وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أول رئيس فلسطيني للمنظمة العربية لحقوق الإنسان- محام يتمنى تحرير وطنه

نشر بتاريخ: 28/05/2011 ( آخر تحديث: 28/05/2011 الساعة: 17:03 )
غزة - تقرير معا- لا يعرف الفلسطينيون بشكل خاص والعرب بشكل عام الكثير عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي كانت تشكل دعما وسندا لفلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لكن الكثيرين بدأوا بمحاولة التعرف على المنظمة مع انتخاب أول فلسطيني رئيسا لها.

راجي الصوراني من مدينة غزة هو الفلسطيني المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان منذ السبعينات تولي المنصب بالانتخاب بعد مسيرة طويلة دفعته خلالها ظروف السجن لدى الاحتلال وعذابات الأسرى إلى التفكير جديا في تبنى قضايا الأسرى والدفاع عنهم.

ويصف الصوراني تعينه رئيسا للمنظمة تعبيرا رمزيا إضافيا للتأكيد على أهمية ومركزية القضية الفلسطينية التي تحظى باهتمام كبير لدى المنظمة.

مراسلة "معا" في غزة التقت الصوراني في مكتب لتسليط الضوء أكثر على منصبه الجديد وتقرير غولدستون، وحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى ما يتداول حول توليه حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة.

|130945|

من هو راجي الصوراني
نشأ الصوراني في غزة حيث امضي مراحل الفتوة هنا قبل أن يغادر إلى بيت لحم لينهي تعليمه الثانوي من المدرسة الألمانية ومن ثم يكمل دراسة الحقوق في بيروت والإسكندرية في العام 1977 ليبدأ مهنة لمحاماة في الـ1979 ويدرك مدى أهمية توظيف القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني خاصة المعتقلين وضحايا الاحتلال وتوثيق هذا كله في إطار القانون الدولي.

رئيسا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان
ويصف الصوراني وصوله إلى هذا المنصب على الرغم من انه يشغل عدة مناصب دولية في مجال حقوق الإنسان بان هناك التزامات أكثر واستحقاقات وجهد كبير على المستوى العربي يجب ممارسته في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان خاصة في ظل الدينامية الحادثة سواء في تونس ومصر وما يحدث من حراك في اليمن وسوريا في البحرين.

وقال ان ما يحدث في الوطن العربي يبشر بمرحلة جديدة وهذا طبعا يقتضي دعمه واستنهاضه ودفعه إلى الأمام، فالمرحلة المقبلة تتطلب مسؤولية عالية وضرورة التحرك من اجل الوصول للأهداف والكرامة والحرية السياسية والقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان.

القضية هي المعيار الاخلاقي في العالم
وأكد الصوراني أن القضية الفلسطينية على المستوى الشعبي قائمة وحاضرة مبينا أنها حالة ضميرية وأخلاقية لدى شعوب العالم وعلى المستوى الرسمي فإن العقدة الأساس تكمن في موقف الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

وقال الصوراني ان القضية الفلسطينية حاضرة وبشدة في الحركات الشعبية والمنظمات الأهلية وحقوق الإنسان ومعظم الحركات والحراك الاجتماعي الدولي ولا يوجد محفل دولي هام يحدث لا تكون فلسطين من الأجندة الرئيسية ولكن وجدنا مشكلة أخرى وهي أن الولايات المتحدة تعطي للاحتلال حاضنة سياسية وقانونية وحصانة تمنع من ملاحقته ومتابعته سواء على مستوى المؤسسات الأممية على المستوى الجنائي أو في ممارسات تشريع الدول وملاحقة مجرمي الحرب بالإضافة إلى أن جزء من أوروبا ما زال يمارس جريمة صمت تجاه ما يجري في فلسطين.

غولدستون-سقط اخلاقيا
وحول سحب القاضي ريتشار غولدستون لتقريره حول الجرائم التي تدين إسرائيلي بارتكاب جرائم حرب أوضح الصوراني أن غولدستون مارس "سقطة أخلاقية وإنسانية" ودمر مصداقيته على الرغم من تبني مجلس حقوق الإنسان له إلا أن الأمر منوط بإرادة المجتمع الدولي.

وبين الصوراني أن تقرير غولدستون تكرر من حيث الحقائق والوقائع والمعايير والنتائج لكنه تميز بان كان له إطار زمني محدد وهناك الييات تنفيذ محددة.

أربع سنوات من الانقسام
وأكد الصوراني أن مراكز حقوق الإنسان تنتقد دون أي ارتباطات سياسية وتعمل وفق معايير سياسة القانون ولا تجامل سلطان مبينا أن منظمات حقوق الإنسان دفعت ثمنا باهضا مشددا أنها منظمات نضالية وكفاحية و"نحن لم نجامل ياسر عرفات عندما كان ملكا متوجا لفلسطين".

وقال ان منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية أثبتت مصداقيتها ومهنيتها واستقلاليتها وكانت في أحيانا كثيرة ضميرية وأخلاقية بالمستوى الوطني، ونحن لا نبحث عن الحب ولكن نبحث عن الاحترام.

وأكد الصوراني أنهم في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان لم يترددوا لحظة في إصدار التقرير الأول عن حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية مبينا أن احد المعايير والدلالات التي تدلل على شفافية واستقلالية هذه المنظمات أن النصف المتعلق بحركة حماس تبنته فتح بالكامل ونشرته والنصف المتعلق بحركة فتح تبنته حركة حماس ووظف التقرير احدهم ضد الآخر.

قضايا الحلول العرفية بغزة
قال الصوراني نحن منحازين لسيادة القانون وبالتالي نحن مع القضاء المدني وانحياز لمؤسسات القانون بشقها المدني والشرعي ولا مانع من وجود القضاء الرديع ولكن ليس بشكله المشوه والسيء، ونحن مع وجوده كرافعة تحافظ على الحقوق وتكملها.

حقيبة وزارية
وفي ختام اللقاء أكد الصوراني انه لن يتخلى عن عمله كناشط حقوق من اجل مناصب وزارية مشددا أن الخلط بين الأمرين ضرب للمصداقية :" ببساطة لنا دور ناشط في حقوق الإنسان حيوي مهم واستراتيجي وهناك مشكلة حقيقية إذا وقع ناشط حقوق الإنسان في فخ السياسة".

|130950|