وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: لا تخافوا وأنتم تدافعون عن الوحدة والحرية والقيم السامية

نشر بتاريخ: 01/05/2011 ( آخر تحديث: 01/05/2011 الساعة: 20:26 )
بيت لحم-معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، على أن تلويح الحكومة الإسرائيلية بتجميد تحويل المستحقات الضريبية للسلطة الوطنية، لن تثني شعبنا عن المضي قدماً في إنهاء ملف الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة

وقال "لن تثنينا هذه الإجراءات الإسرائيلية عن كل جهد ممكن من أجل الإسراع في إنجاز ملف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكن أيا كانت هذه الإجراءات أو الخطوات أو التهديدات.

وأضاف فياض "إن إنهاء الانقسام وإنجاز ملف المصالحة هو هدف لنا، ويجب توحيد الجهود ومضاعفتها من أجل انجاز ذلك الهدف"، وتابع "آمل أن يكون معلوما لدى الجميع أننا ماضون على هذا الدرب، فلا بد من إنجاز المصالحة لارتباطها الوثيق بإمكانيات شعبنا على تحقيق حلمه بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة في غزة والضفة وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال رئيس الوزراء "لقد أكملنا جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة عبر تقوية مؤسساتنا الوطنية على نحو يمكنها من تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وهذا ما أقره العالم في 13-4-2011 في بروكسل"، وأضاف "أمام هذا الانجاز لم يبقى أمامنا سوى الإسراع في إنهاء ملف الانقسام وإعادة الوحدة إلى شطري الوطن".

وحول تأثير القرار الإسرائيلي على السلطة الوطنية، قال فياض "نحن بكل تأكيد لن نتوقف إزاء هذه التهديدات، ونحن على اتصال مع كافة القوى والأطراف المؤثرة دولياً لثني إسرائيل عن هذه الإجراءات".

جاءت هذه التصريحات الصحفية لرئيس الوزراء، في مستهل زيارته إلى محافظة بيت لحم لحضور حفل تطويب البابا يوحنا بولس الثاني.

وفي كلمته خلال الحفل، ممثلاً عن السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، أوضح رئيس الوزراء أن إقامة احتفال التطويب في بيت لحم إنما يعبر عن مدى تقدير واحترام شعبنا للبابا ومواقفه النبيلة التي اتخذها في سبيل إعلاء صوت الحق والعدل والمحبة والسلام والتقارب بين الشعوب، وتكريس الحوار بين الأمم طريقا وحيدا للتعايش وحل النزاعات، وقال "نحتفل اليوم وشعبنا على موعد مع الحرية، ومع لحظة العيش في ظل قيم العدل والسلام في كنف دولته المستقلة، وخاصة بعد إقرار المجتمع الدولي باكتمال جاهزية مؤسسات السلطة الوطنية للعمل بكفاءة مؤسسات دولة، بل وربما بما يفوق كفاءة مؤسسات دول قائمة".

وأضاف فياض "هذا ما كنا قد صممنا على انجازه، ونجحنا. بل، لقد نجحنا أيضا في انتزاع إقرار العالم بهذا الانجاز. ولي مطلق الثقة أن شعبنا قد نجح من خلال هذا الإنجاز، وبشكل قطعي ونهائي، في إسقاط كافة الذرائع التي لطالما سيقت، ظلماً، للتدليل على عدم جدارتنا بالعيش بحرية وكرامة في دولة كاملة السيادة".

وتابع "اليوم، وبعد أن فُتِحت الطريق لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن، يظهر للجميع، وبشكل قطعي، أن العقبة الوحيدة أمام تجسيد هذه الدولة وتحقيق سيادتها هو الاحتلال الإسرائيلي. ونحن نتطلع إلى المجتمع الدولي بأسره لممارسة مسؤولياته لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، ولتأخذ هذه الدولة دورها ومكانها في الأسرة الدولية. وان شعبنا يحدوه الأمل في أن تنجح قوى العدل والسلام في كل مكان، بما في ذلك في إسرائيل، من خلال ذلك في إعادة الاعتبار لقيم الحرية والكرامة الإنسانية، والانتصار لها"، وشدد رئيس الوزراء، على أن كل هذا يستدعي، الإسراع في إغلاق ملف الانقسام. وهنا فإنني أجدد ترحيبي باتفاق القاهرة، وآمل أن يتم الشروع الفوري في إعادة الوحدة لوطننا و مؤسساته، والتي طالما كانت خطوة ضرورية لإقامة دولتنا المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

وقال فياض "إن توحيد الوطن سيمكننا، من البدء في إعمار قطاع غزة، وكذلك البدء في تنفيذ المشاريع التنموية، وخاصة في البنية التحتية في قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والإسكان وغيرها. وهذا يتطلب بطبيعة الحال رفع الحصار عن أهلنا في القطاع وفتح كافة المعابر، بالإضافة إلى تشغيل الممر الآمن لضمان تحقيق الوحدة الجغرافية بين شطري الوطن".

