|
على ذمة معاريف : مفاوضات فلسطينية اسرائيلية سرية في باريس ومدريد توصلت الى صفقة تفضي الى دولة مؤقتة ود. شعث ينفي
نشر بتاريخ: 19/09/2006 ( آخر تحديث: 19/09/2006 الساعة: 19:04 )
بيت لحم -معا- كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مفاوضات سرية جرت في باريس ومدريد منذ نيسان الماضي وانتهت قبل اسبوعين بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين جرى خلالها التوصل الى اتفاق حول صفقة تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مؤقتة.
وحسب الصحيفة فقد اشترك في هذه الاجتماعات اثنان من المسؤولين الكبار المقربين جدا من الرئيس محمود عباس تلقيا التعليمات الواضحة وارسلا تقاريرهما الى رئيس السلطة فيما مثل اسرائيل ثلاثة اشخاص احدهم رجل امن شغل حتى وقت قريب منصبا مهما في الاجهزة الامنية ورجل اخر كان ضمن فريق شارون المصغر " مزرعة شارون " وعلى علاقة مهمة جدا بمكتب رئيس الوزراء اولمرت وبعض القيادات السياسية اضافة الى رجل ثالث يعد خبيرا متخصصا في شؤون المفاوضات وشغل موقعا مهما في دائرة السلام التي اقامها اهود براك خلال اشغاله منصب رئيس الوزراء . وادعت الصحيفة ان اللقاء الاول كان في باريس واستمر من 2-4 ابريل نيسان الماضي فيما عقد الاجتماع الثاني في مدريد في اوج الحرب على لبنان يوم 21-23- تموز الماضي وكذلك الاجتماع الثالث الذي انتهى في مدريد قبل تسعة ايام مؤكدة حضور وسطاء اوروبيين رفيعي المستوى جميع الاجتماعات المذكورة مضيفة ان الطرف الاسرائيلي المشارك قدم تقارير شفويه واخرى مكتوبة للحكومة الاسرائيلية عما جرى ويجري داخل الاجتماعات . وقالت الصحيفة ان الرئيس محمود عباس يسعى منذ اشهر الى بلورة صفقة تضمن استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية مشيرة الى تنامي قوة الداعين في حاشية الرئيس الفلسطيني، الى اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقته مع ضمانه دولية بانهاء الاحتلال ضمن جدول زمني محدد وحسب الصحيفة فقد تخلل الاجتماع الاخير الذي انتهى قبل تسعة ايام تصريحات واقوال فلسطينية مهمة جدا حيث تم بلورة صفقة شاملة تنفذ بالتزامن مع اطلاق سراح الجندي غلعاد شاليط لكن دون ان تشكل اشتراط احدهما بالاخرى تشمل البنود التالية : 1- ينفذ الطرف الفلسطيني وقفا شاملا لاطلاق النار يشمل كافة الفصائل الفلسطينية وينطبق على كافة الاراضي والاماكن . 2- تسمح اسرائيل للحكومة الفلسطينية القيام بواجباتها في الحكم وتجسيد صلاحياتها . 3- تنسحب اسرائيل من مراكز المدن الواقعه في المنطقة "A " وتعود الى مواقعها قبل 28/9/2000 وتوقف عملياتها العسكرية عدا تصفية من تصفهم بالقنابل الموقوته في اشارة الى الاستشهاديين المفترضين وتسمح بواصل " مواصلاتي " بين شمال وجنوب الضفة . وفيما وافق الطرف الفلسطيني على هذا المقترح اكتفى الجانب الاسرائيلي بارسال تقرير مفصل للمسؤولين الاسرائيليين يتضمن بنود الصفقة المقترحة . ونقلت الصحيفة عن المشاركين الفلسطينيين قولهم بانه لن تقام حكومة وحدة وطنية وفي حال قامت مثل هذه الحكومة ستكون ضعيفة مضيفين ان حماس قد