|
حتى عام 2014- سنوات الضياع
نشر بتاريخ: 25/05/2011 ( آخر تحديث: 25/05/2011 الساعة: 23:47 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بيت لحم- كتب رئيس التحرير- لم يعد لدى دعاة القتال الكثير من الاوراق لصالحهم، ولم يعد لدى دعاة المفاوضات الكثير من الاوراق لصالحهم، فقد جربنا هذا وجربنا ذاك، قبلنا هذا وقبلنا ذاك، وعلى ما يبدو فاننا سنعود لتجربة هذا، ونعود لتجربة ذاك مرارا وتكرارا.
الاحتلال ورغم جبروته العسكري صار يلهث ليطلب تهدئة من هذا الفصيل او ذاك، وفصائل المقاومة صارت تخشى ان تتسبب بالمزيد من الهدم والدمار للمدنيين امام ظلم الاحتلال واّلته العسكرية، المفاوض الاسرائيلي صار لا يملك ما يقنع به جبهته الداخلية، والمفاوض الفلسطيني انتقل من مرحلة التفاخر الى مرحلة الخجل، وعلى لسان احد القادة (ان اتفاقية اوسلو كانت انجازا هاما ذات يوم، وصارت تهمة في ايامنا هذه)، ووفق سمات المرحلة الراهنة فان اسرائيل قد قرّرت في مؤتمر هيرتسيليا عام 2010 " الكف عن البحث عن حل للقضية الفلسطينية " وقد كتبنا ذلك اكثر من مرة ولم يصدقنا احد، وقلنا ونقول ان اسرائيل قررت في شهر مارس عام 2010 اي بعد شهرين من انتخاب نتنياهو انها لن تعمل بعد الان من اجل البحث عن حل عسكري او سياسي للقضية الفلسطينية وانها ترى ان الوقت يعمل لصالحها وان عليها مواصلة الاستيطان وتهويد القدس الى جيل اخر قادم وانه لا حل لديها على منظور ال20 سنة القادمة. وبعد عام من مؤتمر هيرتسليا عام 2010 ، قال اللواء داني روتشيلد في مؤتمر هيرتسيليا عام 2011 اي بعد ثورتي مصر وتونس هذا العام (ان الطرف الفلسطيني سيعتمد على الاستراتيجية بالعموم عربية وليس على تنازل فلسطيني. وهكذا تمنح السلطة دعما واسعا لخطوة انهاء النزاع. وان نشر وثائق الجزيرة والتخوف من تعزز حماس يعزز فقط هذه الحاجة لدى القيادة الفلسطينية وانها لن تتنازل. اما في السنتين القامدتين 2012 و 2013 فانهما ستكونان سنتين ضائعتين. في 2011 هذا يكون لا يزال يتعلق بنا. ما كان بوسعنا أن نحققه في السنة الاخيرة لم يعد يمكننا أن نحققه اليوم– وما لا نحققه اليوم لن نتمكن من تحقيقه في السنوات القادمة). ومن هنا اعتقد ان الامور يجب ان تكون واضحة للقيادة الفلسطينية والعربية، سواء دعاة القتال او دعاة التفاوض، اسرائيل تريد مجرد تهدئة كاذبة ولا تبحث عن اي حل، وبالتالي فان احتمالية الحصول على اي انجاز من امريكيا ومن اسرائيل لا يزيد عن احتمالية ان نرى شاكيرا تغني على شاشة تلفزيون المنار. وعلى القيادة الفلسطينية ان توضح لـ 15 مليون فلسطيني في الداخل والخارج، ما هي الاستراتيجية وبكل وضوح وبعيدا عن المزاودة والتصيّد. هذا العام 2011، والاعوام الـ 3 القادمة وربما اكثر، لا مجال لاي حل سياسي قادم، الا اذا كان لدينا ما نهزم به اسرائيل وامريكيا عسكريا او بالمقاومة وهذا يحتاج الى عوامل دولية واقليمية وليس عوامل فلسطينية، واعتقد ان اجتماع لجنة الخارجية للقمة العربية في قطر السبت القادم لن يقرر خوض الحرب مع اسرائيل ولا حتى اغلاق مكتب اسرائيل في الدوحة، بقدر ما سيتطلب من ابو مازن ان يصبر اكثر وان يذهب الى الامم المتحدة. والى ذلك الحين، نحن المدنيون الفلسطينيون قرارنا اننا سنواصل التعليم والبناء والبقاء، سنبقى كي نعود، لاننا اذا لا نبقى لن نعود. فالى المزيد من التعليم والمزيد من البناء والمزيد من البقاء، وسننتصر بالعلم والايمان والصمود، ومع احترامي للطاقات العربية والاسلحة الصاروخية في مصراتة واجدابيا وبنغازي ومدافع درعا قامشلي وبانياس ومجنزرات البحرين وملايين اليمن، فاننا هنا صابرون، ولربما لا نستطيع اجتراح المعجزات، لكننا سنستنفذ كل الممكن، وان كتب الله لنا البقاء لا نطلب سوى حنان الاخ منكم، وان كتب الله لنا الموت هنا، اقرأوا على ارواحنا القاتحة من دون ان تلعنوا صمودنا أوتجرحوا دماءنا على فضائياتكم. |