وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة الأسرى تعتمد نشيد عسقلان نشيدا الحربة

نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 11:58 )
رام الله- معا- اعتمدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين قصيدة عسقلان نشيدا للحرية في كافة المناسبات والنشاطات التضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

نشيد عسقلان كتبه الشهيد الأسير المحرر محمد أبو لبن في سجن عسقلان عام 1976، وقام بتلحين القصيدة الأسير محمد أبو الزنابيط من سكان قرية دير الغصون، وسرعان ما انتشرت القصيدة في كل السجون والمعسكرات الاحتلالية، لتصبح أغنية المعذبين في مواجهة الجلادين، وصوت المتمردين على العبودية وسياسة الإذلال المتعمد، وسؤال الحرية الدائم في معارك صامتة تجري خلف قضبان السجون.

وزارة الأسرى في تسليطها الضوء على حكاية قصيدة عسقلان، تعتبر القصيدة تؤرخ لمرحلة انتقالية هامة في تجربة الحركة الوطنية الأسيرة، وبداية الصحوة والغضب لآلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب ضد سياسة تطويع المناضل الأسير وإخضاعه تمهيدا لشطبه وطنيا وإنسانيا.

وجاء في تقرير الوزارة أن سجون الاحتلال في تلك المرحلة القاسية قد تحولت الى وسيلة لمعاقبة الأسرى بدلا من حبل المشنقة، وصارت أجساد المعتقلين مسرحا مفتوحا يمارس على خشبته كل أنواع التعذيب والتنكيل الجسدي والنفسي.
عسقلان عسقلان عسقلان
سجل التاريخ قل يا عسقلان
في لهيب الدم حدث يا زمان
عن رجال... عن جباه لا تهان

لقد افتتح نشيد عسقلان أطول إضراب مفتوح عن الطعام خاضه الأسرى في سجن عسقلان عام 1976 واستمر 45 يوما في سبيل تحسين شروط حياتهم الإنسانية والمعيشية، وبداية وضع أسس بناء المؤسسة الاعتقالية وتحقيق انجازات وطنية هامة تأسست عليها التجربة الاعتقالية في السنوات اللاحقة.
عسقلان عسقلان عسقلان
كم حملنا ظلمة الليل الطويل
كم صبرنا ما عرفنا المستحيل
نحن شعب ليس فينا من ذليل
ما سما نذل ولا ساد جبان

ويكشف تقرير وزارة الأسرى أن نشيد عسقلان أعلن العصيان على سياسة إجبار الأسرى على العمل في مرافق الإنتاج الاسرائيلية، والعصيان على سياسة الإفراغ الثقافي والحصار الفكري الذي مارسته سلطات السجون بحق الأسرى، وقد انطلق صوت الحرية الجماعي الذي فجر طاقات إبداعية وإنسانية صقلها الواقع الموضوعي لظروف الأسرى القاسية، لتترك بصماتها على تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية حاضرا ومستقبلا.

وزير الأسرى عيسى قراقع يقول أن نشيد عسقلان هو كثافة لتجربة مليئة بالحكايات، البطولات، الآلام ، الشهداء، والخروج من العزلة وصيانة الكرامة الإنسانية من الاستهداف.

عسقلان عسقلان عسقلان
قد يكون الحر في القيد أسير
وتكون الأرض نارا لا عبير

الشاعر الشهيد الأسير محمد أبو لبن صاحب كلمات أغنية عسقلان، قضى 15 عاما في سجون الاحتلال، وقد أبعد بعد الإفراج عنه الى الأردن ليعمل في سفارة فلسطين حتى استشهاده بتاريخ 14/12/2009 ليدفن في مسقط رأسه بمخيم الدهيشة تاركا صوته محمولا في هذا النشيد الذي تحول الى نشيد للحرية.

وكلمات أبو لبن مزدحمة بالأسماء والشهداء والأحياء، صرخات في الزنازين المظلمة، سواعد تطرق على الأبواب الفولاذية، كراسات في الخفاء وأجساد في الرطوبة، حناجر تفجر طاقات مشعّة، وتطلق الحلم الى حريته الأقصى.

عسقلان عسقلان عسقلان
يا رفيقي لا تقل طال الطريق
ليلنا طال أحلناه حريق
شمسنا لاحت وذا النور صديق
وسنروي ذكرى عسقلان
عسقلان عسقلان عسقلان

فرقة عسقلان التي أسستها مجموعة من الشبان والأسرى المحررين في مخيم الدهيشة، انطلقت في أعمالها من خلال هذه الأغنية التاريخية والمتوهجة، وفي محاولة من الضحية كي تروي قصتها وحكايتها الإنسانية في كل زمان ومكان.