وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع يلتقي لجنة أهالي مبعدي كنيسة المهد

نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 12:16 )
بيت لحم- معا- التقى وزير شؤون الأسرى المحررين عيسى قراقع مع لجنة أهالي مبعدي كنيسة المهد بمناسبة الذكرى التاسعة لإبعادهم الى قطاع غزة وخارج الوطن، حيث من المقرر أن تقام فعالية في ساحة المهد في هذه الذكرى للمطالبة بإعادة المبعدين وللتضامن معهم ومع عائلاتهم.

وقال قراقع: لأن فصلا مؤلما في حياة الشعب الفلسطيني لم يغلق حتى الآن، وهو فصل إبعاد 39 مواطنا من الذين حوصروا في كنيسة المهد عام 2002 وفشلت كل الجهود لإعادتهم الى عائلاتهم وأطفالهم.

وقال أن آلام السيد اليسوع عليه السلام لا زالت تتجدد وتتصاعد في ساحة الميلاد بعد الحصار التاريخي القاسي لكنيسة المهد مدة أربعين يوما وإطلاق الرصاص والقذائف على الكنيسة وقتل عدد من المحاصرين وجرح أكثر من 25 منهم، وعدة محاولات عسكرية لاقتحام كنيسة المهد.

ويحل يوم 10 أيار وهو اليوم الذي جرى فيه إبعاد 13 محاصرا الى دول أوروبية مختلفة، 26 محاصرا الى قطاع غزة، ضمن تفاهم غامض جرى ذلك الوقت بعد فشل المفاوضات التي جرت مع سلطات الاحتلال لفك الحصار عن كنيسة المهد.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي في ظل سياسة ما سمي عملية السور الواقي واجتياح مناطق الضفة الغربية قد حاصرت 250 مواطنا لجأوا الى كنيسة المهد في بيت لحم هربا من عمليات القتل والملاحقة للجنود الإسرائيليين، وحولت ساحة المهد الى ساحة قتال ومركز السلام الواقع في الساحة الى غرفة عمليات عسكرية.

وخلال الحصار أطلقت القذائف والرصاص على قباب الكنيسة والمحاصرين مما أدى الى استشهاد 8 محاصرين وجرح ما يقارب 25 منهم، وكان أول الشهداء قارع أجراس الكنيسة الشهيد سمير سليمان بتاريخ 6/4/2002 وآخر الشهداء المبعد عبد الله داود الذي توفي في الجزائر بتاريخ 24/3/2010.

وقد فرضت قوات الاحتلال حصارا مطبقا على المحاصرين حيث منعت الطعام والدواء والماء عنهم، مما اضطرهم الى تناول أوراق الشجر والليمون وتفاقم وضعهم النفسي والصحي، ورفضت الاستجابة لكافة النداءات الدولية ولمناشدات قداسة البابا والمجتمع الكنسي ومؤسسات المجتمع الدولي لفك الحصار عن المحاصرين في كنيسة المهد.

ولم تسفر 6 جولات من المفاوضات مع قوات الاحتلال قادها صلاح التعمري لوضع حدّ للحصار الذي انتهى بطريقة مأساوية تمثل بإبعاد 39 محاصرا واعتقال العشرات ممن لجأوا الى الكنيسة.

أهالي المبعدين الذين طرقوا كل الأبواب لأجل إعادة أ بنائهم وإنهاء معاناة التشرد والغربة التي يعشونها منذ 9 سنوات، والذين شكلوا الحملة الوطنية لإعادة مبعدي كنيسة المهد يعيشون حالة من القلق خاصة بعد استشهاد المبعد عبد الله داود في منفاه بالجزائر وعودته جثة على تابوت الى مسقط رأسه في مخيم بلاطة.

أهالي المبعدين لا يريدون أن يعودوا أبنائهم جثثا، مناشدين كافة الجهات الرسمية والحقوقية التدخل لإنهاء هذه المأساة التي تتجدد كل عام وهم ينتظرون أن يوضع حد لها.

10 أيار يوم مؤلم وقاس في حياة مدينة بيت لحم وسكانها عندما راقبوا مشاهد إبعاد أبنائهم وتشتيتهم عن أسرهم وأطفالهم، بعد أن شاهدوا جثثا تخرج من باب الكنيسة قتلها القناصون الذين أطلقوا النار على المحاصرين، وأسكتوا صوت الأجراس والصلاة.

أهالي المبعدين في هذا اليوم يطلقون صرخة المهد، وينتظرون أن يضيء أبناؤهم شجرة الميلاد بعودتهم الى وطنهم وأسرهم أحياء.