|
خلال جولة -فياض يفتتح عددا من المشاريع ويتفقد عدداً من المؤسسات
نشر بتاريخ: 12/05/2011 ( آخر تحديث: 13/05/2011 الساعة: 09:10 )
بيت لحم-معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، على أن طريق شعبنا لم تكن يوماً مفروشة بالورود، وقال "ما تجاوزناه من صعاب منذ النكبة وسنوات التشرد، لم يزدنا إلا صموداً وتحدياً وإصرارا على إيصال مشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس"، وأضاف "ما نمر به الآن من أزمة ستمر بصمودكم وتحديكم وإصراركم في العيش بحرية وكرامة".
وشدد فياض على أن حلول الذكرى الثالثة والستين للنكبة هي مناسبة لتعزيز صمود شعبنا وتمسكه بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف. جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح مشروع تأهيل شبكة المياه في مخيم الدهيشة، بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ورئيس اللجنة الشعبية في المخيم وعضو المجلس التشريعي محمد اللحام "أبو خليل"، وأعضاء اللجنة الشعبية، وأبناء المخيم، ورئيس سلطة المياه د.شداد العتيلي، ورئيس مجلس إدارة سلطة مياه بيت لحم د.فيكتور بطارسة، ورؤساء بلديات بيت جالا وبيت ساحور، وعدداً من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية وهيئات الحكم المحلي. وأشار فياض إلى الانجازات التي تحققها السلطة الوطنية على درب استكمال تعزيز الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وخاصة بعد الإقرار المجتمع الدولي والعالم بأسره بهذه الجاهزية، وأن ذلك يتطلب حث الخطى من أجل إعادة الوحدة للوطن، وقال "إن تعزيز هذه الجاهزية يتطلب وفي المقام الأول نجاح عودة الوحدة للوطن"، وأضاف "من أجل أن يتم ذلك لا بد من اتخاذ خطوات عملية للشروع في تنفيذه بصورة فورية، بدءاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتحمل مسؤولياتها الكاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وتابع رئيس الوزراء "هذا هو المطلوب، وبما يسدل الستار على هذا الفصل الكارثي والمأساوي في تاريخ شعبنا، وعلى ما يمكن أن يستغل أيضاً باتجاه التدليل على عدم جاهزيتنا لإقامة الدولة، مسقطين بذلك كل الذرائع، والتوجه موحدين لإنهاء الاحتلال" وأوضح فياض إلى أن السلطة الوطنية نجحت وعلى مدار السنوات القليلة الماضية في تحقيق تقدم كبير في اتجاه تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية والحاجة إليها، وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل عندما قررت احتجاز ووقف تحويل عائداتنا المالية، والتي تقوم اسرئيل بجبايتها من المواطن الفلسطيني الفقير قبل الغني، هي قرصنة مالية، الأمر الذي وضع السلطة في موضع يصعب عليها الوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليها وعدم القدرة على الوفاء بدفع فاتورة الرواتب والأجور، وقال "في هذا مخالفة واضحة للاتفاقيات التي تحكم العلاقة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، وأضاف "نحن لا نقبل أبداً أن يُملى علينا، ولا نقبل الابتزاز ولن نخضع له، ولا تقلقوا فسلطتكم الوطنية لم تستنكف يوماً عن دفع الالتزامات المترتبة عليها، ومشكلة الرواتب لا بد وأن تحل وسنتجاوز هذه الأزمة قريباً"، وتابع "هذه الممارسات الإسرائيلية لن تثنينا عن تحقيق هدفنا في الحرية والاستقلال". وأشار فياض إلى أن السلطة الوطنية تتابع هذا الأمر على كافة المستويات لحشد أكبر قدر ممكن من الحشد الدولي للضغط على حكومة إسرائيل للتوقف عن هذه الأفعال وعن اتخاذ إجراءات وممارسات لفرض القيود على السلطة الوطنية، وخاصة فيما يتعلق بتأخير دفع عائداتنا المالية، وقال "ما نحتاجه من المجتمع الدولي، وأكثر من أي وقت مضى هو التدخل الفاعل لإنهاء هذه القيود ورفعها، وإنهاء نظام