وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي الأسير: اسرائيل تواصل حرب الإستنزاف بحق الاسرى خلال شهر ايار

نشر بتاريخ: 06/06/2011 ( آخر تحديث: 06/06/2011 الساعة: 21:30 )
رام الله -معا- أوضح نادي الأسير الفلسطيني امس، أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر آيار اكثر من 250 مواطنا من مختلف أنحاء الضفة الغربية وبلغ عدد الاعتقالات في القدس 80 معتقلا .

وقال النادي ان شهر أيار و الذي شهد تحولات جذرية خاصة في مواقف الحركة الأسيرة من خلال عناوين قادها أسماء مناضلين وكانت أبرز عناوين تلك المرحلة كفاح حطاب الذي خاض اضربا ذاتيا دام 14 يوما، مطالبا بأن يعامل معاملة أسرى الحرب.

الأسير كفاح حطاب يرفع سقف مطالب الحركة الأسيرة
وفي ظل الإضراب الذي كان يخوضه الأسير كفاح كانت الحركة الأسيرة وفي ستة سجون تقوم بإضراب تدريجي استغرق ثمانية أيام مطالبين بإنهاء العزل الانفرادي والإفراج عن كافة الأسرى المرضى وحقهم في التعليم ، وإنهاء التفتيشات المفاجئة والمباغته وحالة الإذلال التي يعاني منها الأسرى وذويهم وقد تعرض الأسرى لعدة عقوبات تمثلت بنقل عدد من الأسرى للعزل وحرمانهم من الكنتينه وكذلك تقليص الفورة " الخروج للساحة " ومنع الزيارة ، وبعد مداولات كثيرة مع إدارة مصلحة السجون تم تعليق الإضراب و استئناف الحوار مع الإدارة بشرط أن يتم تحقيق مطالبهم، وفي حال عدم استجابتها سيستأنف الأسرى إضرابهم وسيكون ضمن برنامج نضالي تتفق عليه كل الفصائل في الحركة الأسيرة .

زيارات قام بها نادي الاسير
وخلال الزيارات التي قام بها نادي الأسير لكافة السجون أشار إلى أن وضع الأسرى يزداد سوءا خاصة أن إسرائيل تستخدم العقوبات الجماعية دون مراعاة لأدنى الحقوق الإنسانية، وفي هذا الجانب رصد نادي الأسير عدد من ملفات الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة منها أمراض السرطان ، و هم ما بين الحياة و الموت وكان آخرها حالة الأسير المحرر "ياسر رجوب "الذي أفرج عنه بعد تيقن الاحتلال من وضعه الصحي الصعب الذي يعاني منه الرجوب كونه مصاب بالسرطان .

قصص وأصوات نادت وناشدت المجتمع الدولي وكافة المؤسسات بإيجاد حل سريع لقضية الأسرى التي أضحت تمس كل مواطن فلسطيني ، إسرائيل التي تحاول أسر كل الشعب الفلسطيني ، وتمارس اسرائيل حرب الاستنزاف من بوابة الاعتقال حيث أقدمت في الآونة الأخيرة على اعتقال عدد من القادة منهم حسام خضر، والنائب عبد الرحمن زيدان ليرتفع عدد النواب المعتقلين إلى 17 نائبا.

انتهاكات بحق أسرانا
بينما وصلت الانتهاكات الإسرائيلية إلى حد القتل و التعذيب الممنهج بحق الأسرى ، فالتعذيب لدى إسرائيل يقوم عبر عدة مراحل يبداء بالضرب بأعقاب البنادق والأيدي وكسر أطراف المعتقليين و ابرز شاهد على ذلك الطفل علي عبيد من العيسوية البالغ من العمر 15 عاما والذي يعاني من نزيف في الدماغ والكبد نتيجة الضرب و التنكيل وهو ما زال موجودا في مستشفى عين كارم هداسا .

إضافة إلى مرحلة التحقيق مع الأسير التي يشوبها الكثير من الأسرار في تلك الغرف المغلقة التي يحاول أسرانا وصفها ولكن الحقيقة أعظم من ذلك، والمراحل الأخرى للتعذيب التي لا يمكن رصدها بكلمات والمرور عليها مرور الكرام ، وعلينا أن نطرح ألف سؤال عندما يتعرض الأسير بشكل متعمد للضرب وعندما يكون مريض ويحتاج الى علاج وتتعمد اسرائيل اعتقاله وتعذيبه .