تصلب من شروطها في اعقاب الحرب على لبنان لذلك فان فرص تحقيق تسوية بينها وبين فتح ستكون ضعيفة وواهية . واضاف المشاركون الفلسطينيون في الاجتماع " لا يوجد حماس داخل واخرى خارج والفرق بين دمشق وغزة ليس جوهريا واذا وجدت اختلافات في الرأي سيقرر مجلس حكماء الحركة بشأنها بعد عملية تشاور طويلة وان الحرب على لبنان اثبتت ضيق افق نموذج حماس وهناك نقاش في داخلها حول البقاء على نموذج حماس وتبني خطوات سياسية تحمل في ثناياها اتفاقا مع فتح في اطار حكومة وحدة وطنية او تبني نموذج حزب الله الذي اثبت عدم جدوى الحلول الوسط مع اسرائيل . وتابع المشاركون الفلسطينيون حسب الصحيفة قولهم بان اسرائيل من الناحية الاستراتيجية وجدت نفسها في فخ يصعب الخروج منه فمن ناحية سقطت الخيارات احادية الجانب وبدأ الفلسطينيون في رفع سقف مطالبهم مضيفين " قبل الحرب اعتقد ابو مازن بعدم وجود فرصة لتحقيق اتفاق نهائي وان الطريق خالية للحلول احادية الجانب والان يعتقد بان الحل النهائي مطروح على جدول الاعمال خاصة وان خطة الانطواء لم يعد لها وجود وبخصوص المبادرة العربية فان ابو مازن يعلق اماله على المبادرة العربية الجديدة التي ستطرح على الامم المتحدة والمبنية على خارطة الطريق اكثر مما هي قائمة على قرار 242 وستشكل اكثر من رؤية بوش واقل من افكار بل كلينتون ". واعتبرت الصحيفة ان اكثر الاشياء اثارة واهمية في اقوال الفلسطينيين خلال الاجتماعات ما يتعلق باقامة الدولة الفلسطينية مؤكدين ان حاشية ابو مازن تدرس بجدية مقترح الدولة ذات الحدود المؤقته بشرط ان تقدم الدول العربية ضمانات بانهاء الاحتلال ضمن جدول زمني متفق عليه . واشارت الصحيفة الى مواقف مقربين من ابو مازن وصفتها بغير المسبوقة تدعو الى استئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية اولا معللين ذلك بان اي اتفاق او تقدم مع سوريا يشكل مفتاحا لانقاذ عربة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من الوحل العالقه فيه وسيشكل نقطة انطلاق لحل اقليمي حيث قال احدهم :" لا يوجد اي حل في لبنان دون موافقة سوريا الواجب اخراجها من دائرة التأثير الايراني وتقليص قوة تأثير الخط المتطرف في طهران وان اخراج الجهاد الاسلامي من دمشق من شأنه التسهيل على المسار الفلسطيني عدا عن ما يقدمه هذا الحل من نهاية للمطالبات العربية اتجاه اسرائيل ويفتح باب التطبيع ". واضافت الصحيفة "ان مقربين من الرئيس الفلسطيني باتوا على قناعة بضرورة اتخاذ اسرائيل خطوة استراتيجية على قاعدة " سوريا اولا " لان تقدما على المسار السوري من شأنه انقاذ عجلة المفاوضات العالقه على المسار الفلسطيني الاسرائيلي" . واكدت الصحيفة ان مانقتله يشكل الخطوط الاساسية للوثيقة التي اعدتها اوساط اسرائيلية غير رسمية اشتركت بثلاث جولات سرية جمعت في دول اوروبا ممثلين فلسطينيين واسرائيليين مشيرة الا ان الحديث يدور حول اتصالات غير رسمية معروفة بالعرف الدبلوماسي بالقنوات الخلفية . وقالت الصحيفة ان من المفارقات المهمة والحساسة للقاء الذي جرى خلال الحرب على لبنان ان المسؤولين الفلسطينيين الاثنين المشاركين في الاجتماع