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول "أخيراً، ليس هناك ما يمكن أن اختتم به كلمتي هنا وفي هذه المناسبة بالذات، وإزاء التهديد والتلويح من قبل الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات وفرض قيود لتثنينا عن عزمنا المضي قدماً لانجاز إنهاء الانقسام، ما هو أفضل من أخاطب أبناء وبنات شعبنا لأقول لهم جميعاً، مقتبساً من كلام البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني: لا تخافوا ... ولا تخافوا أبداً وأنتم تدافعون عن الحرية والقيم السامية".

وكان حفل التطويب الذي تنظمه مؤسسة يوحنا بولس الثاني في مدينة بيت لحم، بحضور القاصد الرسولي أنتونيو فرانك، والأب ابراهيم فلتس، وحشد من الآباء الأجلاء، والقناصل وممثلو الدول والمؤسسات الدولية، وعدداً من المسؤولين الرسميين وممثلي المؤسسات الأهلية، وبالتزامن مع الاحتفال المركزي في حاضرة الفايتكان في روما، قد استُهلَّ بإزاحة الستار عن تمثال البابا يوحنا بولس الثاني، الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

كما تم التوقيع، وعلى هامش الاحتفال، اتفاقية تعاون بين وزارة العمل، واتحاد نقابات العمال الايطاليين المسحيين، حيث وقع الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني وزير العمل أحمد مجدلاني، وعن الجانب الايطالي، رئيس اتحاد نقابات عمال ايطاليا المسيحيين اندريا اريغوني، برعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، والأب إبراهيم فلتس، والقنصل الايطالي العام في القدس .

وجرى خلال الحفل تسليم جائزة 'البابا يوحنا بولس الثاني الأولى للعطاء المميز'، لمدير عام الشرطة اللواء حازم عطا لله، كما شهد الحفل توزيع شهادات التقدير لأصحاب الأعمال الفنية وشهادات أخرى للخريجين من طلبة اللغة الايطالية .

وهذا نص كلمة رئيس الوزراء

يشرفني ويسعدني بداية أن أتوجه إليكم جميعاً، باسم فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، بخالص التحية وعميق التقدير، وأن أتوجه كذلك بالتهنئة لكم بمناسبة هذا الحدث التاريخي لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني، في احتفالية دينية وروحية وشعبية، بالتوازي مع الاحتفال الكبير في روما، ولمشاركتنا العالم أجمع في هذا الاحتفال، بكل ما يمثله ويحمل في ثناياه من قداسة، تمثل مدينة بيت لحم رمزاً لها، وكرسها، ومعها قيم العدل و المساواة والتسامح والتعايش، شعبنا الفلسطيني، بمسيحييه ومسلميه، كمصدر الهام ومبعث أمل في رحلة كفاحه المتواصلة من أجل نيل الحرية والاستقلال.

إن هذا الاحتفال هنا في مؤسسة عظيمة تحمل اسم هذا الإنسان الذي أحب فلسطين لقداسة أرضها، كما أحب شعبها الذي يطمح للعيش بحرية وكرامة على أرض وطنه كسائر شعوب الأرض، وهنا في مدينة بيت لحم، مهد سيدنا المسيح عليه السلام وتوأم القدس التي تحتضن القيامة والاقصى، إنما يعبر عن مدى تقدير واحترام شعبنا لهذا البابا العظيم لكل المواقف النبيلة التي اتخذها في سبيل إعلاء صوت الحق والعدل والمحبة والسلام والتقارب بين الشعوب، وتكريس الحوار بين الأمم طريقاً وحيداً للتعايش وحل النزاعات.


تحتفل فلسطين اليوم معكم، وتشارك العالم أجمع في هذا الحدث التاريخي، والذي يأتي في وقت تشهد فيه لحظات انبعاث الامل، واقتراب موعد شعبنا مع الحرية، والعيش بكرامة وعدل في ظل دولته المستقلة كاملة السيادة، ونقول لقداستكم ان ما حظيت به فلسطين و شعبها من محبة خاصة ورعاية كبيرة من قبلكم، كان له كبير الاثر في تسليح شعبنا دوما بالأمل. وها هو شعب فلسطين اليوم يحفظ لقداستكم هذه الرعاية بهذا الوفاء العظيم، حيث تتحد فلسطين مع الفاتيكان والعالم في هذه الاحتفالية العظيمة التي تنظم على شرف حمل اسم قداستكم وازاحة الستار عن اول تمثال لكم في الشرق الاوسط.

نعم، نحتفل اليوم وشعبنا على موعد مع الحرية، ومع لحظة العيش في ظل قيم العدل والسلام في كنف دولته المستقلة، وخاصة بعد اقرار المجتمع الدولي باكتمال جاهزية مؤسسات السلطة الوطنية للعمل بكفاءة مؤسسات دولة، بل وربما بما يفوق كفاءة مؤسسات دول قائمة. فهذا ما كنا قد صممنا على انجازه، ونجحنا. بل، لقد نجحنا أيضا في انتزاع إقرار العالم بهذا الانجاز. ولي مطلق الثقة أن شعبنا قد نجح من خلال هذا الإنجاز، وبشكل قطعي ونهائي، في اسقاط كافة الذرائع التي لطالما سيقت، ظلماً، للتدليل على عدم جدارتنا بالعيش بحرية وكرامة في دولة كاملة السيادة. واليوم، وبعد أن فُتِحت الطريق لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن، يظهر للجميع، وبشكل قطعي، أن العقبة الوحيدة أمام تجسيد هذه الدولة وتحقيق سيادتها هو الاحتلال الإسرائيلي. ونحن نتطلع إلى المجتمع الدولي بأسره لممارسة مسؤولياته لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، ولتأخذ هذه الدولة دورها ومكانها في الأسرة الدولية. وان شعبنا يحدوه الأمل في أن تنجح قوى العدل والسلام في كل مكان، بما في ذلك في إسرائيل، من خلال ذلك في إعادة الاعتبار لقيم الحرية والكرامة الإنسانية، والانتصار لها.

