وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بطولة فلسطين.. من النكبة الى الدولة

نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 11:11 )
بقلم: ماجد ابوعرب

الجماهير الفلسطينية على موعد جديد في الرابع عشر من أيار الجاري مع بطولة فلسطين الكروية التي يشرف على تنظيمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ,تحت شعار (بطولة فلسطين من النكبة إلى الدولة ) هذه البطولة لها دلالات خاصة وتحمل معاني سامية.

فالنكبة شردت الفلسطينيين وهجرتهم في فيافي الأرض ومزقت نسيجهم الاجتماعي ,بفعل التشتت في بلاد المهجر ,هذا العام لن تقتصر احتفالات شعبنا على المسيرات الاحتجاجية هنا وهناك ,التي اعتاد شعبنا على تنظيمها في كافة أصقاع الأرض ,وخاصة في مخيمات اللجوء ,التي أصبحت عنوانا من عناوين صمودنا ,ومحطة من محطات عزتنا ,بل أن العقل الفلسطيني قرر هذه المرة إحياء هذه النكبة بصورة جديدة ,تظهر بشاعة مافعله الاحتلال في جنين ومخيمها ,والجولان المحتل ,وفي مخيمات الضفة وغزة ولبنان ,عبر تنظيم بطولة كروية تحمل اسم فلسطين وترفع شعار من( النكبة إلى الدولة ) حيث ستشارك في هذه البطولة العديد من الفرق العربية والدولية بالإضافة إلى الفرق الفلسطينية التي تربعت على عرش المربع الذهبي في أول دوري للمحترفين الفلسطينيين وهي (الأمعري والهلال والظاهرية وبلاطه).

وكما أكد اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن نجاح هذه البطولة يعكس مدى قدرتنا كفلسطينيين على تجاوز آثار النكبة وصولا إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ,والنجاح المأمول يحتاج إلى عقول مفكرة وأدوات تنفيذية مبدعة حتى تحقق هذه البطولة الغايات والأهداف المرسومة ,فالبطولة تحتاج إلى جهد مضاعف بعيدا عن الشعارات بدء من لجان الاستقبال ,إلى لجان الإعلام التي يجب أن تضع نصب عيونها ضرورة إعداد( بريشورات) تتحدث عن النكبة بنكهة رياضية ,تحكي قصة رياضة الوطن من كرة( الشرايط)إلى ملاعب الحواري إلى قصص الرياضيين الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى معاقين بفعل رصاص المحتلين ,وصولا إلى دوري المحترفين ,والبنية التحتية الرياضية التي ترى نور الحياة يوما تلو الآخر,وتقف كالطود الشامخ فوق روابي القدس وعلى مشارف غزة وبين جبلي عيبال وجرزيم وصولا إلى حلم الدولة المستقلة ,وهذا الأمر يحتاج إلى صورة بوسترية معبرة ,وكلمة صادقة ,وموسيقى مؤثرة ,وجمهور منضبط ,يعكس حضارة هذا الشعب ,فملاعبنا لم تعد حكرا على مراهق يريد أن يلهوا فقط ,بل باتت ملاعبنا قبلة للمثقفين ورواد الفكر ورجال العلم ,لذلك يجب أن نترجم حلمنا بدولة عصرية عبر صورة معبرة في إستاد جميل ولوحة في منطاد يرقص في هواء فلسطين العليل ,وزي جميل مفروش على أجساد أطفال حرمهم المحتل من نعمة الأبوة ,والى مدرجات نظيفة وقاعات فسيحة لمؤتمر صحفي عصري تتوفر فيه وسائل اتصالات متطورة ,وحمام زاجل يحمل رايات الوطن حتى تصل رسالتنا الرياضية خارج حدود الوطن ولا تتوقف عند جدار لئيم أو حاجز طيار تمتهن فيه كرامة إنسان ,الرياضة الفلسطينية اليوم بخير وهذا الأمر يعود إلى ربان سفينتها اللواء جبريل الرجوب الذي قاد مسيرتنا الرياضية إلى بر الأمان وشواطئ الاستقرار ,النكبة لاتحتاج اليوم إلى خطابات رنانة ,وخطباء لايجيدون سوى لغة الردح والمجاملة ,تحتاج إلى صحفي مبدع وخطاط موهوب ,ولاعب قادر على تسجيل النقاط في مرمى السياسيين أتمنى أن نتابع بطولة تنقلنا من واقع النكبة إلى حلم الدولة خالية من نجوم الاستعراض الذين لايتقنون سوى لغة النفاق ,أملنا كبير بجنودنا المجهولين الذين يعملون بصمت فهم عناوين الرجولة ,وصفحات بطولة ,يعشقون فلسطين ويسهرون على رفعتها وتقدمها .فلهم منا كل تحية واحترام .