وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللاجئين بالنصيرات تصدر رسالة سياسية بمناسبة ذكرى النكبة الـ 63

نشر بتاريخ: 13/05/2011 ( آخر تحديث: 13/05/2011 الساعة: 19:34 )
غزة -معا- أصدرت اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات رسالة سياسية بمناسبة الذكرى الـ 63 للنكبة ، قالت فيها " إن النكبة الفلسطينية في عام 1948, لا تعني الهزيمة العسكرية للجيوش العربية والشعب الفلسطيني، واحتلال الأرض، فالهزيمة العسكرية قد تحدث لأي دولة تدخل في حرب في دولة أخرى.

وقالت اللجنة :إن ما حدث عام 1948 لم يكن حرباً بين دولة ودولة أخرى، بل كانت حربا بين عصابات مسلحة شبه منظمة، وشعب آمن مستقر في أرضه، أعزل من السلاح، إلا ما ندر. لهذا فالنكبة في مفهومها العميق هي تهجير الفلسطينيين من وطنهم، ودفعهم بقوة السلاح والإرهاب إلى خارج وطنهم، لتخلوا الأرض من السكان، من أجل جلب سكان آخرين ليحلوا مكانهم، تلك هي النكبة الحقيقية للشعب الفلسطيني ، وبناء على هذا، تصبح قضية فلسطين هي قضية شعب هجر من وطنه بقوة السلاح والإرهاب، علينا أن نعيد هذا الشعب المشرد إلى وطنه في أراضي عام 48."

وقال الكاتب والباحث ناهض زقوت مسؤول الملف السياسي باللجنة الشعبية بالنصيرات " تأتي الذكرى الثالثة والستين للنكبة، ومازالت قضية اللاجئين مجسدة في شواهدها الحاضرة، المخيمات، إذ بلغ عدد مخيمات اللاجئين الموزعة في الشتات العربي كالتالي: قطاع غزة (8 مخيمات)، الضفة الغربية (18 مخيما)، الأردن (10 مخيمات)، لبنان (13 مخيما)، سوريا (13 مخيما). مما يعني أن ثمة (59) مخيما ما زالت شاهدة على نكبتنا. وهذه المخيمات يبلغ عدد لاجئيها نحو (4.766.670) حسب إحصائيات الوكالة للعام 2010. وهذا لا يعني أن هؤلاء هم اللاجئون الفلسطينيون فقط، بل ثمة لاجئون في مصر، والعراق، السعودية، والخليج العربي، واستراليا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية. ونعتقد انه لا يوجد بقعة في العالم إلا ويوجد فيها لاجئ فلسطيني " .

وواصل زقوت " لقد أعادت الحركة الوطنية الفلسطينية وحدتها الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، بعد أن تشرذمت وتشتت بفعل النكبة، ورفعت المنظمة شعار العودة والتحرير، كمنطلق كفاحي وسياسي، وعليه كان برنامجها الوطني. وشكل الترابط بين قضيتي الأرض واللاجئين أساس البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولمجمل أطراف حركة التحرير الوطني الفلسطينية، وكان النضال لتحرير الأرض، يعني في الوقت نفسه النضال لعودة اللاجئين، والعكس صحيح أيضاً. وهو ما جعل مخيمات اللجوء في الخارج بؤرة التحرير وحاضتها ووقودها، مثلما كانت مخيمات اللجوء في الداخل، مفجرة لانتفاضة الخلاص من الاحتلال، وصاحبة الرصيد الأكبر في المعاناة والتضحيات " .

وعن دور اللجان الشعبية بالمخيمات الفلسطينية ، قال الباحث زقوت " من رحم اللاجئين وبدعم من منظمة التحرير تكونت اللجان الشعبية في المخيمات، كحاضنة للاجئين ومدافعة عن حقوقهم، وتعمل على تقديم الدعم والمساندة للاجئين، وتنظم النشاطات والفعاليات التي تناقش قضية اللاجئين وحق العودة، من جميع جوانبها: السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والفنية، والرياضية.

وأوضح الكاتب زقوت " دأبت إسرائيل منذ إعلانها على نفي مسؤوليتها عن النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني, وتحمل المسؤولية إلى الدول العربية التي جاءت لمحاربة إسرائيل, في محاولة منها للتنصل من الجريمة السياسية والأخلاقية والإنسانية التي ارتكبتها، فهي التي تتحمل المسؤولية المباشرة والأساسية في نكبة شعبنا، كما يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة الإنسانية, إلى جانب إسرائيل، الذين ساهموا في إنشاء الكيان الإسرائيلي وسانده ودعمه بالمال والعتاد، بريطانياوامريكا " .

وأكد زقوت أن المجتمع الدولي ما زال الممثل بالأمم المتحدة ينظر إلى مأساة الشعب الفلسطيني بأعين يهودية, دون أن يتحرك لينفذ قراراته التي دبجها بالخطب والعبارات المنمقة, والتي لم تعد تساوي في نظر إسرائيل الحبر الذي كتبت به. لقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1948 مئات قرارات التي تناولت قضية اللاجئين الفلسطينيين, وأهمها قرار 194 الصادر في 11/12/1948 والذي تكررت الإشارة إليه في القرارات اللاحقة وحتى عام 2010, وينص القرار: "تقرر وجوب السماح بالعودة في اقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم .. وجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسئولة" ، موضحاً زقوت " بموجب هذا القرار تشكلت لجنة التوفيق الدولية وأوكل إليها مهمة "تسهيل عودة اللاجئين وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي. وكذلك دفع التعويضات وبالمحافظة على الاتصال الوثيق بمدير إغاثة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين ومن خلاله بالهيئات والوكالات المتخصصة المناسبة في منظمة الأمم المتحدة"

ورأى الكاتب والباحث ناهض زقوت أن القرار 194 يعتبر الأساس لجميع قرارات الأمم المتحدة بشأن اللاجئين لاحقا, ونذكر أن اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل كدولة مشروط بتنفيذها هذا القرار. الا أن إسرائيل لم تنفذ القرار وبقي العالم معترفا بها, وبقيت قضية اللاجئين وحق العودة عالقة في أروقة المفاوضات, وبقي اللاجئ الفلسطيني عالقا في المخيم ينتظر العودة.