|
اخطأت القيادة - و هل يقرر الكمبيوتر الاسرائيلي من هو المستقل ؟
نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 10/05/2011 الساعة: 13:12 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - لا شك ان المصالحة الفلسطينية التي فاجأت الجميع بين ظهرانينا قد فاجأت اسرائيل ايضا ، ما دفع قادة اسرائيل الى تصريحات هوجاء ومحمومة لا قيمة سياسية او ثقافية لها ، وانما تعبّر عن جهل الاحتلال في فهم اللحظة التاريخية الراهنة وعدم قدرته على قراءة المشهد العربي المتغيّر الى الامام .
داخليا تخطئ قيادة الفصائل بتأخيرها تكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة الصلح ، فالتأخير يتسبب تدريجيا بفتور عزيمة المصالحة ودخول بكتيريا التخريب الى الجرح الملتئم ، وسيقود حتما الى ازدياد تفاصيل البحث والخلاف والرد والرد على الرد ، وكان الحري بالقيادة ان تكلّف في يوم الصلح اي قائد فلسطيني لقيادة الحكومة ، فنحن نعرف مقدّما ان مهامه محدودة وانه لن يحرّر القدس ولن يكتشف القطب الجنوبي ، وانما سيتعاون مع الفصائل من اجل اخراجنا من عنق الزجاجة . وفي كل يوم يتأخر فيه تكليف رئيس للوزراء تزداد الظنون وتتغير الحسابات ويقوى معارضو الصلح اكثر واكثر . امر اخر وهو وجود بعض القادة من الطرفين ممن يعارضون المصالحة ، وهذا ليس سرا ، ففلسطين صغيرة ولا يوجد بها اسرار تخفى ، واسماؤهم معروفة في الشارع الفلسطيني ، ويتحدث عنها الشبان على الفيس بوك وفي المقاهي في غزة ورام الله ، وهم " قادة " امتلأت جيوبهم من الانقسام ، وازدادت مكانتهم وشهرتهم مع كل خلاف بين فتح وحماس ، وقد اخذوا حجما اكبر من حجمهم الطبيعي ، لذلك ومن الطبيعي ان يعارضوا الاتفاق الان لانه ضد مصالحهم الخاصة ، ونحن مضطرون كصحافيين ان نواجههم ونذكرهم باسمائهم امام الناس ونحمّلهم مسؤولية اي خلل يصيب الصلح في حال تمادوا في تخريب الاتفاق . وسنقول لهم في المرة القادمة ( انت فلان وانت يا فلان كفى تخريبا وعبثا واجلسوا واعرفوا حجمكم الطبيعي والا ) . اما قضية الراتب والقضايا الادارية الحكومية الاخرى ، فهي مسألة في غاية الاهمية ، وهنا لا بدّ من الاشارة ان قضية الراتب ليست قضية شخصية عند احد او عند تنظيم دون اخر ، ويجب ان يكون للفلسطينيين موقفا ثابتا من تجميد اسرائيل لاموالنا ، ولا داعي لان يرتجل اي مسؤول حكومي او قائد نقابي بمواقف خاصة ، فاذا ارادت السلطة والفصائل ان تسعى لطمأنة امريكا واسرائيل فليكن قرارا جماعيا واضحا بعيدا عن الكيدية والتربص للسلطة ، واذا كان هناك قرار من فتح وحماس وباقي الفصائل بالمواجهة من اجل حقوقنا المالية فليكن موقفا واضحا ، ولا داعي لهذه الجلبة التي نعيشها الان ، وحالة الفوضى التي دخلنا فيها ... نريد كلام قاطع وواضح وضوح الشمس . واليوم قبل الغد . وهنا لا بد ان ننتقد السلطة حين تأسيسها لانها باعت لرجال الاعمال الاثرياء وللبنوك ممتلكات الشعب الفلسطيني بابخس الاثمان ، فالسلطة لا تملك شركة الكهرباء ولا المياه ولا شركة الاتصالات ولا البترول ولا شركات الاغذية ولا النفط ولا الحجر ولا الزيتون ولا الزيت ولا التصدير والاستيراد ولا اموال المنظمات غير الحكومية بل ان السلطة اغلقت الكازينو الذي كان يستجلب لنا 10 مليون شيكل يوميا من اموال غير الفلسطينيين ، فقد فتحوا الكازينو في اريحا دون ان نعرف لماذا وأغلقوه دون ان نعرف لماذا ؟ ، السلطة باعت حصتها عند تأسيس السلطة والان تبكي على الاطلال ... والذي يفقأ مرارتنا اكثر ان هذه الشركات الاحتكارية والبنوك لا تشبع ابدا . بل ان الاسعار ترتفع وترتفع اكثر واكثر وارباح الاغنياء صارت بالمليارات والسلطة تشحد المليارات وتستدين ، والسلطة تقف مشلولة لا تستطيع ان تدافع عن حقوق المستهلك وتكتفي بالشكوى مثلنا . وللمثال لا للحصر فان جميع فنادق مصر تعود الى ملكية الدولة ومثلها فناة السويس ، وان حكومة اسرائيل لها الحصة الاكبر في كل شركة احتكارية في الدولة العبرية اما سلطتنا - ورغم وجود خبراء الاقتصاد العين تحميهم وتحرسهم - فقد باعت كل شئ وتجلس الان تشحد من مشارق الارض ومغاربها .... وبدلا من التسوّل ، وبدلا من السنوات التي قضاها اعضاء المجلس التشريعي يحتسون الشاي والقهوة ويشتمون الفصيل الاخر ، كان الاجدار بهم ان يفكّروا ويدرسوا اوضاعنا ويقترحوا مسوّدات لاعادة حماية الوطن والمواطن . وعود على بدء ، بماذا تفكر قيادة الفصائل ؟ وماذا تنظر ؟ ولماذا لا تسارع لتشكيل حكومة وبسرعة ، من اجل البدء باصلاح كل اخطاء الماضي . وبما انهم يبحثون عن رئيس وزراء مستقل ، حسنا " خدوا سلام فياض صرنا عارفينو " او اي استاذ جامعي من غزة او من الضفة ، المهم تحركوا ولا تنتظروا ان تعطينا اوروبا وامريكا الحلول ، فهؤلاء ماهرون في صناعة المشاكل وليس في اجتراح الحلول . وما اخشى منه . ان نختلف مع اوروبا وأمريكا على تعريف من هو المستقل ، وان نعود في النهاية الى الكمبيوتر الاسرائيلي الذي سيقول لنا ان فلان ليس مستقلا لانه قبل 20 عاما دخل السجن والتزم مع فتح او حماس او الجبهة الشعبية !!! |