وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الذكرى الـ 22 لاستشهاد الأسير عمر القاسم

نشر بتاريخ: 06/06/2011 ( آخر تحديث: 06/06/2011 الساعة: 11:46 )
رام الله- معا- بتاريخ 4/6/1989 سقط الشهيد الأسير عمر محمود القاسم عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سجن عسقلان الاسرائيلي بسبب الإهمال الطبي ومعاناته من عدة أمراض وبعد أن ضربت الحكومة الاسرائيلية عرض الحائط بكل المناشدات الصادرة عن الهيئات والمؤسسات الإنسانية والدولية لإطلاق سراحه.

سقط الشهيد بعد عشرين عاما من اعتقاله، وقبل يومين فقط من صفقة مبادلة الشهيد برفاة الجندي الاسرائيلي سمير أسعد الذي أسرته الجبهة الديمقراطية في لبنان.

وزارة شؤون الأسرى سلطت الضوء على حياة الشهيد القائد عمر القاسم الذي ترك بصماته العميقة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة والنضال الوطني الفلسطيني، حيث أطلق عليه رجل القناعات الصلب والمباديء الراسخة والمواقف البطولية التي جعلته رمزا ورقما صعبا في مسيرة الكفاح الفلسطيني.

ولد الشهيد عمر القاسم في حارة السعدية في القدس القديمة 1940، وتمتد جذور أسرته الى بلدة الطيرة القريبة من حيفا التي أقامت فيها سنة 1911، وبعدها انتقلت الأسرة الى قرية حبلة قضاء قلقيلية ثم انتقلت لتستقر في مدينة القدس عام 1925.

أنهى الشهيد دراسته الثانوية في عام 1958، وعمل مدرسا في مدارس القدس، وأنهى دراسة الأدب الانجليزي في جامعة دمشق بالانتساب، والتحق في حركة القوميين العرب.

اعتقل الشهيد عمر القاسم في 28/10/1968 بعد اجتيازه نهر الأردن وهو على رأس مجموعة فدائية، لتصطدم بكمين إسرائيلي قرب قرية كفر مالك، وبعد اشتباك مع القوات الاسرائيلية تم أسر أعضاء المجموعة، وأعلنت سلطات الاحتلال عن اعتقال قائد المجموعة عمر القاسم الذي كان يبلغ من العمر 27 عاما، وحكم على الشهيد بالسجن المؤبد.

كان الشهيد من القادة الذين أسسو لحركة الاحتجاج والمقاومة داخل السجون في سبيل وقف المعاملة الوحشية والقاسية بحق الأسرى وخاض كافة معارك الجوع والأمعاء الخاوية مع سائر الأسرى فتعرض للعزل الانفرادي والحصار والتنقل من سجن الى آخر لأبعاد تأثيره على الأسرى، لتتحول السجون الى خنادق للمواجهة اليومية، وأكاديميات ثورية ساهم الشهيد بدور أساسي في العطاء التربوي والوعي السياسي فيها.

رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن عمر القاسم في صفقة التبادل مع القيادة العامة عام 1985، وقد حاولت سلطات الاحتلال التفرد بالأسرى المتبقين بعد التبادل، ويقول الشهيد في رسالة له بتاريخ 1/2/1987 ( تتعرض السجون هذه الأيام لهجمة شرسة هدفها سحب انجازات الحركة الأسيرة والعودة بها الى الظروف الاعتقالية السابقة التي كانت سائدة في الأيام الأولى، مما دعا الى خوض إضراب عام 1987 في سجن جنيد لتثبيت حقوق الأسرى ووقف هذه الهجمة المسعورة).

كان الشهيد صلبا وغيورا ثابتا على المبدأ، فعندما قامت مجموعة مسلحة تابعة للجبهة الديمقراطية باحتلال مبنى إسرائيلي في العملية المشهورة التي عرفت بعملية معلوت في الجليل، استدعت إدارة السجن الشهيد عمر القاسم وعصبوا عينيه ووضعوه على متن طائرة مروحية واتجهوا الى موقع العملية، ثم وضعوه على متن مجنزرة إسرائيلية وطلبوا منه دعوة الفدائيين لتسليم أنفسهم، وقد رفض عمر القاسم القيام بهذه المهمة ( الخدعة ) ، وعندما أصروا عليه مستخدمين شتى الضغوط، أمسك الشهيد عمر الميكروفون، وقال بأعلى صوته: أيها الرفاق نفذوا أوامر قيادتكم بحذافيرها ولا تستجيبوا لمطالب أحد، فما كان من الجنود إلا أن خطفوا الميكروفون وانهالوا عليه بالضرب المبرح داخل المجنزرة ثم عوقب بالعزل الانفرادي في الزنازين.

وتجددت مواقف الشهيد عمر القاسم أثناء مقابلته الجنرال الاسرائيلي (نافون) في السجن عام 1987، حين طلب منه نافون التعهد بعدم القيام بأي نشاط سياسي مقابل الإفراج عنه والسماح له بالإقامة في القدس، وجاء رد عمر: أمضيت عشرين عاما من الاعتقال ولا يهمني مصيري الشخصي، ما يهمني هو مصير شعبي، وطالما بقي كابوس الاحتلال على صدر الشعب الفلسطيني، سأبقى أناضل وسوف يأتي اليوم الذي أتحرر فيه.

شيع جثمان الشهيد في جنازة ضمت أكثر من عشرة آلاف مواطن في مدينة القدس، ودفن في مقبرة الأسباط بالمدينة، ليظل قائدا خالدا في الوجدان الفلسطيني، وروحه متوهجة وحيّة تحلق فوق سماء القدس العاصمة الأبدية لفلسطين.