التحكم والسيطرة التعسفي الذي تفرضه إسرائيل على أبناء شعبنا، وخاصة فيما يتعلق بتحويل عائداتنا المالية، والتي هي حق لشعبنا". وتساءل رئيس الوزراء بأنه إذا لم يتمكن المجتمع الدولي بكامل قوامه وقواه المؤثرة من التدخل بفاعلية لوقف هذه المخالفة الواضحة والصريحة، فما الذي يمكن لنا أن نتوقعه ونحن نحتاج إلى التدخل الدولي لما هو أهم بكثير، والمتمثل بالتحرك السريع والفوري والتدخل المباشر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة على كامل حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشريف. كما أكد رئيس الوزراء على ضرورة استمرار انجاز هذه المشاريع الهامة الحيوية لشعبنا، وخاصة في المناطق التي كانت تعاني من نقص في المياه، وقال "الجميع يدرك مدى الإجحاف بحقوقنا المائية، والسيطرة الإسرائيلية على هذه الحقوق، وخاصة في جنوب الضفة الغربية وقطاع غزة، التي لن تحل دون أن نحصل على حقوقنا المائية كاملة"، وأضاف "فصل الصيف على الأبواب وهناك العديد من المبادرات والمشاريع الهامة في هذا المجال، والسلطة الوطنية لن تدخر أي جهد لحل هذه المشاكل" وبعد الانتهاء من حفل الافتتاح تجول رئيس الوزراء في أزقة المخيم، واطلع على مناحي الحياة اليومية التي يعيشها المواطنين فيه. جدير بالذكر أن مشروع تأهيل شبكة المياه ساهم تنفيذ هذا المشروع بحل المشكلة البيئية التي واجهها المخيم نتيجة اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب، وساهم أيضاً بتقليل نسبة الفاقد في شبكة المياه، وتم تمويله من السلطة الوطنية بقيمة 4 مليون شيكل. وفي بلدة نحالين، وفي مستهل جولته في محافظة بيت لحم اشتملت على نحالين وواد فوكين والدهيشة وبيت جالا وبيت لحم وخلايل اللوز، افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مدرسة نحالين الثانوية للبنات، بحضور حشد كبير من أهالي البلدة، ورئيس مجلس قروي نحالين أسامة شكارنة، والقنصل الأمريكي العام داني روبنستاين، ورئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مايكل هارفي، والسيد جمال العارف مدير مؤسسة أنيرا، وعدداً ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية. وأكد فياض خلال كلمته في حفل الافتتاح، على أن الممارسات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا، وفي مقدمتها القرار الإسرائيلي التعسفي بهدم أكثر من عشرة منازل في قرية الولجة في محافظة بيت لحم، لن تزيد شعبنا إلا إصرارا وتحدياً لنيل حقوقه المشروعة كافة، وقال "نحن أصحاب الأرض، وأصحاب القضية، ومن منطلق إيماننا بعدالة قضيتنا، كلي ثقة بأننا، سنصل إلى انجاز أهداف مشروعنا الوطني والمتمثل أساساً في إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة" وشدد رئيس الوزراء على أن التربية والتعليم هي عنوان أساسي من عناوين برنامج السلطة الوطنية، وأن الإنسان هو هدف التربية والتعليم وأداته الأساسية، وخلق المواطن الفلسطيني القادر على المساهمة في الجهد الوطني المبذول على كافة المستويات، وتعزيز ثقة شعبنا وقناعته بحتمية انجاز مشروعنا الوطني. وهنأ فياض أهالي القرية على انجاز المدرسة، وقال: "أسعد بشكل خاص عندما يشمل برنامج العمل على مشروع من هذا النوع، وخاصة في مجال التربية والتعليم"، وأضاف "أهنئكم على هذا الانجاز وعلى هذه الإضافة النوعية للبلدة، الغنية بكم والقوية بعزيمتكم". ورحب رئيس الوزراء بالضيوف، وشكر وكالة التنمية على ما قدمته وتقدمه من مشاريع هامة وحيوية لأبناء شعبنا في كافة المجالات كالتعليم والصحة والبنية التحتية، وقال " نتطلع للاستمرار في العمل مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتنفيذ المزيد من المشاريع على درب الإعداد والتهيئة لإقامة الدولة، والتي أراها تتجسد في كل مشروع