|
رسالة مروان البرغوثي الى مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع
نشر بتاريخ: 12/05/2011 ( آخر تحديث: 12/05/2011 الساعة: 19:05 )
المانيا-معا- شاركت المحامية فدوى البرغوثي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع والذي عقد تحت عنوان "جيل العودة يعرف دربه"
وحضر المؤتمر الذي عقد في مدينة بوفورتال الألمانية عدد كبير من الشخصيات الوطنية وممثلي الجالية الفلسطينية في مختلف أنحاء أوروبا ومملثي مؤسسات وجمعيات خيرية وتضامنية، إضافة الى حشد كبير من الجالية الفلسطينية وشخصيات عربية كان لها حضورها في ربيع الثورات العربية وكانت البرغوثي التقت على هامش المؤتمر العائلات الفلسطينية التي جاءت للمشاركة من مختلف الدول الأوروبية تمسكا بحق العودة وتأكيدا على توارث الأجيال لمسيرة الحرية والعودة والإستقلال حتى تحقق أهدافها التي ضحى من أجلها الشهداء والأسرى وعموم الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لعقود طويلة. البرغوثي هنأت الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وإنتماءاته وأماكن تواجده بإتفاق المصالحة والوفاق الوطني، وقدمت الشكر العميق للشعب المصري وقيادته وثورته ولكل من ساند وساهم في الوصول الى إنهاء الإنقسام، كما أكدت أن رهان إسرائيل على نسيان الأجيال الجديدة لحق العودة سقط أمام تمسك الأجيال الجديدة في الوطن والشتات بحق العودة جيلا فجيل. والقت البرغوثي رسالة من القائد المناضل مروان البرغوثي الى المؤتمر وفيما يلي النص الكامل للرسالة : بسم الله الرحمن الرحيم الأخوات والإخوة أعضاء المؤتمر،، الأخوات والإخوة الحضور الضيوف،، أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،، أبناء أمتنا العربية والإسلامية،، يشرفني ويسعدني أن أخطابكم اليوم من زنزانتي الصغيرة المظلمة، ومن وسط آلاف الأسرى والمعتقلين، وأن أتوجه لكم بأسمى آيات الحب والتقدير والاحترام وأحييكم وأشد على أياديكم في هذا اليوم المشهود في تاريخ شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وأتوجه من خلالكم بتحية الإجلال والإكبار لشعبنا العظيم الصامد المرابط والمقاوم في الوطن وفي المنافي، وبتحية العز والفخر لكل شهداء شعبنا وأمتنا الأكرم منا جميعا يتقدمهم الشهيد الرئيس القائد ياسرعرفات والشيخ الجليل الأمام أحمد ياسين والقائد الكبير أبو علي مصطفى والقائد د. فتحي الشقاقي والقادة الشهداء أبو جهاد وعمر القاسم وشهيد القدس الراحل الكبير فيصل الحسيني وكل الشهداء، ونعاهدهم وإياكم عهد المناضلين للمناضلين وعهد التلاميذ للمعلمين الكبار كما نعاهد شهداء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية على مواصلة طريقنا لتحقيق الأهداف النبيلة والمشروعة التي ناضلوا واستشهدوا من أجلها. الأخوات والإخوة، ينعقد مؤتمركم هذا تعبيراً عن الإنتماء العميق والوفاء الأصيل لشعبكم وأمتكم، وتعبيراً عن أصالة هذا الشعب ونهضته وتمسك أجياله الجديدة بحق العودة المقدس الذي يشكل جوهر قضيتنا الفلسطينية، هذا الحق غير القابل للمساومة وسيتحقق بإذن الله طال الزمان أم قصر..، كذلك يأتي مؤتمركم هذا في زمن الربيع العربي، زمن الثورات العربية من أجل الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي وضد الفساد والاستبداد، وبعد انتصار ثورتي تونس ومصر والذي هو إنتصار لفلسطين ولشعبها وقضيتها، وهو ربيع إنتظرناه عقوداً طويلة من الزمن وأحمد الله أننا نعيش هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الأمة العربية، وأنا على ثقة أن تحرر ارادة الشعوب العربية وانعتاقها من نير الاستبداد والظلم والقهر سيؤدي الى تضامن واسناد غير مسبوق لكفاح الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمناً غالياً بسبب فشل وعجز وتقاعس النظام العربي الرسمي وتبعيته للسياسة الامريكية. وقد شهدنا في الأسبوع المنصرم أولى ثمار هذه الربيع العربي