|
اطباء بلا حدود: تعليق المساعدات يؤدي إلى تراجع خطير في مستوى الرعاية الصحية المتوفرة للفلسطينيين
نشر بتاريخ: 22/09/2006 ( آخر تحديث: 22/09/2006 الساعة: 10:13 )
معا- أعربت أطباء بلا حدود "منظمة دولية للمساعدات الطبية الإنسانية" عن قلقها إزاء التضاؤل المستمر لفرص العلاج الممنوحة للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في مدينة الخليل والمناطق المحيطة بها بالضفة الغربية.
واكدت المنظمة في بيان وصل"معا" نسخة عنه انه منذ تعليق المساعدات المالية الدولية للسلطة الفلسطينية من قبل المانحين الرئيسيين (الولايات المتحدة, الاتحاد الأوروبي, اليابان وكندا)، تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي المحتلة وبلغت درجة كبيرة من الهشاشة. واوضح البيان ان من بين الآثار الواضحة لوقف المساعدات المالية عن وزارة الصحة الفلسطينية تراجع مخزون الأدوية والمواد الطبية إلى مستويات حرجة، رغم بعض التبرعات المباشرة من هيئات مختلفة, مؤكدا بأن الوضع ازداد سوءا مع إعلان موظفي الصحة في 29 أغسطس الماضي إضرابا عن العمل بسبب عدم صرف رواتبهم منذ شهر مارس، عدا بعض المنح الجزئية، وذلك بسبب قطع الإمدادات. واشار البيان ان آثار هذا الإضراب بدأت جلية في مدينة الخليل، شأنها شأن باقي مدن الضفة الغربية، حيث توقفت كل المرافق الصحية عن العمل بما فيها على سبيل المثال أقسام الولادة- عدا إسعافات الطوارئ للحالات الخطرة, حيث أغلقت مراكز الصحة الأولية و عددها 112 مركزا أبوابها, وفي كل من الخليل و نابلس تم إغلاق كل الصيدليات التابعة لوزارة الصحة، مع استمرارها في تقديم بعض الأدوية القليلة للطوارئ كالأنسولين. واضاف البيان ان فرص السكان في الحصول على الخدمات الصحية و الأدوية تضاءلت وأصبحت شبه منعدمة, ورغم استمرار عمل الصيدليات الخاصة إلا أن الفقراء من الناس لا قدرة لهم على دفع أسعار الأدوية, وأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن أطباء بلا حدود تخشى من آثاره على الأوضاع الصحية للسكان عموما. وواكدت المنظمة انها تتابع هذا الوضع عن كثب منذ الأيام الأولى، كما شرعت في توزيع مساعدات طبية منذ شهر أبريل الماضي على المستشفيات في كل من قطاع غزة و الخليل. وفي شهر أغسطس ولسد للنقص المتزايد في الأدوية والخدمات الطبية فتحت منظمة "أطباء بلا حدود" نقطة طبية في الخليل حيث تستقبل المعوزين من المرضى وتقدم لهم بعض الأدوية الضرورية لعلاج الأمراض المزمنة و الحادة, وبسبب الإضراب أصبح هؤلاء غير قادرين اليوم على الحصول على الأدوية مما دفع المنظمة إلى التفكير في توسيع قائمة العقاقير التي توزعها لتمكين المرضى من متابعة علاجهم. واعربت المنظمة عن قلقها من آثار القرار السياسي القاضي بتعليق المساعدات عن السلطة الفلسطينية على شعب يعاني أصلا من شلل اقتصادي شبه تام من القيود المفروضة على حركته داخل الأراضي المحتلة. يذكر ان منظمة "أطباء بلا حدود" تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1989 للتخفيف من الآثار الصحية للنزاع, و منذ سنة 2000 ركزت المنظمة جهودها على تقديم الرعاية النفسية والدعم الطبي والاجتماعي للعائلات التي تعرضت لصدمات حادة أو التي لا تتوفر لها الرعاية الصحية, و تعمل فرق "أطباء بلا حدود" اليوم في كل من نابلس و الخليل و غزة. |