الأسرى المرضى معاناة تتفاقم
ومن خلال التقارير التي وردت الى نادي الاسير من مستشفى سجن الرمله التي رصدت اسماء اسرى ومن ثقل معاناتهم وطول ملفاتهم الطبية التي اضحت مجلدات ، نتساءل فعليا أين أولئك من يتشدقون ويدافعون عن حقوق الإنسان ، الأسير أكرم منصور الذي يعاني الويلات جراء مرضه وتتعمد اسرائيل باحتجازه وتعذيبه ، كذلك كل من الأسير احمد التميمي والاسير محمد عبد العزيز و منصور موقده و خالد الشويش وا حمد النجار و احمد سماره و عارف سماره و عباده بلال و بلال بدرة والقائمة تطول بفعل همجية و وحشية الاحتلال .

وفي ضوء ذلك بدأ نادي الاسير فعليا بدراسة الملفات الطبية الخاصة لكل أسير مريض في محاولة جادة لانقاذ اسرانا واخراجهم من معاناة طالت . وقد تابع النادي من خلال مؤسسة أطباء حقوق الإنسان الذين قاموا بزيارة عدد من المرضى بطلب من النادي ، في محاولة لعلاجهم أو الإفراج علما أن ادارات السجون تمنع دخول أطباء للأسنان رغم معاناة الأسرى .

فعاليات تضامنية مع الأسرى
وقمنا بعدد من الفعاليات دعما لهم من خلال عدة لقاءات تم عقدها مع وزير الخارجية الملديفي الذي أعطى تعليماته بضرورة إثارة قضية الأسرى في مجلس حقوق الإنسان . وتم إطلاع برلمانين من اسبانيا واليونان على الانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى و وجه نادي الأسير مجموعة من الرسائل للصليب الاحمر للمطالبة بالقيام بواجبه اتجاه الأسرى .

وأبرز ما أعاد البهجه الى قلوب الأسرى رغم معاناتهم المصالحة الوطنية التي كان الأسرى أول من دعى لها و في يوم النكبة الذي جسد النضال الشعبي في الداخل والخارج بأكمله كان الاسرى مشاركين بأرواحهم ونفوسهم وذاكرتهم مع الشعب الفلسطيني.

آسيراتنا حرمان وإذلال
وأسيراتنا اللواتي يعشن حياة مليئة بالقمع والاذلال والحرمان وقصص تحولت الى روايات بفعل تراكم المأساة مخلفة وراء كل أسيرة اطفال حرموا من لمسة الأم ومن صوتها ومن كل تفاصيل الأمومة بفعل الإحتلال ، وفي رسالة وجهتها الأسيرة قاهره السعدي التي سجلت صورة حقيقة للمرأة الفلسطينية ومن خلالها استغاثت كل انسان يحترم نفسه ويحترم القيمة الإنسانية التي يحملها بأن يقف بجانب الأسرى ويدافع عن حقهم بالحياة والعيش مطالبة المؤسسات الشعبية والرسمية بالسعي بكل ما يملكون لإيجاد حل جذري لإنقاذ قضية نضال فلسطيني ومن الجدير ذكره أن هناك أسيرة ما زالت في العزل وهي الأسيرة مريم طرابين كما أن الأسيرة أمل جمعة تعاني من أزمه بالصدر وألم في المعدة وهي بحاجة إلى متابعة طبيه وما زالت اسرائيل تفرض الاقمة الجبرية على الاسيرة المحررة شيرين العيساوي هي و أخوايها منذ أكثر من شهر .

بدوره حمل نادي الأسير اسرائيل المسؤولية عن كل مايجري بحق أسرانا مؤكدا بأن التاريخ والواقع يوثق كل ما يجري فالأرض شاهده و اصحاب القصص أكبر شاهد وأجسادهم المليئة بالألم والحسرة والمرض وبصمات التعذيب التي لن تمر كأي قضية تحاول اسرائيل طمسها و دفنها . "

وفي خطوة سابقه طالب نادي الأسير" و"عدالة" بمنع التحقيق مع المعتقلين في أقسام التحقيق التابعة لجهاز المخابرات في إسرائيل (الشاباك) وذلك لتعرض المعتقلين فيها لظروف اعتقال مريعة .

وقد نجح نادي الأسير في الإفراج عن خمسة أسرى مهددين بالإبعاد من خلال المحامي جواد بولس الذي ترافع عنهم وهم كل من الأسير طالب بني عودة ، محمود أبو زويد ، احمد زيدات ، محمد أبو زويد ، سامر حامد ويتابع نادي الأسير كذلك ملفات كل من الأسيرين مجد برغل من أريحا والاسير نصري صبيح من بيت لحم وفي السياق ذاته طالب نادي الأسير رسميا الشؤون المدنية بالعمل من أجل اصدار هويات حتى تمكنهم من الإقامة في وطنهم وانقاذهم من التهديد الابعاد .

وفي نهاية التقرير رصد نادي الأسير أبرز كلمات لبعض الأسرى فوقفنا عند كلمات الأسير منصور موقده الذي قال" لم اتصور يوما ان اكون في غرفة الانعاش بين الحياة والموت وانا مكبل اليدين والقدمين".