|
رائحة الدم.. جيوب خالية.. غياب نصف الرئيسيات على مائدة الافطار.. مظاهر رمضانية فلسطينية بحتة
نشر بتاريخ: 24/09/2006 ( آخر تحديث: 24/09/2006 الساعة: 10:53 )
غزة- معا- لم يكن يتوقع الفلسطينيون أن يأتي شهر رمضان الفضيل دون أن تصل الحكومة والرئاسة بمؤازرة الدول العربية إلى تحقيق صرف رواتب الموظفين العالقة مايزيد على السبعة أشهر، لاستمرار الحصار الاسرائيلي إلى جانب سياسة القتل, فقد أتى رمضان ودموع أهالي الشهداء لم تجف بعد، بالإضافة إلى اغلاق المعابر الذي ألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة.
الأسواق الفلسطينية أتت بما لا يشتهي شهر رمضان فالمتجول فيها يشهد سوء الحالة نتيجة لاستمرار الحصار الاقتصادي الخانق فلم تعد تعج بالمواطنين الذين يقصدونها للتبضع ولم يعد يسمع غوغاء وأصوات الناس وأحاديثهم هنا وهناك ومناداة للبائعين وكأن على رؤوسهم الطير، كما خلت الشوارع الفلسطينية من الأطفال والفتية الذين يعبثون بالفوانيس الرمضانية والألعاب النارية إلا أنها ازدحمت بأصوات المصلين القاصدين المساجد لأداء الصلاة والابتهال إلى الله بالدعاء علّ هذا الشهر يحقق بعض الانفراج في الأزمة لما يأتي به من الخير. وجبة الافطار الأولى التي خلت من الكماليات بل نصف الرئيسيات تناولها الفلسطينيون على أضواء الشموع بسبب ضرب الاحتلال الاسرائيلي لشركة الكهرباء فلم تعد حياة الفلسطينيين كما في الأعوام السابقة, تآمر اسرائيلي ودولي على تجويع الفلسطينيين, يصاحبه فلتان أمني على الصعيد الداخلي وعجز الأجهزة الأمنية عن حفظ الأمن زاد الحياة صعوبة وتعقيد. أنور صالحة صاحب احد المحال التجارية يصف حركة البيع بالبطيئة للغاية لافتا إلى أن المواطنين القلة الذين قصدوا "السوبر ماركت" للتبضع يقومون بالتركيز على الضروريات لاسيما المتعلقة بالسحور ويستغنون في ذلك عن الكماليات التي ذكرها في فوانيس رمضان، الفواكه المجففة, الحلويات والشكولاتة التي تعودوا شرائها في رمضان كل عام. ويضيف صالحة أن المواطنين يقبلون على شراء تلك المعلبات ذات الأسعار المنخفضة أكثر من أنواع الأطعمة ذات الأسعار المرتفعة وذلك بما يتماشى مع ما يمتلكون من النقود, معبرا عن أمله في أن يتم صرف رواتب الموظفين لكي يحدث انتعاش في الأسواق والمحال وأن يشهد هذا الشهر توقفا للقتل الإسرائيلي والفلتان الأمني بما يحقق الأمان للمواطنين. أم محمد (50 عاما) أم لتسعة أبناء تقول في استعدادها لشهر رمضان إنها لم تقصد الأسواق للتبضع ولكنها ستتدبر أمورها بما هو متوفر لديها من مخزون قائلة:" لقد تعودت الأم الفلسطينية على قساوة العيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي وأنها تستطيع أن تتحمل مالم تتحمله أم على وجه هذه الأرض" وتضيف أنها رغم المعاناة ستخلق الفرحة في بيتها في أيام شهر رمضان. وسام مبارك خريجة جامعية وأم لخمسة أطفال تتمنى أن تحصل من خلال شهادتها الجامعية على فرصة عمل لمساعدة زوجها الموظف الذي لا يتلقى راتبة مدة طويلة قائلة "وحياة صيامي لا يوجد في بيتي شيء ومش عارفة شو أفطرهم". وتضيف مبارك لم أتمكن رغم الحاح أطفالي من شراء الفوانيس الرمضانية كما تعودوا كل عام رغم أنها تباع بأسعار منخفضة. ويقول شادي نمر بائع" القطايف"- معجنات رمضانية- إن الوضع الاقتصادي يزداد سوءا عام بعد عام وأنه مرت ساعات عدة لم يتمكن فيها من بيع القطايف مرجعا عدم الاقبال هذا إلى اغلاق المعابر وعدم وجود انفراج اقتصادي ينعش الحياة في ظل غياب الرواتب. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيبقى الفلسطينيون تحت المعاناة والعالم يقف موقف المتفرج؟! |