ينجز"، وأضاف " لقد تم انجاز، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية، أكثر من 195 مدرسة في مختلف المناطق، وها هي نحالين يوجد بها الآن 8 مدارس من أصل مدرستين في العام 2000". جدير بالذكر أن مشروع بناء مدرسة نحالين الثانوية للبنات بلغت تكلفته 1.11 مليون دولار، مولت منها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 1.5 مليون دولار، وتبرع أهالي البلدة بمبلغ 600 ألف دولار، وتم تنفيذه من قبل مؤسسة أنيرا. وفي وقت لاحق تفقد رئيس الوزراء قرية واد فوكين، واجتمع مع رئيس وأعضاء المجلس القروي، وفعاليات وأهالي القرية، حيث استمع خلاله إلى عدد من القضايا التي تمس حياة المواطنين في القرية، كما تفقد نادي معاقين بيت لحم الرياضي في بلدة بيت جالا، واجتمع مع الهيئة الإدارية للنادي، واستمع إلى شرح حول أهم إنجازات الجمعية في مجال التأهيل وتنمية القدرات، والخدمات التي تقدمها من أجل تأهيل المعاقين ودمجهم في المجتمع، كما استمع إلى المشاكل التي تعاني منها الجمعية، وأشاد بجهود الجمعية في مجال التأهيل وتنمية القدرات، مبديا إعجابه الكبير بالخدمات المتميزة التي تقدمها الجمعية، وبالجهد الكبير الذي يبذله كوادرها ومتطوعوها في هذا المجال. وفي مدينة بيت لحم افتتح رئيس الوزراء الطابق الرابع ومدرج مدرسة النخبة التابعة لجمعية رعاية اليتيم، والذي تم تمويله من السلطة الوطنية بقيمة 250 ألف دولار. كما افتتح مشروع الكهرباء في مشروع إسكان الخريجين في منطقة خلايل اللوز التابع لرابطة خريجي جامعة بيت لحم. وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق قد شارك في الحفل الختامي للمونديال الثقافي، والذي نظمه اتحاد الطلبة المقدسيين، بمشاركة 115 مدرسة من جميع مناطق القدس، وتحت إشراف جامعة القدس. وعبر فياض عن سعادته بحضور الحفل الختامي للمونديال، وشدد على أهمية البعد الثقافي لقضيتنا والحفاظ على الهوية الثقافية وصونها وبلورتها، كجزء لا يتجزأ من مشروع التحرر الوطني، وخاصة في المراحل الأولى بعد النكبة والتشرد، وما كان من شأنه أن يستهدف الهوية طمساً وتهميشاً، ومساهمته في تعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء، ومن وحي الأمل لتعزيز الإرادة، إلى أن أصبح لهذا البعد عنواناً وحاضنة متمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. وأكد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تعمل وبكل الوسائل المتاحة لها لتعزيز صمود المواطنين في القدس الشرقية، للتصدي لسياسة الاحتلال وممارساته ومشروعه الاستيطاني، وذلك من خلال النهوض بدور المؤسسات الفلسطينية فيها، وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف المجالات، وتطوير مدى الاستجابة العملية للعديد من المبادرات في مختلف المجالات، والتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، وبما يستهدف أساساً الاستجابة لاحتياجات المواطنين المختلفة، وتعزيز قدرتهم على البقاء، ومواجهة هذه الممارسات. وقال فياض "التفاؤل بالنسبة لنا ليس حالة ذهنية، بل هو قرار وطني، وعلينا أن تتفاءل"، وأكد على أن القدس هي قبلة مشروعنا الوطني ورمز ثقافتنا". وتوجه رئيس الوزراء إلى الشباب والطلبة بالقول: أنتم حماة العاصمة، ومدارس القدس لن يدرَّس فيها إلا المناهج الوطنية الفلسطينية"، وأضاف "السلطة الوطنية ستقف دائماً إلى جانب أبناء شعبنا، وخاصة في القدس العاصمة الأبدية لدولتنا"، وتابع "الاحتلال والجدران واستيطانه إلى زوال، فنحن هنا منذ البدايات وسنظل هنا حتى النهايات". وهنأ رئيس الوزراء الشبان والشابات الفائزين في المونديال الثقافي، وقال "أنت لستم المستقبل، انتم الحاضر، ومن خلال تعلمكم وتعزيز معرفتكم أنتم تهيئون أنفسكم ليس للقيادة في المستقبل، بل الآن". |