|
الشيخ صرصور : هل بدأ أوباما حملته الانتخابية باغتيال بن لادن
نشر بتاريخ: 02/05/2011 ( آخر تحديث: 02/05/2011 الساعة: 21:22 )
القدس -معا- هل كان الشيخ أسامة بن لادن مهما إلى هذه الدرجة بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية الحالية ، حتى لكأننا أمام فيلم هوليوودي يكرس صورة السوبرمان الأمريكي من جديد ؟ وهل صحيح أن أمريكا فشلت خلال السنوات العشرة الماضية في الوصول إليه ، وهي تصل إليه اليوم بالذات ؟ وهل لنا أن نعتقد أن المسألة برمتها ليست إلا جزءا من " مسألة سياسية " جاءت لخدمة مصلحة انتخابية للرئيس اوباما ، بعد أن وصل في استطلاعات الرأي إلى الحضيض ؟
بهذه الأسئلة بدأ الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بيانه حول عملية اغتيال الشيخ أسامة بن لادن الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة . وقال : " اختلاط الحملات الانتخابية في أمريكا وإسرائيل بدماء العرب والمسلمين لم تعد غريبة ، فالمتتبع لدورة الدم والانتخابات في الثقافة الأمريكو – إسرائيلية في السنوات العشرة الأخيرة يرى ذلك واضحا دون لبس . لا أستبعد أن تكون عملية اغتيال بن لادن بداية لحملة أوباما الانتخابية لدورة رئاسية ثانية ، خصوصا وأن الأكثرية الجمهورية تتربص به في الكونغرس وتترصد خطواته وسياساته على المستويين الداخلي والخارجي ، إضافة إلى أنه يقف أمام استحقاق يتسم بالحساسية الكبيرة قد وعد بتنفيذه في العام 2011 وهو الانسحاب من العراق . أوضاع أوباما في استطلاعات الرأي الأمريكية لا تبشر بالخير له ولطاقمه ، ولذلك فهو بحاجة ماسة إلى ( إنجاز !!! ) مميز يضعه بقوة من جديد على سكة المنافسة على الرئاسة الأمريكية . " ... وأضاف : " اغتيال الشيخ ( بن لادن ) يجب ألا يوقفنا فقط عند الحدث ذاته ، لكنه يجب أن يتجاوز بنا إلى ما وراء العملية ، لنطرح الأسئلة الصعبة التي هذا أوانها ... لا نستطيع أن نتجاهل الأسباب التي دفعت بالقاعدة وغيرها من الحركات والتنظيمات الجهادية إلى هذه الحد من التطرف والتي تتحدد داخليا في نظم الاستبداد والتبعية والقهر العربية والإسلامية المدعومة أمريكيا ، وخارجيا في سياسة الهيمنة والانحياز الغربية لإسرائيل ، وكيلها بمكيالين في معالجتها للقضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس الشريف ، وهي أسباب ستبقى وراء حالة الاحتقان والكراهية التي تكنها الأغلبية الساحقة من شعوبنا ضد أمريكا والغرب وإسرائيل ، والدافع وراء ظهور حركات تخطئ طريقها أحيانا في إدارة المواجهة المشروعة مع الظلم والظالمين . هذا ما لا تريد الإدارات الأمريكية أن تفهمه ، فتراها تهرب إلى عمليات كهذه هي بمثابة أعراض المرض لا أصله ، فقط من أجل إبعاد الرأي العام عن حقيقة المواجهة والتحديات . " وأكد الشيخ صرصور " مهما قيل في عملية اغتيال ( الشيخ بن لادن ) ، فامتنا العربية بدأت تخو الخطوات الأولى نحو تحقيق الاستقلال الثاني من خلال ثوراتها الشعبية ضد أنظمة الاستبداد التي أهانت كرامتها وأذلت كبرياءها وقدمتها لقمة سائغة لأعدائها ، وعلى الغرب عموما وأمريكا خصوصا أن تستخلص العبر قبل فوات الأوان . لن تستطيع أمريكا مهما اغتالت من القيادات الجهادية ، وأسالت من الدماء البريئة في أكثر من بلد عربي وإسلامي ، وأسقطت من الأنظمة لتستبدلها بأنظمة أكثر ولاء لها ، أن تغير من مشاعر امتنا الكارهة لسياساتها وخصوصا في القضية الفلسطينية . وعليه فلا بد من أجل تحسين صورتها من أمور ، أولها، الانسحاب الكامل من أفغانستان والعراق ، وثانيها ، العمل على إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كامل التراب الوطني الفلسطيني بما في ذلك القدس الشريف ، وثالثها ، عدم الوقوف في وجه الثورات الشعبية في عالمنا العربي ، والحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية ، ورابعها ، الحرص على بناء علاقات مع شرقنا العربي والإسلامية قائمة على الندية والاحترام لديننا وحضارتنا وإسهاماتنا في بناء المجتمع الإنساني ، وقدرتنا على المساهمة مجددا في تشييد صرح الحضارة والمدنية المعاصرة بعيدا عن الأحقاد والأفكار المسبقة والاعتبارات العنصرية . " |