|
بروفيسورنصير عاروري : امل التحرر معقود على جيل الشباب
نشر بتاريخ: 28/05/2011 ( آخر تحديث: 28/05/2011 الساعة: 18:45 )
ألمانيا- دورتموند - معا - حل بروفيسور نصير عاروري الكاتب والمفكر الفلسطيني المعروف في الأوساط العلمية والأكاديمية والاعلامية في الولايات المتحدة ضيفا على الجاليات الفلسطينية في مدينتي "دورتموند" و"منستر" الألمانيتان. والقى بروفيسور عاروري محاضرتين اعقبهما نقاش مستفيض، امام نخب ألمانية وأيضا فلسطينية ممثلة لفعاليات تمثل عينة من النخب الأكاديمية والمهنية، تحت عنوان "ماهية عملية السلام وكم نحن قريبون من الدولة الفلسطينية؟".
وقام بروفيسور عاروري بتحليل علمي للوضع القائم في ضوء التجربة الفلسطينية الطويلة مع مشاريع التسوية الأمريكية منذ مشروع روجرز وحتى تراجع اوباما عن وعوده وخطاب نتنياهو الأخير امام الكونغرس. واكد عاروري في محاضرته على ان مجمل هذه المشاريع لا تعدو كونها تواطؤ وتغطية على السياسة الاسرائيلية المستمرة منذ مطلع القرن العشرين والقائمة استراتيجيا على الاستيطان الكولونيالي التفريغي لفلسطين، مؤكدا استمرار النكبة الفلسطينية وكأن اليوم هو الأمس القريب. والقى عاروري وبشكل علمي مجرد الضوء على المراحل المهمة التي مر بها الكفاح الفلسطيني بمراحله المختلفة، منذ النكبة وانطلاق الثورة الفلسطينية وحتى توقيع اتفاقيات اوسلو، من نضال مسلح ونضال دبلوماسي وسياسي جماهيري وجهد تفاوضي للوصول للدولة. واشار الى المرحلة الأخيرة من خلال اتفاقيات اوسلو التي حصرت خيارات الفلسطينيين بالتفاوض والدبلوماسية للوصول الى دولة مستقلة على 22% من ارض فلسطين التاريخية، بعد ان كانت بوتقة كفاح شعب فلسطين الأصلية هي منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر ببعد عالمي، وبأهداف تتمثل في دولة ديموقراطية علمانية في فلسطين التاريخية للمسلمين والمسيحيين واليهود، يتمتع الجميع فيها بحقوق مدنية وسياسية متساوية. واكد بروفيسور عاروري على ان خيار الدولتين لا فرص له للنجاح من الناحية الواقعية على الأرض، واشار الى ان خيار الدولة الواحدة بدأ يجد صدى له في اوساط علمية وأكاديمية معتبرة، كانت قد تركت طرق هذا الموضوع منذ ان بدأ التحدث عن الحل التفاوضي على اساس دولتين لشعبين، الأمر الذي لم ترده اسرائيل في اية لحظة ولم تواجه القيادات الفلسطينية والعربية المتنفذة الجماهير به، تهربا من مواجهة استحقاقات التغيير الاستراتيجي الواجب في نمط الكفاح التحرري للوصول الى التحرر الناجز. وذكر بروفيسور عاروري في محاضرته الى ان اقسى ضرر نتج عن اتفاقيات اوسلو، تمثل في موافقة منظمة التحرير التي لم تكن جاهزة للتحدي الصهيوني الاستيطاني، على الموقف الاسرائيلي من عدم اعتبار الأراضي الفلسطينية اراض محتلة حسب ما يقتضية القانون الدولي، مما ادى الى زيادة تشرذم الشعب الفلسطيني وتضائل امكانيات عودة اللآجئين وزيادة الاستيطان والاضطهاد في الأراضي المحتلة، وقبول اعتبار ووصف فلسطينيي 48 بمواطنين اسرائيليين من الدرجة الثانية. ومع كل هذه الضربات الموجعة التي لاقاها كفاح الشعب الفلسطيني نتيجة اختلال موازين القوى وعدم قدرة قواه السياسية جميعها - من فاوض منهم ومن قاوم- في الاقتراب الحقيقي الملموس من التحرر الشامل او الجزئي، يبقى الأمل معقود في اعادة البعد التحرري العالمي للقضية الفلسطينية على الجيل الفلسطيني الجديد، الذي بدا يشق طريقه بشكل مستقل لاعادة جذور الصراع الى سكتها الأولى، من خلال نضال لا عنفي مبدع، تتصدره منظمات مدنية وشبابية فلسطينية لها متدادات عالمية تطالب بمقاطعة البضائع والاستثمارات الاسرائيلية وتشارك في مظاهرات التضامن ضد الجدار العنصري في نعلين وبلعين والمعصرة وتسيّر سفنا لكسر الحصار على غزة الى آخر اشكال المقاومة اللآعنفية. واشار الى ان اسرائيل وبشكل متزايد بعد نجاح وتألق الثورات الشبابية العربية، بدأت تدرك فعالية هذه المنظمات المدنية على المستوى العالمي وبدات بحملات شرسة ضدها. كما ذكر ان معظم هذه التحركات الشبابية تتجاوز السلطة الفلسطينية التي اضحت مطالبة بالدفع في اتجاه استعادة دور منظمة التحرير كبيت معنوي للكل الفلسطيني، وكحركة تحرر وطنية ببعد عالمي تطالب بتقرير المصير بشكل جذري وشامل بدلا من تجزئته والتركيز على مشروع الدولة، الذي لن يؤدي في الواقع الحالي وفي ضوء موازين القوى والمواقف الاسرائيلية والأمريكية، الا الى بقاء السلطة الفلسطينية كجهاز بلدي وكيل للاحتلال دون سيادة. |