وكل هذا يستدعي، في تقديري، الإسراع في إغلاق ملف الانقسام. وهنا فإنني أجدد ترحيبي باتفاق القاهرة، وآمل أن يتم الشروع الفوري في إعادة الوحدة لوطننا و مؤسساته، والتي طالما كانت خطوة ضرورية لاقامة دولتنا المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

إن توحيد الوطن سيمكننا، ايها الاخوات والاخوة، من البدء في إعمار قطاع غزة، وكذلك البدء في تنفيذ المشاريع التنموية، وخاصة في البنية التحتية في قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والإسكان وغيرها. وهذا يتطلب بطبيعة الحال رفع الحصار عن أهلنا في القطاع وفتح كافة المعابر، بالاضافة إلى تشغيل الممر الآمن لضمان تحقيق الوحدة الجغرافية بين شطري الوطن.

إن شعبنا يتطلع اليوم بثقة وأمل إلى كل الشعوب والقوى المحبة للعدل والسلام من أجل الوقوف معه لبناء مستقبله ونيل حريته واستقلاله، وتحقيق الخير والتنمية والازدهار والأمن والاستقرار له، ولكل شعوب المنطقة.

يستحق هذا الإنسان العظيم الكثير من الامتنان والعرفان بالجميل لمواقفه النبيلة والثابتة إزاء حق شعبنا في الحرية والعدالة والعيش الكريم، ولمواقفه الشجاعة إبان مرحلة كانت من أحلك مراحل حياة شعبنا حين حوصرت كنيسة المهد من قبل قوات الاحتلال. فقد كان لكلامه ومواقفه الأثر الكبير على كل أبناء شعبنا. وعندما شرفنا بزيارة فلسطين، حيث طاف في الأرض المقدسة مجزلاً عطاياه الروحية والمعنوية والمادية، ترك بالغ الأثر في نفوسنا. كما لم يعقه المرض أو الإعياء من مواصلة نشاطه في إعلاء صوت الحق والمحبة والعدل. فهنيئاً لكم هذا التطويب، والذي نلتموه عن جدارة واستحقاق.

قبل أن أختم حديثي، لا بد لي من أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلى مؤسسة يوحنا بولس الثاني على مبادرتها في تنظيم هذا الاحتفال. لقد عودتنا هذه المؤسسة على كل ما هو مميز ومعبر في برامجها ومشاريعها، بالإضافة إلى دورها الاجتماعي والتنموي والتطوعي، وما تقدمه من خدمة لأبناء شعبنا، بمسؤولية عالية، وبما أسهم، ولايزال، في تعزيز صمودهم، وما تشكله من تكامل أساسي بين منظومة المؤسسات الرسمية والأهلية والدينية، على طريق تعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس، العاصمة الأبدية لهه الدولة.

وفي الختام، إن أمل ورسالة المؤسسة تتمثل في رسالة البابا يوحنا بولس الثاني، والتي تتمحور حول بناء الإنسان ليكون عماد دولة فلسطين القادمة إن شاء الله. وكلي أمل وثقة في أن يقف العالم معنا في سبيل تحقيق تلك الغاية، من هنا من مدينة السلام التي ما زالت تنتظر فجر الحرية والمحبة والسلام، الذي بشر به سيدنا المسيح. وكلي ثقة أن القدس، التي تحتضنُ المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وبيت لحم، مهد سيدنا المسيح، وبنضال شعبنا وكل قوى الخير والعدل والسلام، ستنالان حريتهما وتستعيدان مكانتهما في صنع وحماية الحضارة الإنسانية وقيم التعايش بين البشر، كما كل مدننا وقرانا ومخيماتنا ومضارب بدونا. ففلسطين كانت، ويحب أن تعود، مهداً للتسامح وتعايش الحضارات والديانات، ورمزاً للعدل والسلام.

وأخيراً، ليس هناك ما يمكن أن اختتم به كلمتي هنا وفي هذه المناسبة بالذات، وإزاء التهديد والتلويح من قبل الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات وفرض قيود لتثنينا عن عزمنا المضي قدماً لانجاز إنهاء الانقسام، ما هو أفضل من أخاطب أبناء وبنات شعبنا لأقول لهم جميعاً، مقتبساً من كلام البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني: لا تخافوا ... ولا تخافوا أبداً وأنتم تدافعون عن الحرية والقيم السامية.