وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العقل زينة صاحبه ...! بقلم : جواد غنام

نشر بتاريخ: 04/05/2011 ( آخر تحديث: 04/05/2011 الساعة: 22:42 )
كنت قد عقدت العزم مؤخرا ،أن لا اكتب في الرياضة ،احتجاجا على ماساتي في الرياضة المتمثلة في عدم استماع أهل الحل والربط لمناشداتنا في أسرة كرة اليد ، لكن يبدو أن الزَّمّار يموت ويبقى أصبعه يتحرك ، ويعلم الله أنني لا ابغي من كتابتي مكسبا شخصيا أو غيره، إنما هي المهنية والرغبة في أن تكون رياضتنا كما نحب أن تكون محط أنظار العالم ، ورغبة في مشاركة باني مجدها بوضع لبنة في بناءها الشامخ الذي يتطاول يوما بعد يوم بثبات نحو القمة .

الكل يشاركني الرأي بان أي مسيرة لا تخلو من المعيقات والمصاعب ، أو كما قال احدهم (لا تخلو من الشوائب التي تعكر صفو الحراك الرياضي الجميل ) ، وهنا وحتى نستطيع أن نلقي بتلك الشوائب من جسم رياضتنا على قارعة الطريق فلا بد لنا أن نكون أولا منطقيين في الحكم على الأمور وان نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية دون أن نغلفها بغلاف الأنا المقيتة والتعصب الأعمى الذي يبعدنا فراسخ عن مهنيتنا ، فالمهنية تحتم علينا كرياضيين أن لا ننصب أنفسنا قضاة وجلادين ، فنضع هذا في قفص الاتهام بغير وجه حق ، ونكافئ ذاك دون أن يستحق ، ولا يجوز لأي كان ومهما كانت علاقته بأطراف العملية الرياضية، أن يضع حكم أو لاعب أو مسؤول رياضي في قفص الاتهام لمجرد صلته بالطرف الآخر ، فعندما نتهم مثلا حكما بتعمده الأخطاء التحكيمية لصالح طرف على حساب الآخر فهي جريمة وخيانة للأمانة إذا ثبت ذلك ، خاصة إذا صدر هذا الاتهام ممن يدور في فلك صنع القرار الرياضي ، وما دام الوضع كذلك فلا بد من المسؤول الرياضي وضع النقاط على الحروف ومعاقبة المسيء للرياضة الفلسطينية ونزاهتها ، سواء كان حكما أو من يطلق التهم والأحكام على صفحات الصحف أو المواقع الالكترونية أيا كان موقعه وجنسه .

وما دام الشيء بالشيء يذكر ، فانه يحضرني في هذا المقام أمران مهمان يقع فيهما البعض من رياضيينا دون أن يرمش لهم طرف حياء أو خجل ، أولهما هو التعرض للذات الإلهية أو لديننا الحنيف أو أي دين سماوي في الملعب ، فبالله عليك أيها الرياضي إن كنت تؤمن باديان الله ، ألا يقشعر بدنك حينما يتعرض احدهم لرب العزة أو أديانه بالسب ؟! أليس لله ولأديانه حرمة نقدسها كبشر وكشعب ندين بدين الله ؟! فما بالك إذا صدرت هذه الإساءة من احد سفرائنا الرياضيين الذين وثقنا بحملهم لأمانة رياضتنا خلف الحدود ، انه أمر يحتاج للتريث قليلا قبل أن ننصب أعواد المشانق للحكام أو المسؤولين .

الأمر الثاني والذي هو في نظري خطير ، وهو التعرض لحملة النسر من رجال الأمن في الملاعب ، فكلنا يعلم أنهم وهبوا أنفسهم للوطن والمواطن ، ويتحملون في ملاعبنا ما لا يتحمله آخرين ورغم ذلك فهم صابرون ويواصلون تأدية واجبهم بكل أمانة وإخلاص كدأب المقاتل الفلسطيني ، ولكن ما بال أولئك الذين لا يعجبهم حملة النسر بل ويتطاولون عليهم بالبذيء من الكلام والمؤذي لكرامتهم وقدسية مهنتهم ، وكل ذلك لمجرد نزوة عابرة جاءت من مريض سيطرت عليه الأنا المغرورة لتطلق ما في عقلها الباطن ما لا يقبله عقل ولا ضمير ، فإلى ذلك الذي يمتهن رجل أمننا الفلسطيني أقول : اتق الله يا هذا ، فلو كنت عاقلا ولديك أدنى حس بالوطنية لما تطاولت على حملة النسر عنوان عزنا ، ولكن أقول كما قالها من سبقونا ( العقل زينة صاحبه ) ، آملا ممن وضع النسر على جبهته قبل غيره ، الأخ اللواء أبو رامي أن يضرب بيد من حديد على المتطاولين على حملة النسر وخاصة من يؤذيهم بأغلى ما يملكون .