وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مرة أخرى لا أحد ينصف المرأة الضحية..

نشر بتاريخ: 17/05/2011 ( آخر تحديث: 18/05/2011 الساعة: 10:11 )
غزة- معا- خضرة حمدان- تعيش ثلاث نساء وفتاة وخمسة أطفال ذكور على بواقي الزمن، تقتات جميعهن على بعض الخضار وما تصدق به الأغنياء من اللحوم وبعض الصدقات، لا لشيء إلا لأنهن تشردن بفعل " جريمة" مست إحداهن" فبات وجودهن خطراً على العائلة بعد أن سجن الذكور من الرجال والفتية.

القصة التي تناولتها "معا" مسبقاً كان لا بد من إعادة نشر تفاصيل أخرى حولها، لا لشيء سوى البحث عمن ينصف هذه العائلة ويخرج ذكورها من السجن بعد أن ينالوا عقابا عادلاً لا عقاباً انتقاميا.

تعاطفتْ معهن عائلةٌ عليها بعض ملامح الثراء فأسكنتهن بيتاً صغيراً خلف المنزل الحديث، أشبه ما يكون بشيء كان يمكن أن يكون منزلاً لا تتجاوز مساحة غرفتيه بعض العشرات من الأمتار أمامه ممر طويل أكل عليه الزمن وشرب، ترتب النساء حاجياتهن وأغراض أطفالهن في كومات من القماش التي تختفي معالمها مرة وتظهر مرات، المطبخ لا يجدر به أن يكون مطبخاً ولا بيت الراحة يمكن أن يكون إلا للتعب والشقاء.

كانت الأم فاطمة تحاول بكل جد أن تعيش واقعاً مختلفاً حين قدمت من إحدى دول الخليج حيث عاشت ثراء فاحشاً ولكنها فوجئت بقصة قصمت ظهرها وجعلتها تبيع ما تملك قطعة وراء أخرى حتى باتت "على الحديدة" لا تملك مالاً ولا صحة ولا سمعة طيبة بين الناس مما جعلها تهتف شاهقة من البكاء: "ليتني مت قبل أن أعود للوطن، ليتنا جميعا متنا قبل أن يموت من قتلنا".

القصة تدور حول طليقها الذي سولت له نفسُه ارتكاب فعل الفاحشة بابنته من طليقته حين بلغت الثالثة عشر من عمرها، حتى العشرين عاماً لم يكف عنها، استخدم ضدها كل أفعال الإجبار والضرب والترهيب والتخويف وعصا غليظة مغروسة بالمسامير، والضرب يكون بالجبهة أو على الجانبين أو على اليدين إن رفضت الخضوع.

كان السؤال: "لمَ لمْ تقدمي على الهرب"؟ أو " ماذا فعلت هل صرخت هل حاولت الانتقام منه"؟ الجواب: "كان يغلق فمي وكان يضربني ولم أقوَ على الهرب".

سبعة أعوام تخضع لما تبغض حتى جاءها الفرج، عادت أمُها من الدولة الخليجية على نية فتح مشروع يدر عليها رزقاً كان ابنُها الأكبر معها جاء ليتزوج من غزة، تم الزواج على فتاة كانت تحمل بابنهما الأول حين اكتشف الكارثة لقد كانت أخته مستباحة من أبيه، هرع إلى والده كان الجواب: "بنتي وأنا حر فيها" فكان العراك ثم ارتكب الابن جريمة القتل لقد قتل أبيه بـ 16 طعنة.

في عام 2005 سلم نفسه للشرطة الفلسطينية وبعد أن وقع الانقسام بين شطري الوطن فشكلت لجنة لتنظر في وضع السجناء الموجودين وأصدر بحقه حكم بالبراءة وأفرج عنه حتى عام 2011 حتى أعيد فتح القضية وسجن في شباط/ فبراير من هذا العام ليحاكم ويصدر بحقه حكم بالإعدام وأحكام مخففة بحق ثلاثة ذكور من العائلة قيل أنهم شاركوه الجريمة.

وبقيت السيدات الثلاث يحاولن إنقاذ الرجال وخاصة الابن الأكبر من الحكم المشدد إلا أن جهودهن تبوء بالفشل وتصد بأوجههن الأبواب ولا يجدن من يستمع لشكواهن وآهاتهن.

للاطلاع على التفاصيل يمكنكم زيارة التقرير الذي سبق نشره على الرابط التالي:
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=361994&MARK=%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9%89