وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د. عيسى: ذهاب فلسطين للامم المتحدة امر في غاية الاهمية

نشر بتاريخ: 29/05/2011 ( آخر تحديث: 29/05/2011 الساعة: 17:25 )
بيت لحم- معا- اعتبر الدكتور حنا عيسى خبير القانون الدولي بأن ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة في شهر سبتمبر ايلول من هذا العام بهدف الطلب من الامم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة أمر في غاية الاهمية، وخاصة بأن الموقف الفلسطيني جاء على قاعدة رفض اسرائيل لوقف الاستيطان وتحديد مرجعية المفاوضات.

وقال عيسى في بيان وصل "معا"، إن الجمعية العامة للامم المتحدة اتخذت قراراً تحت رقم 181 في سنة 1947 ينص على إقامة دولتين عربية ويهودية، وبما أن اسرائيل قامت على اساس هذا القرار ولم تقم الدولة العربية فان القرار يبقى مطعون فيه لحين تنفيذ الشق الثاني المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية. ويقول الدكتور عيسى بأن الآليةالقانونية المتبعة في الاعتراف بالدول يقوم على اساس المادة الرابعة الفقرة 2 من ميثاق هيئة الامم المتحدة والتي تنص "قبول أية دولة من هذه الدول في عضوية الامم المتحدة يتم بقرار من الجمعية العامة بناء على توصية مجلس الامن".

ويضيف الدكتور عيسى قائلاً بأنه من الناحية النظرية لا تعترف الامم المتحدة بالدول وانما اعضاء الامم المتحدة يفعلون ذلك على اساس ثنائي. لكن في الواقع تعتبر عضوية الامم المتحدة بشكلٍ عام تأكيد بأن الدولة معترف بها دولياً كدولة مستقلة ذات سيادة ويتعين على الدول المهتمة بالانضمام الى الامم المتحدة ان تتقدم بطلب لمجلس الامن الدولي، واذا أقر المجلس المكون من 15 عضواً الطلب يمرر الى الجمعية العامة لإقراره، ويحتاج طلب العضوية اغلبية الثلثين لإقراره وهو ما يعني اليوم 128 من 192 دولة.

واضاف عيسى هل بإمكان الفلسطينيين الانضمام الى الامم المتحدة في سبتمبر؟ نظرياً يمكنهم ذلك، لكن المشكلة هي انه ما دامت الولايات المتحدة الامريكية مستعدة لاستخدام حق النقض "الفيتو" لعرقلة الطلب الفلسطيني للعضوية في الامم المتحدة فلن توجد في هذه الحالة فرص النجاح وحتى اذا ضمن الفلسطينيون اغلبية الثلثين من أصوات اعضاء الجمعية العامة فلا مفر من الحاجة لموافقة مسبقة لمجلس الامن وينص ميثاق الامم المتحدة على أن العضوية في المنظمة "تنشأ بقرار الجمعية العامة بناء على توصية مجلس الامن" واذا غيرت واشنطن موقفها ووافقت على دعم محاولة الفلسطينيين نيل العضوية أو الامتناع خلال تصويت لمجلس الامن فمن المرجح ان تنجح المحاولة من جهة واذا تبنت الجمعية العامة في سبتمبر قراراً يعبر عن الدعم لفكرة الاعتراف بفلسطين كدولة عضو بالامم المتحدة فلن يكون له الا قيمة رمزية من جهة اخرى.

واختتم الدكتور عيسى قائلاً واذا تعذر الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر ايلول من هذا العام نتيجة استخدام حق النقض "الفيتو" فبإمكان الفلسطينيين من خلال جامعة الدول العربية التوجه للجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة لدعوتها الى دورة طارئة مستعجلة في 24 ساعة للنظر في تطبيق قرار الاتحاد من اجل السلام، لان أية توصية للجمعية العامة في إطار قرار الاتحاد ومن اجل السلام هي توصية تتمتع بالالتزام، لان احكام القرار تنص على إصدار مثل هذه التوصية في حالة اخفاق مجلس الامن في التوصل الى حل للمسألة قيد البحث التي تهدد السلم والامن الدولي، وبالتالي فان الجمعية العامة في هذه الحالة قد تولت جانباً هاماً من جوانب وظائف مجلس الامن الذي عجز هو عن القيام بها.