وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حتماً سنعود

نشر بتاريخ: 23/05/2011 ( آخر تحديث: 23/05/2011 الساعة: 14:37 )
بقلم: عودة الدولة - محرر جريدة الرأي الأردنية

لم يكن الطريق إلى بيت لحم سهلاً للغاية، عانينا من المرتفعات وثمة أمر يجب التوقف عنده، تراجيديا الوقائع تفصلك عن الوهم لتكتشف على ارض الطبيعة أناقة الشعب الفلسطيني واتزانه.

على جدران مثقوبة كتب صبي لم يبلغ خريفه السادس عشر

"حتماً سنعود "، كان الصبي يدرك انه حتما سيعود هو وأهله، وثمة بين العودة والحب والحنين تاريخ بالتأكيد سيتمرد على الجغرافيا.

يقولون..إذا اردت أن تأتي إلى مدينة تأكد أن سكانها على قيد الحياة..بيد أن بيت لحم أرهقتني بجمالها وطيبة أهلها رغم المحن والفقر والظروف..إمرأة تبيع ورق الدوالي على رصيف الذكريات..ورجل لديه (10) ابناء يسكن في غرفتين أكل عليهما الدهر وشرب أخفى دموعه بغية الثبات أن فلسطين حرة وولدت الاحرار وهنا تشعر بالحياة والولادة من جديد.

في الحكاية الفلسطينية..لمست عن قرب من خلال تغطيتي لاحداث بطولة فلسطين الدولية الاولى لكرة القدم (من النكبة الى الدولة) اسرار تجبرك على حب فلسطين جملة وتفصيلا.

ذات مساء عابر سالت دموعي في رام الله..استميحكم عذرا..حدث ذلك على باب قهوة بلدنا، شاهدت من قلب الحدث مجموعة من اللاعبين يتحدثون عن حسابات التأهل للدور الثاني..قال أحدهم وهو اسمر البشرة أن هلال القدس يجب أن يحرز البطولة لتعويض الدوري الذي ضاع من بين يديه بفارق الاهداف..فرد الآخر ..فريق تشيفل المجري حلو كثير وناس أكابر ونتمنى رؤيتهم في البطولات القادمة.

إستكمالا للتفاصيل، يأتي في ساعة متأخرة رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب إلى لوبي فندق الموفينبيك ويسأل كافة الجالسين على المقاعد..شو عملتم اليوم؟

يرفض أبو رامي وليس من عادته الرفض، إلا ان يكرر السؤال يومياً سواء أكان هناك مناسبة أو لم تكن وتلك جزئية تشير الى حرص الرجل البقاء في عالم الطوارئ.

القصة الفلسطينية نسجت خيوطها من رحم المعاناة دون تردد..فاز الجميع وخسر من لم يحضر..هنا سنكتب من جديد ما كتبه الطفل على جدران بيت لحم.. حتماً سنعود وسنعود وسنعود.

صبر الفلسطيني رسالة يحملها ساعي البريد بلا طوابع..من يطالعها عليه أن يرفع القبعات إحتراما للوهج الخارج من قلوبهم..عندها يردد الصدى بقوة..أرفع راسك أنت فلسطيني......