|
الجنين مهند.. حلم والده الأسير عمار الزبن.. في ذمة الله
نشر بتاريخ: 16/05/2011 ( آخر تحديث: 16/05/2011 الساعة: 18:30 )
لقد تلقيت مساء هذا اليوم خبراً مؤلماً ومحزناً جداً .. جاء وقعه على نفسي كالصاعقة .. لم أتمالك نفسي .. فبكيت بكاءً مُراً .. وسالت الدموع غزيرة من عيني .. وسحت حرَّى على وجنتي .. كم تألمت لرحيله .. كم حزنت على فراقه قبل أن يرى ويُبصر النور .. بكيته لأنه كان أمل والده .. لأنه الحلم الذي داعب خيال الأسير عمار الزبن على مدار خمسة عشر عاماً .. تلك السنوات التي طحنتها رحى سجون الاحتلال من عمره المديد والمبارك من مدة محكوميته البالغة 26 مؤبداً وخمسة وعسرين عاماً إضافية .. لقد عاش الأسير البطل والمحكوم بالمؤبد مدى الحياة عمار الزبن ورغم قساوة القيد وبطش السجان .. الأمل بان يرزقه الله طفلاً ذكراً يسميه مهند .. وبطريقته الخاصة والشرعية تغلب على الجدران والقضبان .. وما هي إلا فترة قصيرة حتى تناقلت السجون الخبر السعيد والمفرح عندما نجحت عملية الزراعة .. وفرح الأسرى لفرح عمار .. ووصلت رسائل وبرقيات التهاني من كافة سجون ومعتقلات الاحتلال .. وخرجت التهاني من زنازين العزل ألإنفرادي والجماعي، والكل يبارك لعمار أمله وحلمه الجديد .. وكم كانت فرحة أهل عمار وخصوصاً زوجته أم بشائر النصر وكريماته يشائر النصر وبيسان المحبة وشقيقات عمار ومحبي عمار وأصدقاء عمار وأقارب عمار .. الجميع عاش الفرحة والأمل أسابيع لم تتجاوز السبعة حتى كان هذا اليوم عندما أجريت الفحوصات الأخيرة للتأكد من سلامة الجنين " مهند " وإذا بالخبر الصاعق يهز كياني .. ويهز وجداني وكل محبي عمار .. فصرخت وبكيت ولكن بُكاء الرجال، لأنني حقاً لم أتمالك نفسي .. وعندما تحدثت مع شقيقة عمار قبل الحديث مع زوجته كانت كلماتها معبرة .. نعم قرر أن يرحل قبل أن يأتي ... عزم على أن يلفظ الحياة قبل أن تركله برجلها .. أبى أن يكون رقما عابرا عل هامش دفتر المنسيين ... فذهب بصمت واعتذر من والده الأسير البطل عمار الزبن: بابا عمار .. سامحني. لم أستطع أن أخرج للدنيا وأنت بعيد عني هناك في بطن الحوت، في ظلمة السجن، خلف قضبان سجون الإحتلال .. بابا عمار لا تحزن على فراقي لأنني لم أقدر أن أكون لك ذاك الإبن البار بوالد الأسير البطل .. فشاءت الأقدار أن يكون موتي أفضل.
مهند .. الذي طالما حلمت به ودعوت الله أن يبعثه ويدب الروح فيه ويرزقك به شقيقاً " لبشائر النصر" و " بيسان المحبة " ألتحق بجدته الشهيدة عائشة وعمه الشهيد بشار ورفاق دربك الشهداء الأبطال مهند الطاهر ومحمود أبو هنود وأيمن حلاوة في الجنة وكل شهداء فلسطين. أسأل الله لك الفرج القريب يا والدي عمار وأن يلهمك الصبر والسلوان على فراقي ابنك الذي لم ير الشمس مهند وهكذا اسدل الستار على الحلم الذي راود عمار سنوات طويلة، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم آجرهم في مصيبتهم وارزقهم خيراً منها .. فأعظم الله أجركم أخي عمار وفك الله قيدك وقيد جميع أسرانا وأسيراتنا. |