وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قلقيلية: ورشة عمل حول واقع الإعاقة في ظل الشراكة المجتمعية

نشر بتاريخ: 30/04/2011 ( آخر تحديث: 30/04/2011 الساعة: 20:10 )
قلقيلية- معا- اختتم برنامج التأهيل المجتمعي التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والإغاثة الطبية الفلسطينية، ورشة عمل في بلدية كفر ثلث بعنوان " دور البلديات والمؤسسات في دعم ذوي الإعاقة".

وبدأ اللقاء صباح يوم الخميس في قاعة بلدية كفر ثلث، بحضور رئيس البلدية حسين الصيفي، والمدير الاقليمي لبرنامج التأهيل المجتمعي الدكتور علام جرار، وعاملة التأهيل في البلدة عبير حواري، وعاملة التأهيل نهريز عوفي، ومنسقة برنامج التأهيل المجتمعي منتهى عودة، والمنسقة الميدانية لشبكة الأهالي أصوات ألفت قادوس.

ورحب رئيس بلدية كفر ثلث حسين الصيفي بالحضور شاكراً إياهم على اهتمامهم الواعي بالقضية المجتمعية الأبرز، "ذوي الاحتياجات الخاصة"، وممتدحاً الشراكة المتينة مع برنامج التأهيل المجتمعي، قائلاً: "بدأت عملي في البلدة وأنا أظن أن كفر ثلث لا تحتاج إلى شيء، لكن بعد اطلاعي على نتائج المسح الميداني الذي قام به برنامج التأهيل المجتمعي، والذي ظهر من خلاله أن 15% من العائلات لديها فرد يعاني من إعاقة ما، أدركت ماذا يعني أن يكون هناك برنامجا، أو جهة مجتمعية مسؤولة عن رعاية هذه الفئة، محققة للتكافل المجتمعي، ومساهمة في رفع نسبة الوعي بين أفراد المجتمع.

من جهته عبر الدكتور علام جرار عن سعادته بتفاعل سكان أهل كفر ثلث مع رؤية البرنامج، وإقبالهم على ورشة العمل التي تهدف إلى تعزيز الحوار المجتمعي حول الشراكة مع البلديات والمجالس المحلية، فحتى الآن أنجز البرنامج قرابة الثلاثين شراكة وهو يسعى الآن إلى مزيد من التغلغل في القرى والبلدات الفلسطينية ومد يد العون والمساعدة لذوي الإعاقة في مختلف المناطق، منوهاً أن الدراسات الأخيرة أشارت إلى أن نسبة ذوي الإعاقة بين السكان في مناطق الضفة والقطاع تصل إلى 12%، وهذه نسبة لا بأس بها، وتعكس واقع فئة مهمشة بالإمكان دمجها، ورفع مستواها وتحويلها إلى شريحة نشطة مساهمة في نهضة المجتمع ككل.

وعن تاريخ الشراكة مع بلدية كفر ثلث، أضاف الدكتور جرار: " بدأنا منذ 12 سنة العمل بشكل فردي في البلدة، نجري المسوح الميدانية، ونستمد الدعم من جمعية الإغاثة الطبية والهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية أصدقاء المريض في مناطق مختلفة، ومع إيماننا المطلق أن مسؤوليات البلدية لا تقف أمام الماء والكهرباء وشق الطرق، فالبلدية أم وحاضنة لأبنائها، ارتأينا أن نتوجه لها لمشاركتنا مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه ذوي الاعاقة، وها نحن الآن ومنذ 2009، نسير مع بلدية كفر ثلث في خط شراكة قوي، يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ويرفع من شأنهم، يواصل متابعتهم، يسعى لدمجهم، وتوفير المساعدة لهم.

وبعد ذلك تحدثت عاملة التأهيل في البلدة عبير حواري عن الخدمات التي قدمها البرنامج، ومن بينها انشاء قاعدة بيانات شاملة تعد مرجعاً أصيلاً عن واقع ذوي الإعاقة في البلدة، وذلك بعد عملية مسح ميداني شامل لكل البيوت والعائلات هناك، ومن ثم البدء بمتابعة العمل مع ذوي الإعاقة من خلال الزيارات المنزلية الدائمة، وتحديد الاحتياجات وتقديم العون، والتدريب، والتحويل، والمتابعة على أساسها، إضافة للتواصل مع المراكز الصحية والعلاجية لتوفير الأجهزة المساعدة والأدوية، والعلاج الطبيعي المناسب، ومتابعة التحويلات التي تتم للمراكز الصحية. إضافة إلى عدد من الأنشطة المجتمعية الترفيهية مثل الأيام المفتوحة، والرحلات، والمخيمات الصيفية، وإحياء المناسبات الوطنية المختلفة، وتكوين مجموعات المتطوعين من ذوي الإعاقة والشباب النشيط في البلدة لتحقيق الدمج المدرسي والمجتمعي.

تلا ذلك كلمة الأهالي، قدمتها أم عبد الله، تحدثت خلالها عن طفلتها التي بقيت فترة طويلة بعيدة عن الرعاية والدعم الصحي، ومن ثم قام برنامج التأهيل المجتمعي بمد يد العون لها، وتحويلها لعدد من المراكز الصحية، ومتابعة حالتها.

وتحدثت أم علاء عن طفلها يزن، فقالت: "أريد لطفلي أن يكون شخصاً نافعاً في المجتمع، تماماً كأخوته، وهذا ما أنا متأكدة من تحقيقه، كنا نظن أن يزن يعاني من إعاقة عقلية، لكن الفحوصات التي أجرتها الدكتورة إيلينا العايدي كشفت لنا أنه يعاني من ترسبات كلسية تؤثر على حركة العضلات، وتضعف نموه، من خلال برنامج التأهيل المجتمعي حولناه إلى عدد من الأطباء، وحظينا بمتابعة مستمرة مع الدكتورة العايدي، استطاع خلالها طفلي يزن أن يصل للصف السابع بنجاح، يستطيع القراءة والكتابة والرسم أيضاً، وقد ازداد طوله وتحسن وضعه كثيراً.