وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة في بلغاريا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمناسبة النكبة

نشر بتاريخ: 25/05/2011 ( آخر تحديث: 25/05/2011 الساعة: 15:56 )
بيت لحم- معا- أحيت سفارة فلسطين، بالتعاون مع جامعة صوفيا الحكومية 'كليمنت أوخريدسكي' في بلغاريا، ذكرى النكبة الفلسطينية بندوة بعنوان "النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني إلى أين ؟!"، وذلك في القاعة الرسمية الأولى المخصصة لاجتماعات قيادة الجامعة.

وشارك في الندوة سفير فلسطين د. أحمد المذبوح، ومسؤول قسم فلسطين والأردن وإسرائيل في وزارة وزارة الخارجية البلغارية بلامن تسولوف، والمؤرخ يوردان بييف، المهتم بتاريخ القضية الفلسطينية، وسفير الجزائر أحمد بوطاش، وأستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي سلافتشو فيلكوف.

وأكد المؤرخ بييف أن السلام لا يمكن أن يتحقق ما لم تحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وأهمها القرار 194، وتنفيذ القرار 181 اللذين كانا شرطاً على "إسرائيل" للاعتراف بها وقبولها كعضو في الأمم المتحدة. وأضاف: أن عدم تنفيذ "إسرائيل" لهذه القرارات التي أعطت الشرعية لإقامة "إسرائيل" يعتبر طعناً بشرعيتها بالمقام الأول.

وتحدث السفير بوطاش عن "مبادرة السلام العربية"؛ التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، والانسحاب من هضبة الجولان السورية، وحق العودة، مقابل الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات العربية معها.

ودعا "إسرائيل" إلى اغتنام هذه الفرصة لإقامة السلام مع جيرانها العرب، لما تمثله المبادرة من فرصة كبيرة على السلام والاستقرار في المنطقة.

من جهته قال تسولوف: "إن الحوار حول آفاق حل القضية الفلسطينية بقدر ما هو معقد، بقدر ما هو ضروري جداً"، مشيراً إلى الموقف البلغاري الرسمي من القضية الفلسطينية، التي اعترفت بدولة "إسرائيل"، لكنها رفضت احتلال أراضي الغير، وأيدت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واعتراف بلغاريا باستقلال فلسطين عام 1988 بعد إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في الجزائر.

وأكد تسولوف أن بلغاريا تؤيد الحل الدائم والشامل، عن طريق المفاوضات القائمة على أساس قرارات مجلس الأمن، وما تم الاتفاق عليه بين أطراف الصراع، حل يقوم على أساس الدولتين، دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 والمتواصلة جغرافيا، والتي تعيش بأمن وأمان مع جيرانها.

كما أكد موقف بلاده التي تؤيد مبادرة السلام العربية، وتعتبرها فرصة كبيرة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكداً موقف بلغاريا من الاستيطان، الذي يعتبر جزءاً من موقف الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبره غير شرعي.

كما عبَّر تسولوف عن تأييد بلغاريا الرسمي للمصالحة الفلسطينية، واعتبرها خطوة هامة نحو تسوية المشاكل الفلسطينية الداخلية، معبراً عن أمله بأن تنجح الحكومة الفلسطينية الجديدة في إجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة، وتمضي في خطة استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.

وأشار الأستاذ الجامعي، والخبير في الشؤون الفلسطينية سلافتشو فيلكوف، إلى أنه لا يمكن حل النزاع من قبل أحد الطرفين، وإنما بالاتفاق بينهما.

وتطرق إلى الوقائع كما هي على الأرض، وكلمتها المحورية هي الاحتلال، بكل ما يترتب عليه من عوائق للشعب الفلسطيني: الاستيطان، معابر الحدود، الجدار، ودماء الضحايا، وما يترتب عليه من ضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة، التي لها معنى أساسي، وهو حماية المدنيين في الأراضي المحتلة.

وقال: إن نسبة التعليم العالية لدى الشعب الفلسطيني تؤكد أن هذا الشعب يستحق الحياة في دولة مستقلة، وعبر عن أمله في أن يرى أرض الأرجوان خالية من حدود الفصل والحواجز والمستوطنات.

وأضاف: من المرجح حتى نهاية العام أن تتخذ الإجراءات النهائية للإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67، التي ستعترف فيها، حسب المعلومات المتوفرة لديه، 25 دولة أوروبية، ومن ضمنها بلغاريا، وقد تم الاعتراف بها من مجمل دول أميركا اللاتينية.

من جهته، استعرض السفير المذبوح، تطور الموقف السياسي الفلسطيني، منذ مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، التي تعتبر تنازلا تاريخيا كبيرا من أجل الوصول إلى السلام.

وقال: منذ مفاوضات مدريد حاورنا "إسرائيل" 20 عاماً، ولكن دون نتائج، غير أن عدد المستوطنين والمستوطنات قد تضاعف، كما قامت "إسرائيل" ببناء جدار الضم والتوسع العنصري، الذي باستكمال بنائه ستتم مصادرة 60% من مساحة الضفة الغربية.

وبخصوص "اتفاق المصالحة"؛ أكد سفير فلسطين أنه يصب في الهدف الرئيس، وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيراً إلى أهم ما جاء فيه، من أن الملف السياسي يبقى بيد منظمة التحرير، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط تكون مهمتها فك الحصار، وإعادة بناء غزة، والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. وتطرق إلى استحقاقات شهر أيلول، الذي يحمل في طياته استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، حسب برنامج الحكومة التي تم الإعلان عنه منذ سنتين.

وقال: إن التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس إجراء أحادي الجانب، لأننا سوف نتوجه إلى 192 دولة في العالم، لتقول كلمتها في هذا الصراع الطويل.

وأشار إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح أمراً واقعاً، ولن تفلح "إسرائيل" هذه المرة بخداع المجتمع الدولي، ودعا الدول الأوروبية للإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس، لأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194 سيساعد على إقامة السلام واستدامته في الشرق الأوسط.