلسطينيين والبضائع وتنازلا اخر قد يكون تعهدا مصريا بدعم مطالب حماس من الرئيس عباس مثل وقف عمليات القمع ضد بنيتها التحتية في الضفة الغربية وان يقدم تنازلا لحماس فيما يخص بقيادة وتركيبة منظمة التحرير وهذا لا يعدو كونه، توقعات لان تفاصيل الاتفاق الذي جرى توقيعه لا زالت تتدفق حتى الان.

هل سيتوقف التنسيق الامني؟

ان ما عطل في الماضي امكانية التوصل لاتفاق هو مطالبة حماس بان تنضم لمنظمة التحرير كقوة مساوية لمكانة حركة فتح وتشكل المنظمة مصدر الشرعية لكل الاتفاقيات التي وقعت والتي سيجري توقيعها مع اسرائيل ما سيمنح فعليا حماس القدرة على احباط أي اتفاقية قد يحاول ابو مازن التوصل اليها وسيمنح حماس سيطرة على الشارع الفلسطيني نهاية الامر، ونص اتفاق اليوم على انضمام حماس للمنظمة دون ان نعرف حتى الان وزن وحجم حماس داخل المنظمة.

نص الاتفاق على دمج حماس في اللجنة الامنية العليا وذلك في اعقاب مطالبة الحركة دمجها في صفوف اجهزة الامن في غزة والضفة واذا جرى هذا الامر فعليا وانضم رجال حماس الى صفوف اجهزة الامن سيعني هذا الامر نهاية التعاون الامني الفعال بين اسرائيل والسلطة وسيضع حدا لعمليات هذه الاجهزة ضد البنية التحيتة لحماس في الضفة الغربية ولهذا السبب بالتحديد نحتاج الى الوقت ومن المحتمل ان يكون هذا هو سبب مطالبة حماس تأجيل الانتخابات في الضفة وغزة مدة عام حتى تتمكن من اعادت بناء قواعدها.

ماذا سيستفيد ابو مازن؟

لقد نال الرئيس ابو مازن شرعيه جديدة لحكمه في الشارع الفلسطيني لان ولايته الرئاسية انتهت رسميا منذ فترة وبهذا الاتفاق اصبح ابو مازن رئيسا بكل معنى الكلمة حتى الانتخابات القادمة وهذا ما سيمكنه من الظهور امام الامم المتحدة كشريك شرعي يمثل فلسطين في الضفة وغزة والطلب منها الاعتراف بدولة فلسطينية وهذه ذات اهمية بالنسبة لابو مازن ورجاله الذين يخططون لطلب اعتراف اممي بدولتهم الفلسطينية المستقله في حدود 67 في ايلول القادم.