بتوقيع إتفاق المصالحة في القاهرة برعاية الثورة المصرية العظيمة والقيادة الجديدة، وإننا بهذه المناسبة نتوجه بكل التحية وجزيل الشكر والتقدير لمصر وقيادتها وشبابها وثورتها التي لولاها لما أمكن إنجاز هذا الإتفاق، كما نتطلع الى مزيد من الإسناد والدعم الشعبي والرسمي المصري لنضال شعبنا في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي والإنهاء الكلي للحصار على قطاع غزة. إن هذا التغيير في العالم العربي يستدعي أن يقابله تغيير في النهج والسياسة للقيادة الفلسطينية والتوقف عن الرهان على ما يسمى بالرعاية الأمريكية وعلى ما يسمى بعملية السلام التي هي بالفعل ميته منذ سنوات وأثبتت المفاوضات فشلها على مدى العقدين الماضيين. الأخوة والأخوات..أبناء شعبنا العظيم الحضور الكريم... لقد تلقينا خبر التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية، بكثير من الفرح والسرور، ونعتبر هذا التوقيع بشرى سارة لشعبنا بأسره في الوطن والشتات، ولكل أبناء الأمة العربية والإسلامية. وإننا بهذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا الذي رفض الإنقسام ووقف في وجهه منذ اليوم الأول. كما نتوجه بالتحية للجهود المخلصة والصادقة التي قدمها كل من أسهم في هذا الإنجاز العظيم. إننا بهذه المناسبة ومن خلالكم مؤتمركم هذا، نكرر دعوتنا لحركتي فتح وحماس الى الإلتزام الأمين والصادق بتنفيذ الإتفاق والعمل على تذليل أية عقبات على قاعدة الحوار الأخوي والتسامح، وطيّ صفحة الإنقسام الأسود الى الأبد، والعودة الى إحترام القانون الأساسي والعمل وفق أحكامه، وكذلك إحترام سيادة القانون وبناء قضاء فلسطيني مستقل يشكل مرجعا لحلّ كافة الخلافات في المستقبل، كما نؤكد على ضرورة تحديد موعد نهائي وملزم للإنتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني والإنتخابات المحلية. وتجدر الإشارة الى أننا اكدنا مرارا وتكرارا على أن الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار للشعوب المقهورة ولحركات التحرر الوطني، وأن الشراكة الوطنية هي الضمان الوحيد لإنجاز الحرية والعودة والإستقلال وبناء مؤسسات الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، كما نؤكد مجددا أن الإلتزام الصادق والأمين بوثيقة الأسرى للوفاق الوطني كفيل بتحقيق الشراكة الوطنية وتجاوز كل العقبات ونؤكد أن شعبنا لن يتسامح مع كل من سيحاول تخريب المصالحة الوطنية وإعاقة تنفيذ ما يتم الإتفاق عليه. كذلك نتوجه من خلال مؤتمركم هذا الى شعبنا العظيم في كافة أماكن تواجده والى كل القوى والفصائل والمؤسسات والحراك الشعبي والشبابي والشخصيات الوطنية الى العمل على تنظيم أوسع واكبر مسيرات سلمية في الخامس من حزيران القادم بمناسبة مرور 44 عاما على الإحتلال الأسوأ والأطول والأبشع في التاريخ المعاصر، وإعتبار ذلك مناسبة لتجسيد التلاحم الوطني ولإسماع العالم صوت الشعب الفلسطيني تحت راية فلسطين وشعار واحد "الشعب يريد إنهاء الإحتلال..الشعب يريد العودة والحرية والإستقلال". وبهذه المناسبة أيضا نؤكد مجددا على أهمية الذهاب للأمم المتحدة دون تردد أو مساومة لأن لا جدوى للحديث عن أية مفاوضات مع حكومة الإحتلال والإستيطان العنصرية في إسرائيل. الأخوات والإخوة...الحضور الكريم نكرر تقديرنا وإعتزازنا بمؤتمركم وجهدكم الكريم، ونشد على أياديكم ونحييكم ونعاهدكم على مواصلة النضال والمقاومة حتى الحرية والعودة والاستقلال، وأقول لكم أن شعبنا لم يكن في أي وقت أقرب من اليوم من تحقيق وانجاز حقوقه الوطنية بفضل صموده ومقاومته وتضحياته وإرادته وإيمانه اللامحدود في حقه في ارض الآباء والأجداد وسيحتفل شعبنا في شوارع القدس وأزقتها وفي ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بحريته وبعودته واستقلاله قريباً، فموعدنا القدس إن شاء الله. أتمنى لمؤتمركم النجاح والتوفيق. عاشت فلسطين .... عاشت منظمة التحرير الفلسطينية |