وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من النكبة الى الدولة والقدس في قلب المشهد ...

نشر بتاريخ: 14/05/2011 ( آخر تحديث: 14/05/2011 الساعة: 12:28 )
بقلم: ياسين الرازم.

الحصار الامني الذي فرضته قوات الاحتلال صباح الجمعة على المسجد الاقصى والبلدة القديمة من القدس، لم يأت من فراغ او لمجرد ان تلك القوات تريد استعراض عضلاتها وقواتها ،بل لتحقيق عدة اهداف غير معلنة الا انها باتت مكشوفة للقاصي والداني للطفل في الشارع والتاجر والعامل والفلاح والطبيب والمهندس وللمثقف وغير المثقف ، فهذا الكيان بدأ ينظر للاحداث التي تشهدها الدول العربية ويخشى ان تمتد لفلسطين في ثورة شعبية سلمية تستخدم فيها كافة الطرق والوسائل الشعبية والجماهيرية والاعلامية لكشف اثار ثلاثة وستون عاماً من الاحتلال والظلم واللجوء والصمت العربي المخزي ، وكما يقولون لكل شيخ طريقته ورغم تعدد اساليب الاحتجاج خلال السنوات الطويلة الماضية الا انها كانت دوماً تقليدية، بعكس هذا العام الذي ابتكر فيه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب وبدعم من رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية اسلوباً جديداً اكثر فاعلية وتأثيراً وذكاءً في مخاطبة العالم وذلك من خلال اقامة بطولة دولية على الاراضي الفلسطينية تشارك فيها فرق من هنغاريا وتشيلي و السنغال وجنوب افريقيا وموريتانيا والاردن والجولان السوري المحتل الى جانب خمسة من فرق الصفوة في دوري المحترفين الفلسطيني.

وعلى الرغم من اننا كنا نتمنى ان تكون الفرق المشاركة من طينة الفرق الكبيرة والمعروفة الا ان الغاية من البطولة تتعدى حسابات الفوز والخسارة حسبما افاد احد رؤوساء الفرق المشاركة وهو رئيس وفد نادي الجزيرة الاردني ونائب رئيس النادي سلمان الحجاوي عندما قال ان زيارتنا لفلسطين ومشاركتنا في بطولتها الدولية اهم بكثير من الفوز بتاج البطولة وفي هذا التصريح معاني ودلالات كبيرة جداً وتشجع الفرق العربية لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وشبابه وحركته الرياضية وهو ما ذهب اليه رئيس الوفد الموريتاني محمدو سالك عندما اعتبر هذه البطولة مقدمة لاحتضان فلسطين لبطولات اسيوية رسمية او غير رسمية .

اذاً فهي رسالة الرياضة الوطنية الفلسطينية لكل شعوب العالم اننا باقون فوق ارضنا متمسكون بحقوقنا وبعودتنا ابناء شعبناً من مختلف اماكن اللجوء والشتات مهما طال الزمان او قصر وهي قصة اصرار شعب ومفتاح وكوشان طابو نورثها للاجيال جيل بعد جيل حتى يأذن الله بأمره ويحق الحق بكلماته بحق هذا الشعب الصابر والمرابط .

مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية التي قدمت بالامس الشهيد الشبل ميلاد سعيد عياش ابن قرية سلوان الصامدة ورغم الجرح والالم تتجمل في هذه الايام وهذه البطولة من خلال احتضان بوابتها الشمالية استاد فيصل مباراة الافتتاح بين الامعري الفلسطيني بطل دوري المحترفين وفريق رايسنغ دكارالسنغالي بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر في ثاني زيارة له لفلسطين ومباريات المجموعة الثانية وعدد من مباريات المجموعات الاخرى الى جانب مباريات المربع الذهبي وستكون حاضرة بالفعل والاسم من خلال ممثلها نادي هلال القدس وصيف دوري المحترفين .

بقي امر لا اعتقد انه غائب عن فكر قائد المسيرة الرياضية اللواء جبريل الرجوب ويتمثل في اعداد جدول للفرق الزائرة لزيارة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وخير فعل اتحادنا العتيد عندما وزع مباريات البطولة على ملاعب الوطن من جنين شمالاً الى الخليل جنوباً لتتعرف هذه الاندية وتشاهد بام عيونها الاثار السلبية للاحتلال والعدوان واغتصاب الحقوق وفي الوقت نفسه عظمة هذا الشعب رغم كل الاحزان والمأسي لانه باختصار شعب يستحق الحياة فوق تراب طهور يتشرف الانسان ان يقبله لانه مجبول به الدماء الزكية لالاف الشهداء واخرهم الطفل عياش الذي استبق الاحداث بدمه وارسل بروحه الزكية رسالة لكل العالم يكفي احتلال ولجوء واغتراب .