وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز رام الله: التسامح قيمة وطنية وسيلة في مواجهة التعصب والتطرف

نشر بتاريخ: 04/05/2011 ( آخر تحديث: 04/05/2011 الساعة: 21:21 )
رام الله -معا- اجمع المشاركون في سلسلة لقاءت نظمها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان على أهمية تكريس قيم التسامح والحوار في المجتمع الفلسطيني وضرورة رفض التعصب والعنف كبديل، للتصالح والحوار وضرورة احترام الأخر المختلف سياسيا واجتماعيا ودينيا وتعزيز ثقافة وأدب الاختلاف، ولولا هذه القيم لما وصل شعبنا إلى المصالحة الوطنية وأن التسامح قيمة وطنية وإنسانية وان الشباب قادة المستقبل وعنوان التغير المستقبلي .

جاءت هذه اللقاءات في إطار مشروع حوار ديمقراطي في فلسطين تثاقف نحو التسامح الممول من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية في كلية فلسطين التقنية العروب .

وأشار محمد القواسمة أن الحوار والتسامح حاجة فلسطينية وضرورة من ضرورات الحياة وهذا يتطلب اتخاذ قرارات وسياسات تعزز هذه القيم باعتبار الشعب الفلسطيني صاحب قضية إنسانية قبل أن تكون وطنية وان الحوار والمصالحة الداخلية هي الطريق الحقيقي للدفاع عن قضايا شعبنا المشروعة في العالم الذي يتباهى ويتبنى حقوق الإنسان باعتبارها حقوق عالمية تقرها المواثيق والأعراف الدولية الأمر الذي يتطلب إدراك جدي لطبيعة العالم الذي نعيش فيه خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة من ثورات أخذت من قيم العدالة والمساواة والتعددية والديمقراطية شعاراتها نحو التغير المنشود ، لقد كان الشعب الفلسطيني بوحدته وتماسكه وبديمقراطيته مثالا للعالم اجمع وصورة مشرقة تباهينا بها أمام العالم ولكن الانقسام جعل شعبنا وقضيتنا في أدنى صورها ومكانتها وذلك بفعل العنف والتخوين والتجريم الذي رافق هذه الحالة الشاذة والتي جعلتنا نتراجع عن أولوياتنا في الحرية والاستقلال وبدل من التخلص من الاحتلال صفت أولوياتنا التخلص من الانقسام الذي استغله الاحتلال أفضل استغلال ولاحظنا تلك الموانع الإسرائيلية في طريق المصالحة التي توصل لها قادة شعبنا في القاهرة ولكن ما يهم هنا ومن اجل إنجاح المصالحة وتكريسها واقعا يتطلب منا تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال برامج واستراتيجيات تعزز برنامجا وطنيا سياسيا واقتصـاديا واجتماعيا يرفض التمزق والانحلال الفردي كبديل للوحدة التي تغيض أعداء شعبنا .

من جانبه إضافة رئيس بلدية بيت اولا ، راتب العملة، أن الديمقراطية الفلسطينية المتجذرة في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني هي التي مهدت للتوقيع على وثيقة المصالحة وان القيم الوطنية التصالحية هي المحرك الحقيقي لقيادات شعبنا على مر التاريخ ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة التي قادها الشباب الفلسطيني في حينه والذين تأثروا بماسي شعبهم ومعاناته والذين كانوا الأقدر على حمل هموم هذا الشعب وقضيته وكان الانتماء للوطن هو الأساس الذي بنيت عليه قيمة التسامح الفلسطيني الفلسطيني فالمصالحة الوطنية جاءت بفعل تلك الإرادة الشعبية والشبابية التي رفضت التضليل واقتسام المناصب والشباب المتعلمين والمثقفين والذين عرفوا الحقيقة رفضوا حالة الانقسام والعنف ولم تفلت منهم القضايا الديمقراطية وتحديدا الديمقراطية الداخلية التي يجب أن تتعزز في داخل الأحزاب والفصائل والذي يكون حر في داخل حزبه وحركته يكون حرا في قضيته وثورته ، لقد خرج الشباب في رام الله ليعلنوا ويطالبوا بإنهاء الانقسام وأعلنوا أنهم يسيرون في خطى وطنية وديمقراطية ومتماسكين وموحدين نحو قضايا شعبهم رغم الاختلاف في الوسائل والأدوات لتحقيق هذه الأهداف .

وعبر مئات الطلاب عن ارتياحهم وابتهاجهم لتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية والذين رؤوا فيه تعزيزا للغة الحوار والتصالح والتسامح في داخل المجتمع الفلسطيني الذي يعتبر التنوع والاختلاف عنصر من عناصر قوته ومناعته وصموده ودعوا لمسيرات سلمية يفهمها العالم الحر ودعاة وحماة حقوق الإنسان في العالم لإقامة الشعائر الدينية في مقدساتنا الفلسطينية كأحد الحقوق التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية والديانات السماوية كحق العبادة والتنقل .

وأكد مسؤول وحدة التدريب والأنشطة في مركز رام الله اشرف العكة أن إحراج العالم الذي يتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني يتطلب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة وبابا الفاتيكان وممثلي الديانات والمعتقدات ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم لتكون في مقدمة المسيرات التي ستذهب إلى القدس عاصمة فلسطين الأبدية مدينة السلام والديانات مدينة التسامح والعدل في العالم لتأكيد حق شعبنا في الحرية والاستقلال.