هما من اصل لبناني وعلى علاقة قوية مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري المقرب من حسن نصرالله وكانا على اتصال دائم معه خلال الاجتماع ونجحا في ايجاد مسار محدد يقود الى وقف اطلاق النار وكان ذلك قبل ايام من مجزرة كفر قانا حيث كان وضع اسرائيل العسكري افضل . واقتبست الصحيفة مما اسمته وثيقه اعدها المشاركون في الاجتماع مسار وقف الحرب المقترح والقاضي بنقل حزب الله لاسرى اسرائيليين الى الحكومة اللبنانية مقابل تعهد اسرائيلي بعدم تحريرهم بالقوة على ان تعلن الحكومة اللبنانية ان الاسرى باتوا تحت مسؤوليتها وانها مستعدة لاجراء مفاوضات لاطلاق سراحهم يليه وقف شامل لاطلاق النار تشرع الحكومة اللبنانية في اعقابه عن طريق طرف ثالث في مفاوضات تشمل المشاكل الامنية وتبادل الاسرى . وحاول احد المشاركين الاسرائيليين اجراء اتصال مع مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي لاطلاعه على صيغة الحل المقترح ونجح في الاتصال مع احد الوزراء الكبار الذي ابلغه برفض اسرائيل لاي تفاوض او وقف لاطلاق النار حتى استسلام حزب الله . وفيما يتعلق بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال الفلسطينيون خلال الاجتماعات " هناك شعور جارف في لبنان يصف ما حدث بالنصر الكبير لحزب الله الذي تحول الى القوة السياسية والعسكرية المركزية في لبنان والدمار الذي لحق بالمناطق الشيعية يعطي حزب الله فرصة الظهور كمن دفع ثمن الحرب ويتحمل عبء الاعمار وان اعتراف حسن نصرالله لا يفهم في لبنان باعتراف بالهزيمة وانما ندم على الدمار الذي لحق بلبنان ووقا لطريقة حزب الله الشفافه ". واضاف الفلسطينيون " ان قوة الردع الاسرائيلية قد تأكلت والحرب الاخيرة اظهرت وحشية اسرائيلية دون ان تحقق اي شيئ من اهدافها وان التأكل في قوة الردع الاسرائيلية في نظر العالم العربي جاءت اساسا كنتيجة لتورط امريكا في العراق وان اي خطوة اسرائيلية فاشلة تجاه ايران ستلحق ضرارا اضافية في قوة الردع ". واعرب المشاركون الفلسطينيون عن قناعتهم بان حزب الله لا يشكل ذراعا ايرانيا وانما هو حركة لبنانية اصيلة وان اسرائيل محظوظة جدا لعدم قتلها حسن نصرالله لان قتله كان سيخلد الصراع بين اليهود والشيعه في المنطقة لان موقع ووضع حسن نصر الله لايشبه وضع الامين العام السابق موسوي الذي اغتالته اسرائيل عام 1992 د. شعث ينفي : من جهته نفى النائب د.نبيل شعث في تصريح لوكالة"معا" ماذكرته صحيفة "يديعوت" . وقال شعث" ان هدف هذه الانباء هو ضرب حكومة الوحدة الوطنية , وهو ما يدلل على عدم رغبة اسرائيل والولايات المتحدة بعملية سلام في الشرق الاوسط". واتهم شعث حركة حماس وتصريحاتها الاخيرة حول اتفاق حكومة الوحدة بتعزيز مثل هذه الاشاعات الاسرائيلية , واضاف قائلا" نحن والعرب والاوروبيين نريد حلا بينما اسرائيل وامريكيا لا يردان ذلك, بحجة ان حماس لا تقبل بشروطهما وغير قادرة على اتخاذ قرار . ودعا شعث حركة حماس الى اتخاذ موقف واضح من حكومة الوحدة باعتبارها درعا واقيا للشعب الفلسطيني واضاف " اذا اردنا ان تقف اوروبا معنا يجب ان نكون وحدة واحدة". |